قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي.دلف عز إلى غرفته بجرح عميق بعد خذلانه من إبنه عمه فلم يتوقع أنها سوف تتخلي عنه ..
أحضر حقيبته وقرر العودة إلى القاهرة مرة أخري .
دلفت إليه والدته وجدته يحمل الحقيبه بيده .
هنيه . عز يا ولدي انت لامم خلاجتك ومعاود تاني ليه ، انت لسه واصل من هبابه
عز بضيق . وهقعد اعمل ايه لم اشوفها بتتزف لغيري ، المفروض كنت هاخد اجازة من شغلي عشان انزل نتجوز ، خلاص كل حاجه اتبخرت يا أمي
هنيه وهى ترتب على كتفه بحنيه . بركه يا ولدي أني بكرة اجوزك ست ستها ولا تتكدر يا ولدي
عز بحزن . بس انا عايزها هي مش غيرها ، ليه مش حد فيكم فكر فيه ولا فى جميله ليه عايزين نمشى ورا كلامكم وخلاص ليه ذنبنا احنا ايه ، انا مستني منك ايه غير انك هتيجي على جميله اللي جميله.فيه مش ذنبها ولا يعيبها ولا يقلل منها فى نظرى ، جميله هى إللى بتدفع تمن جهلكم زمان وتمن التار دلوقتي ، اشوف وشك بخير يا أمي ، قبل جبينها وحمل حقيبته وغادر الغرفه ، بلا المنزل باكمله ...
................................
فى القاهرة .
كان يجلس على حاسوبه الشخصي يتابع بعض الاعمال عليه ودق هاتفه .
القي نظرة علي شاشه الهاتف وجدهُ والدهُ .
ترك الحاسوب بلهفه والتقط الهاتف . السلام عليكم كيفك يا بوي،
على الجانب الآخر يتحدث واصف إلى ولدهُ الأصغر .
واصف . زين يا ولدي كنت عاوز تيجي البلد رايد اتحدت امعاك لازمن تكون اهنيه ويكون امعاك مرتك وولدك
شريف بقلق . خير يابوي حضرتك بعافيه ولا حد من خواتى في حاجه كفله الشر
واصف بجديه . كلهاتنا زين ولازمن تيجي
شريف . حاضر تحت امرك ، بس هاخد آذن من الشغل بكرة وأن شاء الله أكون عندك
واصف . زين اشوفك على خير يا ولدي .
شريف . فى رعايه الله يا بوي .
أغلق الهاتف وظل يفكر عن سبب اتصال والده وبعد فترة عاد.ليكمل عمله ..
فى تمام الساعه الواحدة بعد منتصف الليل دق جرس الباب .
شريف بقلق نظر إلى ساعه يده . مين ممكن يجلنا فى الوقت المتاخر دي وهم بفتح الباب .
شريف بصدمه . عز خير فى حد حصله حاجه فى البلد
عز بحزن . لا انا اللي هيحصلي يا عمي
شريف . طب ادخل واقفل الباب وطمنئ فى ايه .
عز بتنهيدة . يرضيك يا عمي جدي عاوز يجوز جميله لحد غيري
شريف بصدمة . يجوز جميله هو الموضوع كدة بقي ، جدك اتصل بيه وعايزنى أكون فى البلد بكرة معايا ادم ومنى
عز بحزن . اكيد عشان تحضر الفرح
شريف . براحه كدة عليه وواحدة واحده عايز افهم .
قصي عليه عز كل ما يعرفه عن هذة الزيجه .
انصدم شريف من هذا القرار المفاجئ للجميع .
عز ..انا جتلك عشان توقف جنبي وتساعدني كدة جميله هتتظلم يا عمي ، هى موافقه عشان خاطر جدى ، ارجوك اتصرف .
شريف بتنهيدة . بكرة هتكلم مع جدك وكمان جميله وان شاء الله هنوصل لحل ممكن تهدئ وادخل نام دلوقتي،
عز . لا انا هرجع السكن عند اصحابي
شريف . هو انت مش شطبت شقتك
عز بحزن . مش هقعد فيها من غير جميله
شريف . ربنا يقدم اللي فيه الخير
عز . سلام بقي يا عمي
شريف . عمي مين يا ابني دى فرق بينا كام سنه
عز بابتسامه . خلاص سلام يا شريف
شريف وهو يرتب على كتفه . سلام يا هندسه ، ودعه وأغلق الباب خلفه .
استيقظت زوجته من نومها وتوجهت إليه لتعرف ما الأمر .
منى . شريف هو فى حد كان معاك هنا
شريف . دى عز ابن أخويا
مني . خير هو فى حاجه ولا ايه شكلك مضايق ليه خير
شريف . والله مش خير ابدا يا مني
مني بقلق . ليه يا حبيبي فهمني حصل ايه .
شريف . اقعدي كدة وركزي معايا عشان بكرة هننزل البلد ياقاتل يا مقتول
مني . يا ساتر يارب .
قصي علي زوجته كل شئ وبعد ذلك خلد لنوم وهو يعزم علي ذهابه إلى النجع يحاول أن ينهي هذة الزيجه ..
..........................
فى مكان آخر وبلد اخري فى المملكة المتحدةوبالتحديد فى ( لندن)
كان يجلس بقلق وينظر إلى هاتفه الشخصي كل ثانيه وقد شعر بالقلق على شقيقته فهي لم تراسله منذ يومان ، فقد تعود على مراسلتها ليعلم ما يحدث فى يومها ، يريد أن يشاركها كل لحظه ، لا يريد أن تشعر بانشغاله فهو يفعل كل ما يفعله كما لو كانت قريبه منه لا يريد أن تشعر بتغير بعد سفره .وظل شارد يفكر فى صغيرته والأفكار تراود ذهنه هل هي مريضه ، هل حدث لها مكروة ، لماذا لم تراسله مثل كل يوم وتقصي عليه ماذا فعلت ..
أتت إليه رفيقته بالسكن فتاة عربيه تدعي كارلا من اصل عربي ولكن تقطن بلندن وتحمل الجنسيه الامريكيه ، ومستقله بحياتها منفصله عن اهلها منذ خمس سنوات .
ذات بشرة بيضاء وعينان بنيتان وشعر بني غامق يصل إلى كتفها وعمرها اثنان وعشرون عاما تعرفت على يزيد منذ عام واصطحبته للعيش معها بالسكن فقد تقابلت معه عن طريق الصدفه وقررت أن تساعده بعد ان علمت أنه مصرى ووافق يزيد على عرضها مقابل مبلغ مالي وأن لا يتدخل أحد فى شئون الاخر ...
كارلا باهتمام . يزيد مالك
يزيد بتنهيدة . قلقان علي جميله بقالي يومين مش عارف اتواصل معاها ، خايف احسن تكون تعبانه
كارلا . اتصل باي حد اطمئن عليها
يزيد . الوقت مايسمحش دلوقتي انتي عارفه فرق التوقيت
كارلا . خلاص ماتقلقش ولا انت غاوي قلق جايز النت عندكم فاصل فى الصعيد الجواني كل حاجه واردة هناك
يزيد بضيق . مش وقت هزارك على فكرة
والصعيد دخلها التكنولوجيا من قبل انت ماتتولدى ماتستقليش بيها لو سمحتي
كارلا . يزيد سوري انا بهزر ماقصدش
يزيد . ولا تقصدي عادي ، بعد اذنك عندي مذاكرة مهمه
كارلا . سي يو
تركته ودخلت غرفتها تشعر بالضيق والملل من تصرفاته معها يعاملها بإهمال وهى تعشقه .
كارلا. اوف دي انت قفل الصعيد ذات نفسه ولا كأنى موجودة قدامه يا ساتر علي دي عقليه متخلفة
نظرت إلى انعاكس صورتها بالمرآة وقبلت نفسها . معقول مش شايفني خالص ، بس مسيرك تستسلم يا صعيدي يخربيتك شو حبيتك وحبيت رجولتك ...
حاول أن يتفقد دروسه ولكن لم يركز بسبب قلقه علي صغيرته فترك الدروس وامسك بكتاب الله وبدأ فى تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم ، لعل يهدي قلبه ....
.................سافر شريف واسرته إلى النجع وحاول مع والده عدم اتمام هذا الزواج ولكن كان جاء الرد بموافقه مالك على اتمام الزواج وكان الحاج قاسم يجلس بدوار الحاج واصف ويتفق معه على اتمام الزفاف كم اتفق قبل سابق وفى نهايه الاسبوع سوف يقام العرس وكتب الكتاب وتتحد العائلتين من جديد ..
..............
طلب واصف من ابنه الأصغر شريف وزوجته أن يتكفل بشراء كل ما يخص العروس وقد تفننت مني فى شراء الملابس مصممه على احدث الطراز وذات جمال ورقه وألوان هادئ تناسب جميله ..
ومرت الأيام الأخرى على خير وسلام وجاء قبل ليله الزفاف بيوم حضر مالك واسرته إلى النجع وجلس مع عائلته .
وطلب الحاج قاسم من والدة مالك ان تذهب معه إلى بيت العروسه لترها فهى والدة العريس ومن حقها التعرف على زوجه ابنها ورفض أن يحضر غيرها .
ذهبت معه مها وهى متحمسه لتتعرف على زوجه ابنها وهى تحمد الله فى سرها علي أبعاد تاليا عن ابنها وانه سوف يستقر ويتزوج من فتاه محتشمه وذات اصل طيب ..
..........
أنت تقرأ
قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفي
Romanceحقا قلوب صماء مجردة من المشاعر و الأحاسيس . ليس الأصم الذى لا يسمع فقط وإنما الأصم . أصم الروح ، أصم المشاعر ، ملبد المشاعر يتميز بجحود القلب وسواد الضمير .. ينعم بالحياة المرفهة لا يحمل هم الغد ، فقط يتمتع بحياته . فقد فضله الله عن بعض خلقه بالجاة...