الفصل السادس

20K 568 4
                                    

قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي

يوم الزفاف كانت العروس تتم تجهيزة بغرفتها وزوجه عمها هي المشرفه على تزينها.
مني بفرحه. ما شاء الله زي القمر مش محتاجه حاجه
ابتسمت لها جميله.، وجلست نوارة بجانب ابنتها وهي تكتم دموعها بصعوبة وضمتها لصدره تحاول أن تخفف عنها قلقها.
تركتهم مني بمفردهم لتترك مجال الحديث بين الأم وابنتها..
نواره وهي تتطلع لابنتها بحب. يزيد اتحدت امعاي عشيه وكان جلجان عليكي يابتي واني طمنتو غصب عني جدك منبه مفيش سيرة تطلع لخيك، بس يزيد بيجولك ماتهملوش من غير مايتحدت امعاكي زي متعودتو، اتوحشتك يابتي من دلوك، اسمعي كلام حماتك هي كيف امك وخليها راضيه عنيكي وهي تحبك كيف بتها، والست شكلها بت أصول وطيبه وربنا يهدي سرك يابتي، وخلي بالك من جوزك لازمن تعامليه زين وهو يحطك تاج فوج راسو، الست لازمن تكون تحت طوع جوزها واللي يأمرك بيه تنفذيه من سكات، واوعاكي ينام وهو غضبان منيكي الملائكه تلعنك يابتي وربنا يغضب عنيكي، فهمتني زين ياجميله
هزت رأسها بالموافقه.
نواره. انا راضيه عنيكي يابتي ودعيالك وربنا امعاكي ويعز عليه فراجك ياضنايا وضمتها بقوه
دق علي الغرفه ودلف وهو يبتسم على طفلته اليوم أصبحت عروس وسوف تفارق منزلها، فهي ابنته المحببه لقلبه والمقربه إليه والي الان لم يقبل بهذا الزواج ولكن لن يرفض كلمه والده.
على قرب إليها وهو يقبل جبينها. العريس واهلو جم في الدوار حطي العبايه ياام يزيد على جميله
بتي ديري بالك على حالك واوعاكي تطاطي راسك لحد خلي راسك مرفرعه طول ماانت على الحج ماتخفيش واصل واحنا كلهتنا في ضهرك يابتي ولو حد زعلك يمين بالله اجطمله رجبته اي كان التخين عندهم انتي بتي ومش هجبل حد يزعلك وسمحيني يابتي لو الجوازه من غصب عنيكي دي حكم جدك ولو في يدي كنت طربجتها على عيله السمنودي مش احط يدي في يدهم
....................
كان الدوار يعم بالبهجه والفرح وذبح الدبائح وتفريقها على الناس وأصوات الزغاريد والمزمار والأعيار الناريه تصدع فى أنحاء الدوارعندما حضر العريس وأهله
كان مالك غير مبالي لم يحدث يبتسم ببرود وينظر إلى المكان باستهزاء،
تعرف على أهل العروس وصافحهم ببرود وجلس في المنضره وتم عقد القرآن.
وأصوات الأعيرة النارية تصدع في كل مكان وانتظر العروس أمام الدوار ورفض ركوب الخيل وقرر أن يصطحب زوجته في سياره وليس على الجواد مثل عادتهم وتقاليدهم..
كانت تمشي على استحياء بين جدها ووالدها على.
قاسم يتحدث لحفيده بصوت منخفض. اتحرك يابجم وامسك بيد مرتك وسلم على جدك
مالك بصدمه. هي العروسه لابسه زكيبه ولا ايه
قاسم. اتحشم يا ولد
كانت ترتدي كاب اسود لم يظهر منه شيء ويدري وجهها أيضا لا أحد يكشف عن وجهها الا زوجها.
استسلم مالك لأوامر الجد وقرب من العروس وصافج الجد ووضع يده على خصرها لتسير معه إلى حيث السياره، وعندما وضع يده انتفضت من أثر لمسته المفاجأة وهو لم يهتم شدد من قبضته عليها.
وصعدت إلى السياره وهو جانبها وتحركت السياره إلى منزل الحاج قاسم، وعندما وصلت انطلقت الزغاريد والرقص على المزمار الصعيدي بالعصا وصدحت الأعيرة النارية ترحب بقدوم العروس..
ترجل من السياره وساعدها على النزول واستقبلته والدته بترحاب شديد وضمت العروس وقبلها واصطحبتها إلى غرفتها لتنتظر زوجها وقبلتها بحنيه وهي تبتسم لها وتركتها وهبطت إلى الاسفل..
وانتظر مالك بالأسفل والجميع يبارك له إلا عمته منتهى وابنتها تشتعل غضب وحقد وعلى حين غفله.
منتهى. بحولك ايه ياولد اخوي لازمن نتوكد الأول من عفه مرتك، وليه أهلها عجلو بالجواز اللي لو كانو متوكدين أن بنتهم معيوبه وعشان أكيدة ماتشرطوش ولجيو اللي يرضا ببتهم
قاسم بشده. أجفلي خشمك ياام مخ ضلم واني اللي عجلت بالجواز مش الحج واصف، والعادات دي بطلت من زمن واوعاكي تتحدتي واصل خابرة
منتهى بغل. برضك نتوكد يابوي اني خايفه على ولد اخوي كيف يوجع الوجعه دي
حامد الأخ الأكبر. ماكفياكي عاد يا منتهى انتي عندك بت ياخيتي بلاش تتحدتي في أعراض ولايه دي يروح فيها رجاب
منتهى. وها وانت هتجيب بتي لبت الشهاوي ياخوي، الحج عليه كنت عاوزة اطمئن على ولد خوي
قاسم بحدة. اطلع ياولدي لعروستك وسيبك من الحديت الماسخ دي
مها. بعد اذنك ياعمي، دي حاجه شخصيه يا منتهى وتخص مالك وبس
مالك. هو انا مش عملت اللي انتو عاوزينه عايزين ايه تاني انا حر بقى مش هسمح لحد يدخل في حياتي تاني
قربت إليه والدته بابتسامه بشوشه. و قبلته من وجنتيه. مبرووك ياحبيبي وربنا يسعدك اطلع لعروستك
بادلها الابتسامه وتركهم وصعد إلى حيث الغرفه وهو يذفر بضيق وحدث نفسه قبل أن يدلف للغرفه. هو انا كنت ناقص عمتي كمان و عادات الصعيد المتخلفه، انا عايزة اخلص من البلوة دي على خير واستحاله أقربها وأتم الجواز هو انا ناقص هم.
...................
في بيت الشهاوي
كان الجميع يشعر بالحزن بعد مغادرة جميله المنزل.
الحزن مخيم على وجوه العائله.
الأم كاد قلبها يعتصر الما على فراق ابنتها الوحيده وأيضا عمها الذي كان نعم الأب في جميع سنوات عمرها.
وجدها الذي تركهم وصعد إلى غرفته ولم يتحدث مع احد.
أصبح البيت خاوى الان من جميله ورغم أن لا أحد كان يشعر بوجودها ولكن أصبح الآن البيت خالي بدونها فهي الشمس الذي غابت عن المكان، والجميع متأثر بغيابها.
وعمها الأصغر الذي حزين على زوجها من غير ابن أخيه فالجميع يعلم أنها منذ ولادتها وهي مكتوبه لغز ولد عمها ولكن تغير كل شي بين ليله وضحاها.
..........
فى القاهرة
كان معتكف بغرفته يعتصر قلبه حزنا وآسي على فراق محبوبته وزواجها من غيره وهو مثل المُقيد لا يستطيع أن يوقف هذة المهزله كما اطلق عليها ، ولكن هم من يدفعو التمن وجميله التي تضحي بحياتها من أجل إخماد نار الثأر حقا مهزله بكل معني الكلمه ، سقطت دمعه حارقه لم يستطيع كبتها لا يعلم ما مصيرها فهى حب حياته وطفولته وأول من رأت عينه وكان يعد الأيام والليالي لكي يلتقي بها فى مملكتها التى سوف تنير بوجود جميلته فهو تغاضى عن اى اعاقه بينهم فهو لا يرا بها اى نقص ، يراها كامله متكامله لم ينقص عدم سمعها ولا نطقها باسمه شئ فهو يشعر بها ويعلم ما بداخلها من نظرة عيناها الساحرتين فماذا مصيرها الان ، وهو عليه الجمود وتحمل الم الفراق ...
............
فى منزل الحاج قاسم السمنودي
دلف الغرفه بكل ضيق وأغلق الباب خلفه ببرود، ونظر أمامه وجدها تجلس على طرف الفراش ولم يظهر منها شئ .
نظر إليها ببرود وهو يحدث نفسه . اهي لابسه الخيمه هههه وكمان اسود فى اسود احنا شكلنا فى ميتم ولا ايه ، وهى هتلبس ايه يعني اكيد زى ما انا متوقع كائن متخلف جاي من ورا الجاموسه .
توجه إليها فى خطوات سريعه ووقف امامها وهو يتحدث بخشونه .
مالك بصوت عالي خالي من اي مشاعر . انتي يا أسمك ايه انتي هتفضلي بالمنظر دى كتير لا وكمان وش كسوف حضرتك وشك فى الارض فى حاجه ضايعه منك .
لم تنظر له ولا تسمعه فقط شعرت بقربه ووجوده امامها شعرت بالاضطراب ودقات قلبها فى تسارع .
مالك بحدة . هو انا مش بكلمك متبترديش عليه ليه لا بقولك ايه مش عاوز غباء كدة من أولها .
فلم ياتي منها أي رد ..
..........
اما فى الاسفل .
محمود بضيق . هو لسه فى التخلف دى يا ميرو
ماريا . عمتو تفكيرها هو اللي متخلف
محمود بهمس . لا وانتي الصادقه تفكيرها حقود ، دى كانت راسمه تجوز مالك لبنتها عنبر افهموها بقي
ماريا . تصدق صح ، بس انا شايفه البلد فعلا اتغيرت عن زمان بقيت جميله جدا وراقيه كمان والثقافه بقت موجودة فى كل بيت وجدو بيقول العادات والتقاليد القديمه بطلت يعني فى تقدم
محمود . طبعا يا بنتي دى التكنلوجيا دخلت كل بيت ، بس شكل عمتو كاره العروسه عشان كدة عايزة تعمل مشكله من مفيش ،بس صحيح هى العروسه إسمها ايه .
ماريا . اسمها جميله وسمعت ماما بتقول لجدو هى فعلا اسم على مسمي جميله وهى جميله
محمود . ههههه انتي مشفتهاش بقي
ماريا بحزن . لا والله ماما بس هى اللي راحت مع جدو وشافتها امبارح وجدو رفض ، بس لم رجعو من هناك انا سمعت ماما بتقول لجدو انا خايفه من رد فعل مالك لم يعرف لكن يعرف ايه بالظبط معرفش
محمود . يبق انتي بتلمعى الاوكر بقي
ماريا . هههه فضول بصراحه بس ماسمعتش غير كدة تفتكر فى ايه
محمود بتفكير . معرفش بقولك ايه قومي نطلع ننام احسن وبكرة نبق نفهم كل حاجه
ماريا . هو احنا هنفضل هنا كتير
محمود . وانا اش عرفني ياختي انا زي زيك .
..............

غضب من عدم تجاهلها له وامسك يدها بقوه واوقفها أمامه وهو يهزها بشده ، فكان حجمها ضئيل بالنسبه إلى حجمه وطوله ، انتفضت من قبضته والخوف تسرب الى قلبها كادت أن تبكى ولكن تماسكت فهي لا تحب أن تظهر دموعها أمام أحد ، وظل يهزها من كتفها بقوة وسقط الكاب من علي جسدها الضئيل، وكانت ترتدي اسفله.ثوبها الملائكي البسيط وانسدل شعرها بحريه علي ظهرها واعطاها جمال ساحر ، نظر إليها بتفحص وجدها مثل الملاك ببشرتها البيضاء الصافيه وعيناها الخضرويتان تعطي بريق ساحر وجذاب وحمرة الخجل تزين وجنتيها ، نظر إلي عيناها بصدمه فلم يتوقع أن تكون بكل هذا الجمال ، فحقا كانت تخفي جمالها تحت هذا الرداء الاسود..
ودون وعي منه أبتسم ونسي انفعاله وهو يتطلع إليها بانبهار ، وهى تنظر لاسفل من شدة خوفها وقربه الزائد ، فهى اول مرة ترا شابا غريبا عنها وينظر لها بتفحص دون اى ذرة خجل منه وظلت تنظر لاسفل .
مالك بابتسامه وهو يقلد اللهجه الصعيديه .يا بوي دي الصعيد طلعت حلوة جوي يا جدعان ..
....  

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن