النهاية

12.9K 220 3
                                    

وتناولا الطعام . . . لكن عند منتصف الليل .
كانا قد تمتعا براحة لذيذة فاقت كل شيء تشاركاه من قبل .
تبع هذا حمام ساخن متكاسل ، وارتديا كل عباءهته واحتسيا العصير اللذيذ وهما ينتظران خادمة الغرف لتحضر لهما العشاء .
بعد ان انهيا الطعام ، تراجعت هانا في مقعدها . هناك اسئلة كثيرة تريد ان تطرحها . . كلمات تحتاج ان تقولها . . وحثها صوت صغير : (الآن . . قوليها الآن.
كان هناك خطوط خفيفة جداً عند زوايا عينيه . . واظهرت قسماته لحية سوداء .
نظرت اليه بحذر ، تري القوة ، وهالة السلطة التي تنضخ منه . وعرفت ان هذا سيبقي موجوداً دائماً . ولها .
فكاشفته بصدق هاديء : ( أنا أحبك ).
ورات اساريره تلين .
كانت عيناه قاتمتين ، قلتمتين جداً . . تعبيرهما صريح مما جعلها تكتم انفاسها لكثرة المشاعر الظاهرة فيهما ، وقال بلطف : ( شكراً حبيبتي ).
-ولكالما احببتك . . ولو لم احبك . . ما كنت وافقت على الزواج منك.
وابتاعت غصة صغيرة ارتفعت فجأة الي حلقها : ( انت كل شيء احتاج اليه ).
اصبحت عيناها لامعتين بالدموع المتلألة : ( انت حياتي ).
هل من الممكن ان يتوقف القلب من الخفقان ؟ وان تكون المشاعر قوية الي درجة تقطع القدرة على الكلام ؟
وقف ميغيل وشدها الي ذراعيه ، وضاعت هانا . . غرقت في بحر من المشاعر ، وتمسكت بكتفيه وهي تستجيب له ز
كم من الوقت وقفا هكذا ، متعانقين احدهما ، بين ذراعي الآخر ؟ فهي لم تعد تتذكر الزمن .
ببطء ابعدها قليلاً ، وطبع قبلة على خدها . وتنهدت احتجاجاً ، وتأوهت قليلاً حين تركها وسار عبر الغرفة ز
راقبته وهو يخرج شيئاً من جيب سترته ، ويعود ليدس علبة مجوهرات رقيقة في يدها .
-لدي شيء لك .
-ميغيل . .
-افتحيها .
وفتحتها متأنية . . وكبتت ليعة دموع مفاجئة . . ففي غلاف من المخمل عقد متقن الصنع ، وقرط مماثل . . انه أنيق بجمال ، يجمع الألماس الوهري واللماس الأبيض ، مع الماسة زهري على شكل أجاصة ، في اسقل العقد .
همست هانا : ( انها جميلة ).
واحست بالدموع تترقرق في عينيها لتجري في كل خد جدول بطيء ، وتتوقف لبرهة على طرفي فكها .
-شكراً لك .
-دموع. . هانا .
سؤاله الممازح ، جعلها تمسح الدموع عن عينيها وتمرر اصابعها المرتجفة على كل خد .
-يبدو انني لا استطيع وقفها .
اخرج ميغيل العقد ووضعه في مكانه المناسب وثبت المشيك بأمان ، ثم مال اليها ليطبع قبلة على جبينها .
واستقرت النجمة تحت تجويف العنق مباشرة ، بخطها الوحيد من الألماسالوهري والأبيض .
لقد تذكر وهذا امر هام ، وبما ان الوصف لهذه الحلية وصفها ، ولم تشر الي أي شيء آخر رأته ، فهذا يعني انه كلف احدهم بصنع هذا التصميم خصيصاً .
-الا تريدين رؤية كيف يبدو ؟
هزت هانا راسها وقالت بنعومة : ( انه اجمل شيء امتلكته في حياتي . . مميز ).
وادركت انه عرف كم عنت الهدية لها .
مدت يدها الي المشيبك ، لكنه اوقف يديها : ( ابقيه حيث هو ).
و من دون ان تتفوه بكلمة ارى ، ادنت رأسه الي راسها وعانقته عناقاً مثيراً وليس له سوي نهاية واحدة .
فيما بعد ، ولوقت طويل ، ضمها ميغيل اليه وطبع قبلة على جبينها : ( نامي امانتي . . فغداً يوم ىخر ).
استيقظت هانا على رنين جرس الباب ، وادخل ميغيل الساقي الذي اوصل الفطور الي الغرفة ز
كم الساعة الآن ؟ نظرت بسرعة الي الساعة قرب السرير ، وتأوهت .
الثامنة والربع ! ياللسماء . . من المفترض ان تفتح المحل في التاسعة ، وتحتاج الي حمام وارتداء ملابسها ، والذهاب الي البيت لتغيير ثيابها بأخري نظيفة . . بحركة مسرعة ، رمت الأغطية جانباً ووقفت ثم توجهت الي الحمام . .
قال ميغيل بصوت اجش يؤنبها : ( امادا . . على مهلك).
نظرت اليه بانزعاج .
-المحل . . كان يجب ان توقظني . .
وبدا متسلياً : ( تعالي وتناولي الفطور . . لست ذاهبة الي أي مكان ). –ماذا صتعني انني لست ذاهبة الي اي مكان ؟ لقد تأخر الوقت . .
كان في تعبيره الأسمر المتسلي اعجاب دافيء ، وبسرعة اخذت عباءة ، ودست كميه وضمت الأطراف الحريرية معاً .
مد يده ، وامسك يديها ، وشدها الي جانبه .
احتجت ساخطة : ( ميغيل . . لا وقت لدينا . . )
-بلى . . . معنا وقت .
-لا . . ليس معنا وقت .
ومررت اصابعها في شعرها المشعث ، وقامت بجهد لتحرر يدها ز
إلا انه لم يترك لها فرصة . . فعناقه لها كاد يحطم إرادتها . لكنها انسحبت بعيداً عنه ، بعد ان سمح لها بهذا .
كان يعرف ان باستطاعته نزع الحري عن كتفيها واعادتها الي الفراش . .
وقال : ( ستفتح رينيه المحل هذا الصباح ).
وجمدت ، تنظر اليه متفحصة : ( لماذا ؟)
قادها الي الطاولة حيث وضضع الساقي فطورهما : ( اجلسي لنأكل ).
-لن أفعل شيئاً الي ان تقول لي ماذا يجري .
قال بسهولة : ( حسن جداً . . من المقرر ان نستقل الطائرة بعد بضع ساعات ).
وجمدت اكثر ن واتسعت عيناها وهي تنظر اليه : ( ماذا قلت ؟)
مد ذراعه ودفعها الي الأمام بلطف ، لتجلس على كرسي ثم جلس في المقعد المقلبل .
-سمعت ما قلت .
-كيف ؟
نظر اليها متسلياً : ( بالطريقة العادية اتصور ).
-اعني ، كيف لنا ان نسافر بسرعة هكذا ؟
-فوضي احداً عنك .
- لا استطيع .
-بلي . . تستطيعين .
وشرب نصف كأس عصيره دفعه واحدة .
-ستعود سندي الي العمل يوم الاثنين ، وستدير المحل بمساعدة إيليان ، وستأتي رينيه في الرابعة من كل يوم لإقفال المحل .
- لكن . .
-الدنيا كما نعرفها لن تنتهي . . لكن هذه مفاجأ ة . . غير متوقعة .
أخذت هانا رشفة عصير برتقال ، ثم اخرى : ( الي اين سنذهب ؟).
-الي هاواي ز
أوه . . ياالهي . . هل تملك قدرة على قراءة الأفكار ؟ وتخيلت الرمالرالبيضاء ، والبحر الأزرق ، والأمواج المتلألئة ، أشعة الشمس ، السكون . . أيام كسلي ، ليال طويلة متكاسلة . . انها الجنة .
وبالكاد سألت : ( الي متى ؟)
-اسبوع في هو نو لولو ، واسبوع في مادي .
سألت :( هونولولو ؟)
ولدت ابتسامة بطيءة حلوة على شفتيها . . مادي . . انها أجمل الماكن وأكثرها سحراً .
ولمعت عيناها بالسؤال : ( حقاً ؟ اليوم ؟)
تحرك فمه بتسلية ساخرة : ( لا تنظري الي هكذا . . وإلا لن نخرج من هذا الجناح كما لن نلحق برحلة محددة الموعد).
ضحكت هانا ن ضحكة خفيفة من القلب ، والتفت حول قلبه واعتصرته قليلاُ : ( اتعتقد هذا )
مد يده ووضع اصبعه على شفتيهت : ( الفطور كوريدا ).
-حسن جداً .
رفعت يدها تعد علىاصابعها : ( همممممممم . . رحلة في الطائرة تستغرق تسع ساعات )ز
ولمعت عيناها ببريق شيطاني : ( هذا يعطيني الوقت الكافي لأخطط بالضبط كيف انوي مكافئتك ).
وتولاه إغراء ان يتخلى عن الفطور : ( وقحة ).
-امر مؤسف اننا سنضطر الي الذهاب الي البيت اتجهيز حقائبنا .
-لا . . لسنا مضطرين . . فحقائبنا في صندوق السيارة .
لم تستطع كبت ابتسامة شك : ( وهل وضبت ليثيابي ؟)
قال بوقار مرح : ( جئت بمقدار قليل ما انت بحاجة اليه . وأي شيء آخر يمكنك شراءه هناك ).
واكمل بتكاسل : ( اضافة لهذا ، لن ادعك ترتدين الكثير من الثياب معظم الوقت ).
مالت هانا عبر الطاولة ووضعت اصبعاً على شفتيه : ( حسن جداًُ . . لدي اخبار لك امانتي . . اريد ان اسبح ، واستلقي في الشمس ، واذهب فيس نزهات طويلة ، واقرأ . كما ان عشاء لذيذ بين زملاء من الموجودين هو مطلب اساسي ).
ولمعت عيناها لتكتسبا بريق التوباز الأزرق : ( لو وضعت ملابس داخلية في الحقيبة ، فسنواجه متاعب جدية ).

صرخة قلب للكاتبة/ هليين بيانشين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن