البارت السابع

772 30 1
                                    

الجزء السابع

عادت لبغداد وهي في شدة الهلاك, توجهتْ لشقتها, بخطوات متثاقلة صعدت السُلَّم, أخرجت المفتاح لفتح الباب ولكن...
ولكن الباب فُتِح من الداخل.....!
وضعت "ريان" يدها على فمها فور انفتاح الباب لتحبس الصرخة, توقعتْ أن يكون "كارلوس" خلف الباب, لكن, المنزل فارغ ! كيف فُتِح الباب؟ من فتحه؟ أهذا خيال أيضاً؟ أسئلة لن يجيب عليها إلّا شخص واحد, نعم, هو "كارلوس"....

بعد دخولها لطمت نفسها مراراً وتكراراً ندماً لما حصل للشباب الثلاثة, التقطت أنفاسها قائلة...
-  ما حدث قد حدث. إنهم ضحايا لعبة "كارلوس", مثلي تماماً !
أعدّتْ بعض الطعام, أخذته لتجلس أمام التلفاز كأن شيئاً لم يكُن. يا لها من فتاة قوية, حاولت أن تُرجع حياتها لوضعها الطبيعي, ولو لعدة دقائق !! لكن هذه المحاولة باءت بالفشل, وهي تشاهد التلفاز لاحظت صندوق الصور على طاولة التلفاز مفتوحاً, أزاحت الطعام جانباً, تحركت من الكنبة مُتجهة للصندوق بهدوء, فتحته, فتحته بلهفة, أمسكت بصورها المكسوة برائحة الذكريات الجميلة...
أول صورة تظهر بها "ريان" بدراجتها الهوائية منذ أربع أعوام, منطلقة في وجهها ابتسامة عريضة, ثاني صورة لحفلة تخرجها العام المنصرم برفقة زملائها وزميلاتها,  الثالثة بمزرعةٍ تابعة لأحد أقاربها, كانت بذلك الحين تقطف التفاح... قبل أن تُكمل مشاهدة الصور لاحظت أمراً مريباً !!
عاودت النظر للصور, أمعنت النظر بالصورة الأولى, خلفها شخص يركب دراجة هوائية, كل ما بجسده كان واضحاً عدا وجهه, بدا وكأنه بلا ملامح وجه !...
صورة حفل التخرج أيضاً, يقف خلفها ذلك الغريب, نعم حتى في هذه الصورة بدون أية ملامح, في صورة المزرعة يقف بعيداً بين الأشجار حيث لا تفاصيل واضحة له, الصورة الرابعة والخامسة وحتى آخر صورة, الصور العائلية والمدرسية, صورة لاجتماعها مع صديقاتها يظهر واقفاً يشاهدهنّ من خلف النافذة, هو يتواجد بجميع الصور, يرافقها في كل ذكرياتها...
-  أرجوك كفى أرجـــوك
رمت صندوق الصور وانهارت على الأرض تبكي,
-  سئِمت من ألاعيبك يا "كارلوس" سئِمت

صباحاً استيقظت "ريان" على رنين هاتفها المُزعج, فركت عيناها لتجد نفسها على أرضية غرفة المعيشة الباردة وسط كومة الصور. جلست على ركبتيها قائلة...
-  أيعقل هذا؟ أيعقل أن كل ما حصل كان مجرد حلم؟ نعم إنه يبدو كذلك...
لكن سرعان ما تأكدت أن الأمر واقع بعد نظرها للصور ورؤيتها لذلك الطيف الذي لا يغادر صورها... في هذه الأثناء رنّ هاتفها مرة أخرى...

-  ألو ؟
-  آنسة "ريان" ؟
-  سـ سيد "بيون" آسفة, حقاً آسفة لأنني لم أرد على مكالماتك اليومين الماضيين, كانت لي ظروف قاسية...
-  لا يهم, سأخصم ذلك من راتبكِ, على أية حال اتصالي اليوم لأمر آخر غير العمل
-  وما هو ؟
-  أيمكنكِ القدوم إلى الشركة الآن؟ أم ستغيبين حتى بهذا اليوم؟ تذكري أن كل هذا مخصوم من الراتب !!
-  ههههه لا أنا قادمة
اغتسلتْ, تناولت إفطارها وخرجت بفرح عارم بداخلها, كانت دوماً تستطعم لذة الحياة الروتينية المملة, حتى ولو قليلاً عند ذهابها للعمل.

أنتِ ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن