البارت الرابع

817 35 3
                                    

الجزء الرابع

انحنت لتحمل الكتاب وأضافت:
•  أريد هذا الكتاب يا عم, أيمكنني؟
o  نعم لكِ ما شئتِ عزيزتي
فور عودتها عصراً لشقتها أمسكت الكتاب وتابعت القراءة, متيقنة أن ما رأته في المكتبة لم يكُن صرصوراً كما لم يكُن من وحي الخيال. لقد رأته بعينها كيف لها أنْ تُكذب ما رأتْ !

المنزل بحالة سكون والأضواء مُطفأة, لا صوت سوى تلفازها الثرثار الذي تُبقيه ريان مُشتغلاً على قناة الأخبار, مجرد وهم يؤنس وحدتها لا غير,  استمرّتْ ريان, بتقليب الصفحات الأولية للكتاب لتجد ذات العبارات منقوشة عليه, وصلت أخيراً لآخر صفحة قرأتها في المكتبة فانتقلت للصفحة التالية...
ها قد أصبحتِ ملكي, سأتحكم بكِ كما أشاء, أعرف أنكِ ستطيعين أوامري بلا أدنى شك وبدون تردد, دعيني أخبركٍ عن محتوى الكتاب أولاً ثم شرط قراءته.
يتألف الكتاب من ستة أجزاء, لقد مررت بستة تجارب حب, كل تجربة مكتوبة بجزء من أجزاء هذا الكتاب, كما إن كل جزء بعنوان "كارلوس و... ( النقاط أسم الفتاة التي عشت معها التجربة ) أتمنى لكِ قراءة ممتعة
هُناك شرط جزائي عليكِ تنفيذه قبل الشروع بالقراءة, وهو أن تجرحين نفسكِ قبل قراءة أي جزء من الكتاب وتجعلين بعض الدم يتساقط على الورقة الأولى من الجزء. كما لا أنصحكِ أن تُخبري أحداً عن الكتاب
أحذركِ, إن لم تُنفذي هذا الشرط سيختفي الجزء وستبقى الورقة بيضاء ناصعة, أعتقد أنكِ رأيتِ ذلك!
التهمت ريان الرواية بجنون كعادتها حين تقرأ كتاباً ما, جاءت بشفرة الحلاقة وجرحت نفسها جروحاً دامية, جعلت بعض من دمائها تتساقط على الورقة الأولى من الجزء الأول وقرأته, فعلتْ ذات الشيء مع باقي الأجزاء.
لن تتوقف ريان عن القراءة لحظة واحدة, تقرأ وتمزق جسدها بالشفرة حتى انتهتْ الرواية بانتهاء الجزء السادس, كان ذلك في تمام الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً, ولن تتناول شيئاً خلال ذاك الوقت, فقط تقرأ والجروح تتوالى على جسدها, الدماء تتساقط على الورقة من دون أدنى اكتراث.
هناك مجموعة من الأوراق الفارغة بنهاية الكتاب لم تلحظها ريان بعد أن أنهت الرواية فقد أرهقها التعب والنزف الشديدان وأثقلا كاهلها, أتعباها, تغلبا عليها فلن تُبرح إلا ساقطة على أرضها فاقدة للوعي, غطت بوم عميق أمتد حتى بزوغ الصباح.
استيقظتْ صباحاً بحيرة والتباس عما حصل ليلة أمس, جلست تخمن وتخمن قائلة في نفسها:
•  يا للغباوة, يبدوا أنني قضيت يوم ميلادي بقراءة الرواية اللعينة هذه!
واضح أنها نسيت كلياً ما قرأته في الرواية فأضافتْ بعدما رأت كل تلك الجروح النصف ملتئمة على جسدها:
يا للهول, لقد جرحتْ نفسي بسبب تلك الرواية, كم أنا مجنونة وغبية, أعان الله من يتزوجني بطباعي السخيفة هذه!
لمحت ريان الورقة المرمية على الأرض فتذكرت كل تفاصيل الأمس, عرفت حينها أن يوم ميلادها قد أنقضى لكن آثاره مازالت باقية لم تنتهي, حملتْ الورقة لترى ماذا حل بدمائها, من هنا بدأت حياة ريان تنقلب رأساً على عقب, موازين حياتها مالت للتغيير الجذري, تدلّى فكّها من هول ما رأتْ, شكلت دمائها جملة "زوجتك نفسـ".
انحنت ريان سريعاً لتلتقط الكتاب, فتحته لتتأكد مما أخبرها به كارلوس, انتقلتْ سريعاً لنهاية الكتاب لتتلقى الصفعة الثانية ويحدث ما توقعته أن يحدث!
(( الفصل السابع كارلوس وريان ))
لم يُكتب سوى العنوان, أما باقي الصفحات فهي بيضاء لا تمتُّ لشيءٍ بصلة.

أنتِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن