الفصل الحادي والعشرون

22K 470 2
                                    


قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي.
دلف يزيد بصحبه كارلا لداخل المنزل وقف يضع الحقائب من يده ، وطرق الباب عده طرقات ، وانتظر الرد ...
............
استيقظ مالك مبكرا وابدل الجلباب وارتدي ملابسه مرة اخرى ، وحاول ايقاظ جميلته ، يريد أن يترك المنزل ، لن يستطع أن يتحمل وجوده بنفس المنزل الذي يقطن به غريمه ، فهو يصدق زوجته ولكن نيران الغيرة مشتعله داخل صدره ، ولا يريد ان يظل بهذا المنزل ويعطي فرصه لعز بمضايقته ..
اقترب منها يحاول ايقاظها ليستعدو لمغادرة المنزل ..
مالك يمسد على شعرها برقه ،إلى أن فتحت عيناها من أثر لمسته ،
نظرت إليه باهتمام .
مالك طبع قبله حانيه على جبينها ، وعاد النظر إليها ليتحدث لكى تفهمه .
مالك . صباح الخير ، اجهزى عشان نسلم عليهم ونرجع عند جدى ، معلش انا مش هستحمل اشوف عز بيبصلك وافتكر دة حقي ان اغير على مراتي
لم تستطيع ان تعترض ، فهى تتفهمه ونهضت من الفراش ، احضرت ملابس لها ودلفت إلى المرحاض ...
ظل منتظرها إلى أن تنتهي ويغادر الغرفه معا ، ..
..........
كان يجلس عز مع جده فلم يوافق واصف على طريقته مع جميله وزوجها و جلس معه لينصحه ..
واصف . اجعد يا ولدي رايد اجولك كلمتين ، إللى بتعملو دى مايصوحش خابر ولا مش خابر ، انت اكيده رايد تخرب على جميله ، سيبها فى حالها يا ولدي وشوف حالك ، بلاش شغل العيال الازغيره دى انت مهندز جد الدنيا وشاور على ايوتها عروسه لو بت مين هجوزهالك يا ولدي ، وهمل بت عمك لحالها مع راجلها ، .
عز بحزن . واعمل ايه فى دة يا جدي ، اشيل قلبي اخرجه من ضلوعي عشان انسي جميله ، بعد ما عشت عمري أفكر فى اليوم إللى يجمعنا واتمناه يقرب ، عشان تبق حلالي ، يبق دة نصيبنا .
واصف . إللى مكتوب على الجبين لازمن تشوفو العين يا ولدي ، بكرة تجوز وتخلف يبج ليك عزوتك وتفتكر الأيام دى وتضحك عليها ، صدجني يا عز يا ولدي ، ربنا كاتبلك نصيبك يا ولدي ، وبلاش تفكر فى الجديم واعتبر جميله كيف خيتك يا ولدي وطلعها من رأسك وجلبك خابر يا ولدي،انت إللى هتتعب واني يعز عليا اشوفك اكيدة .
عز بتنهيدة . حاضر يا جدى وانا هنزل مصر دلوقت مش هقدر اشوف حد قدامى ، قلبي بيقيد نار لم اشوف مالك ، اشوف وشك بخير
واصف . عين العجل يا ولدي ، ربنا يصلح حالك
........
كان يهم بالصعود إلى غرفته ليحمل حقيبته ويعود إلى القاهرة ، سمع طرقات على الباب ..
توجه ليفتح ويعلم من الطارق .
تثمر عز مكانه وجحظت عيناه عندما وجد يزيد يبتسم له .
يزيد بابتسامة . ايه يا عز ساعه واقف على الباب عشان تفتحه .
اسرع يزيد يضمه بقوة وعز مازال غير مصدق وجوده ..
يزيد . هتفضل على وضعك كدة كتير ، فين اهل البيت دي هاجرو ولا ايه .
عز . انت متقولتش ليه انك ، زى ماسبتهم هتلاقيهم هيروحو فين يعني ..
عز باستغراب . مين دى انت اتجوزت
يزيد بتسرع . لا لا دى كارلا صديقتي ونازله معايا سياحه نفسها تتعرف على البلد
عز . امممم اهلا وسهلا
كارلا . اهلا بيك
يزيد بصوت عالي . يا ام يزيد انتي فين يا نواره
كانت بالمطبخ وعندما سمعت صوت ابنها المألوف عليها ، هرولت إليه بفرحه . يزيد يا ضنايا ، اتوحشتك يا غالي
احتضنها بشوق وحب وقبل رأسها ويدها ، وانتي ياام يزيد اتوحشتى ولدك جوووى جوووى
واصف بلهفه . حمدلله على سلامتك يا غالي يا ولد الغالي .
اسرع يزيد ليقبل جدة بحب ويضمه واصف بقوة داخل احضانه ويرتب على ظهرهه .
ترك عز حقيبته وذهب لاخبار والده وعمه بعودة يزيد من الخارج ..
.......
واصف . نورت دارك يا ضاكتور
يزيد يبحث بعينه عن شقيقته الصغري ، جميلته وحبيبته وعشقه الأول فى الحياه ، فهى ابنته المدللة يريد ان يسعد برؤيتها ويخبها داخل احضانه ..
واصف . مين الضيفه إللى امعاك يا ولدي .
يزيد . دى كارلا صديقتي يا جدى هتكون فى ضيافتنا بعد اذن حضرتك طبعا
واصف . وها يا ولدي ضيوفك يتشالو فوج الرأس
يزيد . ربنا يخليك لينا يا جدي ، امال فين جميله مش معقول تكون نايمه
نوارة بتردد . فى قاعتها يا ولدي
كان يهم بالصعود ولكن امسكه جده من يده .
واصف . تعالي اجولك كلمتين الاول لوحدينا فى المنضرة .
يزيد بلهفه . طب اشوف جميله الأول واصحيها يا جدي بنفسي عشان خاطري
واصف . اسمع الكلام دلوك ماينفعش ، جميله اتجوزت
يزيد بصدمه . يعني ايه اتجوزت
واصف . نوراة دخلي الضيفه القاعه الجبليه عشان تستريح
نواره . تعالي يا بتى أمعايا
ذهبت خلفه كارلا تريد أن تضع جسدها بالفراش وتذهب فى النوم من شده التعب التى تشعر به ...
..........
واصف . تعالي وافهمك كل حاجه
يزيد بعدم فهم . عز كان هنا يعني اكيد جميله هنا
واصف . بس مال عز بجميله ، جميله اتجوزت ولد امحمد السمنودي
فى ذلك الوقت كان يهبط الدرج ويمسك بيدها ..
تثمر يزيد مكانه وهو ينظر لها وكأنه لم يسمع .لم يرا غير وجهها المحبب لقلبه .
عندما رأته ترك يد مالك وقذفت الدرج لتصل إلى ابيها وشقيقها وحاميها وسندها ، الأب الحاني ، والاخ الحامي والمضحي ...
ركض إليها بلهفه واحتضنها بقوة وهو يحملها بيده بعيدا عن الارض ويدور بها بقوة وهو يعتصرها داخل احضانه بحنيه ابويه .
وانزلها برفق وهو يقبل جبينها .
واحشتينى يا قلبي
ابتسمت له واحتضنته مرة اخرى ..
...
كان يقف يتابع المشهد أمام عينه ، وهو يشعر بألم يعتصر قلبه فجأة ، فهو يخشي بعدها عنه الان،راوده شعور غريب فجأه وسيطر عليه ، وضع يده على قلبه ، فقد كان يقاد يقتلع من صدره بسبب المه وتسارع دقاته ..
واصف . تعالى اتعرف على مالك جوز خيتك
بعد يزيد عن شقيقته ونظر إلى مالك وتذكر اخر كلمات تفوه به جده ولد امحمد السمنودي
هبط مالك الدرج بخفه وتقدم إليه ليصافحه .
مد يده له
نظر يزيد إلى يده الممدودة ولم يصافحه بلا بعد خطوتان للخلف ونظر إلى جده بجمود . ازاى عاوز اعرف جوزتو اختي ازاى من غير مااعرف ، خلاص اخوها مات عشان تجوزوها كدة من غير حتى ماحد يفكر يبلغني ومن مين ،من ابن الظابط إللى اتسبب فى حرمانه من ابونا ، ازاى يا جدي دة حصل ازاى وانا اخر حد يعرف بجوازه اختى افهم ليه ، ليه كل دة ، ليه لاغيتو وجودي فى حياة اختى ، مش كفايه إللى يزيد بانفعال . مش كفايه إللى حصلها وهى صغيرة اهمالكم هو السبب ، هو إللى وصولها لكدة .
واصف بحده . دى أمر ربنا هنعترض يا ضاكتور
يزيد . لا دة كان جهل يا جدى ، كان ممكن تسافرو مصر اى مكان وتتعالج عند دكتور ، مش حلاق هو إللى يعالج طفله عمرها سنه ، المشكله أنكم ميسورين الحال ، كنت عذرتكم.ان قله المال هى السبب ، لكن حضرتك الحمد لله خير ربنا كتير ، يبق مين السبب وحدد مصير جميله يا جدى ، وكمان تجوزوها من شخص لا تعرفه ولا احنا نعرفه ، وفى بينا عداوة قديمه كمان ، والمصيبة انكم محيتو وجودي من حياه اختي ، من فرحتي ان ازفها لعريسها ولغيتو فرحتها فى انها تختار الإنسان إللى هيشاركها حياتها ، جميله مش لعبه فى ايد حد ومع احترامي لحضرتك ، اختي مش لعبه تحركوها زي ماانتو عاوزين ، اخترتولها عز من وهى لسه فى اللفه وبق حكم عليها واجب التنفيذ ، ودلوقتي بدلتو الحكم من مؤبد لاعدام ،
واصف بحزن . جوازها إعدام يا ولدي ، وإني طول عمري محاجي عليكم وخايف عليكم من العداوة الجديمه
يزيد بعصبيه . تقوم تجوزها عشان تضحي بيها وسط العداوة والتار إللى مالناش دخل بيه ، مش من حقها تختار حياتها ماشيه ازاى ، مش من حقها تفرح زى اي بنت فى سنها ليه كسرتوها وكسرتوني معاها ليه عشان ايه
واصف . الحج عليه يا ولدي خايف الدم يطولكم واكيدة العيلتين.بج بينهم نسب والصلح تم خلاص
يزيد بحزن . على حساب مين اختي ، حياتها ، سعادتها ، ومتجوزه من امته وانا نايم على وداني مش عارف عنها حاجه .
واصف . يجي تلات اسابيع اكيدة
يزيد باستخفاف . كمان تلات اسابيع وانا مااعرفش لدرجه دي،
واصف . اني منبه عليهم ماتخدش خبر ، عشان عارفك.زين حمجي وطبعك حامي وهتعاود وتهمل مستجبلك وتفركش الجوازة
يزيد . مستقبلي مش أهم من اختي إللى ماليش غيرها وانا متغرب عشانها هي مش عشان نفسي ...
كان يقف يشعر بالندم والشعور بالخذلان يسيطر عليه ، يندم على كل ما فعله فى تلك البريئة الجميله ، يشعر بالشفقه بعد صدق كلام شقيقها.، يشعر بسكين مغروز داخل قلبه الان ، ويقف لن يقدر على التفوه بكلمه ...
........
نظر يزيد إلى شقيقته الباكيه من هذا الانفعال القائم بين الجد والحفيد ..
اقترب إليها يزيد بحزن . ونظر إلى عيناها باسف . هم يخبو زي ماهم عايزين لكن انتي تخبي عليه ليه ، ليه اخوكي مش قادر يحميكي ، لم اموت يا جميله ابقي الغيني من حياتك ، لكن طول ما فيه نفس مش هرضي انك تتظلمي ولا تتكسري وتدفعي تمن عداوة لا انا ولا انتي لينا دخل بيها من الاساس ، ليه مش عرفتينى اللي بيحصل ليه ، فاكرة ان هرضه بظلمك وبجوازة تخليص حق ولا مصلحه تخص حد مالكيش دخل بيها ، وانا رجعت خلاص مش عايزك تخافي والوضع دي هينتهي ، ودلوقتي حالا
.....
ترك شقيقته تشعر بالحزن لأجل شقيقها وتوجه إلى مالك .
وقف امامه بقوة وصلابه . طبعا انت كمان مجبر زي جميله ، والوضع دي لازم يتصلح ، كل واحد يروح لحاله ..
آت علي فى ذلك الوقت ومعه عز ونصر وايضا كرم وسند .
وقف الجميع مصدوم من كلام يزيد ..
على . اتجننت اياك عاوز تخرب على خيتك وهي ماكملتش شهر جواز عاوز الناس تجول ايه .
يزيد بجديه . هى دي حمد لله على السلامه والاحضان اللي مستنيها من عيلتي ، وحضرتك ازاى توافق على حاجه زى كدة جميله دي مش بنت اخوك وكنت دايما تقول بنتي مش بنت أخويا ايه جد ، دي انا سيبها امانه فى رقبتك ، صونت الامانه يا عمي .
سند بانفعال . عمك ماجصرش يا ود عمى ، وكلاهتنا كنا رافضين ان الجوازة تتم ، كفايه كسرت جلب اخوى عز ، بس جدي إللى جرر وماحدش يتني كلمه جدي
يزيد . يبق زعلان ليه يا عمى ،خلاص نصلح الغلط إللى حصل ، وانا مايهمنيش الناس تولع الناس ، أن يهمني اختي وبس
علي . كيف يا ولدي خيتك لساتها ازغيرة تطلج كيف والناس إحنا لازمن نعمل حساب لناس احنا مش عايشين لحالنا ، الناس تتكلم على بتنا كلام عفش ، وهو عروسه كيف دي بس ، صحيح مش كنت رايد الجوازة جبل سابج بس دى نصيب ومش عاوزة تخريب بيتها ، وهى راضيه بجوازها وجوزها جدامك يا ولدي ،اهو راجل مهندز متعلم ومتنور ومش جصر مع خيتك فى شئ .
مالك بعد طول صمت تحدث بصعوبه والألم ينهش قلبه . انا شايف إن يزيد لسه راجع من سفر ولازم يستريح وجميله هتفضل هنا عشان تقعد مع اخوها ، وأن هقعد عند جدي كام يوم ، ويكون الامور كلها وضحت لدكتور يزيد وقبل مانمشي هعدي اخد مراتي
واصف . اصيل ولد اصول يا ولدي
على . خليك يا ولدك امعانا
مالك . معلش يا عمي عشان جميله تاخد راحتها مع اخوها ، اكيد هو واحشها .
توجه إلى جميله ووضع يده على كتفها ونظر لها بحب . لو محتاجه مني حاجه انت عارفه هتعملي إيه خلي بالك من نفسك وهمشي انا بقي يومين بالكتير وهكون عندك ، قبل رأسها واستذنهم ورحل ..
كان عز يشغل غضب من همسه أمام جميلته وفرح بعودة يزيد ، الذي سوف يسهل عليه عودة جميلته إلى مكانتها داخل قلبه وبيته ...
وأما يزيد ينظر للجميع بنظرات حزن واسي ويحمل الجميع المسئوليه.الكامله فى تضحيتهم بشقيقته ...
وغادر البيت بأكمله ....
فضل ان يختلي بنفسه وظل يتجول بالحقول ويمشي بلا هدف ، لا يعلم إلى أين ولكن يشعر بالاختناق يريد ان يتنفس براحه ، وظل سير بلا هواد ...
....................
اما مالك عاد إلى منزل جده وحيدا ، بدون زوجته ، يشعر انها النهايه ، كان يريد ان يجعل بينهم البدايه وهو من اختار البدايه ولكن شاءت الأقدار أن تكون النهايه بينهم وليس البدايه ، كان يشعر بالاضطراب ومتشتت الأفكار والمشاعر ، عن احساسه الذي يشعر به انها لحظه الفراق ، يحاول طرد هذة الفكرة من رأسه ولكن يخشي ان تكون حقا مشاعرة محقه هذة المرة ، لا يريد البعد ، يريدها جانبه ، يريد قلبها ، حبها ، حنانها ، احتوائها ، يريد ضحكتها ، يريد قربها ، ان تظل امامه تشعر به ..
فهو أصبح عاشق لجميلته ، لا يريد الخذلان ، يعلم أنه المخطئ من البدايه ولكن افاق من غيبوبته ، ويتمنى عودتها إلى روحه ، فهو الان يشعر بانه بلا روح ..
عندما راءه جده اقبل عليه .
قاسم . وها جاعد لحالك ليه يا ولدي ، انت عاودت ميته ، وفين مرتك .
مالك يلقى بنفسه فى أحضان جده ..
جميله عند اهلها يا جدي ، انا عايز مراتي يا جدي ، انا حاسس انها مش هترجع تاني
قاسم . وانت هملتها ليه حوصل ايه اتعاركتو اياك
مالك . لا بس اخوها رجع من السفر وقوم الدنيا ولسه ماقعدتش ، حسيت ان وجودي مالوش لازمه ، سبتها على اساس انها تقعد مع اخوها يومين واروح اجيبها ، بس حاسس ان كدة خلاص
قاسم بجديه . وانت عاوز مرتك بردك ولا فرصه تخلص منيها
مالك بحزن . والله عايزها يا جدي ، انا ندمان على كل إللى عملته فيها ،.
قاسم . عشان تكون خابر ان جدك بيعملك الصالح ، اطمن حتى لو اخوها عارض ، محدش منيهم واصل هيرضي بالفراج بيناتكم ، عشان هى بت وازغيرة وكمان لسه عروسه وكلام الناس واعر
مالك بحزن . بس انا مش هغصبها يا جدي تعيش معايا بالغصب وهى مش عايزة ، انا وعدتها لو مش حابه تكمل معايا ، انا هعملها كل إللى هى عايزاه
قاسم وهو يرتب على كتفه . ربنا يصلح الحال يا ولدي ، وبلاش تجدر البلا جبل وجوعه .
..... . .............
فى منزل الحاج واصف.
شعرت بحزن شقيقها وصعدت إلى غرفتها ، دثرت نفسها الفراش وتبكى كعادتها منذ الصغر ، إذا غضب منها أحد تتصنع النوم وتظل تبكي ، والآن بعد عودة امانها وسندها وتؤامها وحياتها يغضب منها ، فهى لن تتحمل خصام شقيقها وابيها ، تتحمل أي شئ إلى أن يخاصمها ، ينكسر بسببها ، .
وشردت فى حياتها فى الثلاث اسابيع الماضيه ، وتساقطت الدموع بمرارة وألم ولا تعلم ماذا تفعل ...
ظلت حبيسه لغرفتها وتجوب بالغرفه والشرفه ، تنتظر عودة شقيقها لتحتمي به وتطلب السماح منه ،وظلت تنتظرة ،
... ................
وغادر عز المنزل بعد ان أصر عليه الجميع ان وجوده لا يصلح فى وجود جميله ، وحمل حقيبته وعاد إلى القاهرة .....
وبعد أن وصل إلى القاهرة
وضع حقيبته بالسكن مع اصدقائه وغادر المنزل متوجه الى منزل عمه شريف ليقص عليه ما حدث بعد عودة يزيد ...
.............
بعد ان تجاوزت الساعه الثانيه عشره عاد ادراجه إلى المنزل ، يعلم ان الجميع فى ثبات الان ويخلد كل منهما للنوم ...
عندما راءته من الشرفه قادم ، أسرعت إليه تهبطت الدرج لتفتح له الباب وتستقبله بنظرات اسف ، هو وحده يعلمها ..
ظل واقف امامها وهى تقف امامه بنظرات اسف واشتياق وحنين إليه ، فلم يستطيع الصمود أكثر من ذلك ، ضمها لصدره باشتياق ويتنهد بألم وانكسار ..
وسحبها وأغلق الباب وصعد بها إلى حيث غرفته التى لم يدخلها منذ عودته ، وكل شي مرتب كما تركه منذ عامين ، فهى فقط المسموح لها بدخول غرفته ، وهى التى ترتبها له دائما ..
جلس بالمقعد الخاص بمكتبه وحملها كما يفعل دائما واجلسها امامه على مكتبه ، ونظر لها باهتمام وتحدث بنبرة جادة ..
يزيد . احكيلي كل حاجه حصلت من اول لم جدك قال على الجوازة لحد انهاردة ، كل حاجه عاوز اعرفها ، لو كدبتي عليه يا جميله فى اي حاجه فأنا هعرف وانتي عارفه زعلي ، وعارفه كمان انك أهم حد فى حياتي كلها ، وانا مش هزعل عشان مش عرفتني خبتي عليه زيهم ، بس مش متوقع تخبي عني ، بس عاذرك عشان عارفك بتسمعي كلام جدي ..
كانت تريد أن تكتب .
يزيد . لا بالإشارة واحشني الكلام معاكي بالإشارة ، واكيد انتي كمان مفتقدها صح .
ابتسمت لها وضمته بحتياج فهو يعلم عنها كل شي الصغيرة قبل الكبيرة ...
وبدأ الحديث بينهم بلغه الإشارة .
وظلت أكثر من ساعتان تحرك يدها وهو يفهمها جيدا وبدات ملامحه تتحول من الهدوء إلى الغضب والانفعال وعيناه الخضراء تحولت من شده غيظه إلى لون الدماء ، بسبب كل ما مرت به صغيرته ولم تجد من يقف جانبها من بطش ذلك المغرور المتمرد الذى عاملها بلا رحمه وجرحها منذ أول يوم بينهم .
يزيد بعصبيه . وربنا لندمه على كل دمعه نزلت منك بسببه ، ورحمه ابويا ليندم .
نظرت له بخوف وهى تهز رأسها بالنفي .
يزيد . يبق يوريني لو راجل يجي ياخدك وانا بقي هحاسبه على كل إللى عمله ، وأصلح الوضع إللى اتورطنا فيه ، هو فاكر انك مالكيش حد ، طبعا مش اهلك كلهم ماصدقو ، لا دي هيشوف مني ايام سودة بس استني عليه ، ووضع الغصب والاجبار دي هينتهي ، واياكي تخافي بعد انهاردة من اى حاجه وانا موجود ، وهيطلقك ابن السمنودي غصب عن عين الكل ...
......
يتبع  

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن