الفصل السابع عشر

21K 488 7
                                    


قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي.
اصطحب أسر رياض بسيارته وحاول الاتصال بصديقه .
.....
كان يبدل ملابسه باخرة مريحه لكى يذهب إلى النوم بعد ان قبلت هديته شعر بالراحه بعض الشئ ، وتفاجى برنين هاتفه ، اسرع فى الايجابه عندما وجد المتصل أسر .
مالك . أيوة يا أسر ، خير ، انا فى البيت فى حاجه ولا ايه
أسر . فى مصيبه لازم تقابلنى دلوقتي فى الشركه
مالك باستغراب . الشركه دلوقتى
أسر . أيوة فى كلام مهم ولازم تعرفه حالا انا فى طريقي للشركه .
مالك بتنهيدة . حاضر جاى
سلام .
أبدل ملابسه بسرعه وغادر الفيلا فى عجاله متوجه الى الشركه ليعلم ما هو الامر الملح والخطير الذى يحاول صديقه باخباره ..
واجتاز سرعه السياره ليصل فى غصون دقائق ..
وجد أسر برفق شخص آخر قد راء من قبل .
ترجل من سيارته وتقابل مع صديقه .
مالك بقلق . خير يا أسر فى ايه قلقتنى
أسر . دى الرائد رياض فاكرة
مالك . اهلا بيك أيوة بس خير هو حصل حاجه
رياض . طب هتتكلم هنا فى الشارع ولا ندخل الشركه نتكلم احسن
أسر . لازم نتكلم بهدوء وجوة الشركه عشان فى حاجات مهمه لازم نتاكد منها يا مالك
مالك . طيب اتفضلو
ابلغ الأمن بفتح الشركه ودلف الثلاثه إلى حيث مكتب مالك ..
وجلس مالك بتنهيدة . افهم بقي فى ايه
أسر . هدخل فى الموضوع علطول ومش هحور فى الكلام ، من أسبوع كنت مروح وقبلت تاليا فى الطريق فى عربيه واحد ماعرفش هو مين ، بس شكيت فيها ، خصوصا وانت عارف انطباعي عنها ، بس خدت رقم العربيه وكلمت رياض يعرفلي مين صاحب العربيه ويوميها رياض قلي على الصدمه ان صاحب العربيه يبق ماجد الزينى
مالك بصدمه . ماجد الزينى طب ازاى
أسر بحزن . انا انصدمت من الاسم وطلبت من رياض يعرفي كل تحركاتها وايه العلاقه إللى تجمعهم ببعض ، ورياض اكدلي انهم بيتقابلو فى شقه فى التجمع ومعاه العنوان وبيتقابلو كل يوم بعد لم تخرج من الشركه ، وطبعا مش محتاج اقولك مين ماجد وتعرفه عشان ايه اكيد ماجد طلب منها تشتغل فى الشركه وتستغلك وتعمل دور الحبيبه عشان تثق فيها ومش بعيد كمان تكون سرقت كل التصمايم إللى هننزل بيها الاسبوع الجاي ، لازم ندور فى مكتبها ورياض هيفحص الكمبيوتر بتاعها ويفتش مكتبها ونعرف هى سربت ايه
مالك بصدمه . يعنى ايه ماجد زققها عليا، وهى رسمت الحب والإخلاص ودور المظلومه عشان تقوعنى ، وانا المغلف إللى صدقتها وعرفت تضحك عليا ، ليه دى انا دافعت عنها قدام امي وكنت مستعد اتجوزها ومصدقتش اى كلام غير نفسي ، انا كنت ممكن اضحى بمراتى وحياتى عشان بس تكون ليه فى الاخر تطلع متفقه من اكبر منافس ليه عشان توقعنى وتخسرني اسمى وشغلي ، وبترسم الحب والبراءة عليه ليه ههههه وانا المغلف إللى بيصدقها ، ماما حذرتنى وانت كمان يا صاحبي بردو ماسمعتش لحد ونفذت إللى فى دماغي انا وبس،ليه اتخدع بالشكل دى ليه ، وكمان تسرقنى هى عايزة الفلوس لو طلبت فلوس ماكنتش اتاخرت عليها لكن بالشكل دى خاينه وحقيره كمان وبتسرقنى ، عايز عنوان الشقه عاوز اوجهها يا أسر فين العنوان انطق .
رياض . اهدى بس التهور مش فى صالحنا نعرف الأول سرقت التصميمات الجديدة ولا لا ونحاول نكسب وقت .
مالك بغضب . أسر عنوان الشقه ايه
اخبره أسر العنوان وركض مالك ولا يستمع إلى صديقه، والحق به يخشي عليه من المواجه والتهور فهو فى حاله يرث لها وظل يتبعه بالسيارة .
وظل رياض بالشركه وتفحص جهاز الحاسوب خاصتها وجدتها تم ارسال عدة تصاميم إلى ايميل اخر على عنوان شركه الزينى للازياء ..
وأبلغ أسر بم وصل إليه بالهاتف ، وكم توقع أسر سرقت جميع التصاميم الجديدة ، والحق بصديقه .
ترجل من سيارته بغضب شديد ودلف إلى البنايه وتوجه إلى الشقه ، والحق أسر به ..
صعد إلى الشقه وظل يطرق بقوة على الباب كاد أن يخلعه بيده من شدة الطرق ..
فتح له ماجد ببرود وكأنه يعلم من الطارق .
ماجد ببرود . فى ايه يا عم انت مش براحه فى حد يزعج حد فى وقت متاخر كدة
مالك بغضب كور يده ووجه له لكمه قويه من شدة اللكمه ترنح ماجد ورجع للخلف .
امسك به أسر خوفا عليه من تهورة .
أسر . مالك سيبى دى حقير ولا يسوي
مالك . سبنى أسر ارجوك ، لازم يتربي وهى فين فين السافله الو.....الجبانه فين
أتت على صوت صراخه القوى .
وقفت تنظر للمشهد من بعيد .
وامسك به أسر بقوة خوفا من افلاته وتهورة على تلك الحقيرة.
تاليا تنظر إلى مالك ببرود . اسرعت لتتفقد وضع ماجد
مالك . بقى انتى بتخدعينى انا يا و......يا .......
بتستغفلنى انا ليه وعشان ايه لدرجه دي انتى رخيصه وعبده للفلوس ، ما انتى فعلا رخيصه مع إللى يدفع أكتر ، تصدقي انك مش تستاهلي غير ماجد وسخ زيك ولايقين على بعض ، بس ياتري اتجوزك ولا بيستغفلك وبيقضي معاكى وقت لطيف وبس ما انتى مش تستاهلي اكتر من كدة ، انا ندمان ان عرفت واحدة سافله زيك مالهاش تمن ، واوعى تفكرى انك كدة كسرتى قلبى عشان قلبى دى مش فيه غير جميله وبس ولا دخله حد غير جميله انتى كنتى مجرد حد عابر فى حياتى وكل كلمه حب قولتهالك ماكنتش بحس بيها كنت بقولها وخلاص ، لعلمك انا مش حزين عليكى انا حزين على نفسي إللى ضيعت وقت معاكى ومن غير ماافهم حقيقتك ، انا اتخدعت فيكى عشان طلعتى خاينه والايد إللى اتمدت ليكى بالمساعدة خونتيها ، اوعو تفكرو ان مالك السمنودى هيقع ولا هيخسر قدامكم ، يبق لسه ماتعرفيش مين هو ابن السمنودى ،واه اشبعي بالتصاميم المسروقه لان مهما عملتو مش هتطلع زى الشركه إللى صممته وأن شاء الله ربنا مش هيضيع تعب المصنع وشغل شركتى عشان كل الناس إللى تعبت واشتغلت بضمير مش تستاهل غير أن تعبها يتقدر .
وبصق بوجهها ورحل مع صديقه ..
وصل إلى سيارته .
أسر . انا هسيب عربيتى هنا واوصلك
مالك بحزن . لا انا إللى هسوق محتاج أكون لوحدى يا أسر سبنى على راحتى
أسر بحزن . مالك انت قوي وان شاء الله هنعدى من الاذمه دى ومن بكرة الصبح ممكن اخد ميعاد مع شركه المنياوى وناجل اسبوع كمان وهنلحق نطلع ابداع احسن من الاول بكتير صدقنى
مالك . تفتكر هنلحق ولا أولاد المنياوى هيصبرو ننزل الموديل بعد السوق كله ماهينزل خلال اسبوع
أسر بثقه . ماتنساش ان فى مصممين و موهوبين
فى ديزينر جديد معانا فى الشركه وهو إللى فاز فى المسابقه وليه تصمايم هايله اطمئن انت وهنلحق ان شاء الله .
تركه مالك بحزن وقاد سيارته بسرعه فائقه تجاوز السرعه المطلوبه ...
مازال يشعر بالصدمه والتحطيم ، فلاول مرة يشعر بالهزيمه وعلى يد فتاه ، فقد انخدع بها بعد ما اعطاها ثقته ، كان يثق بها ثقه عمياء ، وهى من خذلته ، بعد ما تحدا عائلته لأجلها ، بعد ما تسبب فى اذيت زوجته وكان يريد الخلاص منها من اجلها من أجل انسانه لا تستحقه ، انسانه مخادعه ، خائنه ، أقل ما يقال عنها بلا شرف ، ولم يستوعب يوما أن تفعل به هذا ، فقد تحطم فؤادة وعلى يد من احبها وسلمها قلبه ، كان يظن انها سوف تصونه وتحفظه ولن تخذله مهما جرا ، قد سلبت روحه وانتزعتها من جسده بسبب هذه الملعونه ، يشعر بالاختناق بسبب عدم تصديقه لوالدته وصديقه الذى دائما يسعى بالوقوف جانبه ودائما على حق ، فهو خجل من نفسه انهم على حق وهو على باطل ، الجميع كان يفهمها وهو الوحيد معمى عن كل تصرفاتها ويتغاضي عن كل افعالها ..
غرورة هو من سمح له عدم التصديق ، تكبره الذى وضعه فى هذا الماذئق ، ..
تبا لذلك الغرور الذى يقضي على صاحبه ، تبا لذلك التكبر الذى يحطم صاحبه . حقا تبا لك ...
......................
حقا الصدمه التى تاتي من الغريب صعبه ،لكن الصدمه التى نحصل عليها من اقرب الناس ليك دى مش صعبه بس دى بتقتل وتوقعك من سابع سما علي جدور رقبتك. .
ترجل من السيارة أمام الملهي الليلي ، كان يشعر بالاختناق ،يتمني ان يستيقظ من ذلك الكابوس ، توجه لداخل الملهي ،يريد أن ينسي ماذا حدث معه قبل قليل ..
جلس بالمقعد أمام البار وطلب من النازل سكب له كأس من الخمر .
وظل يشرب واحد تلو الآخر ويبتسم بالم ..
وبعد أن شرب الكثير قرر العودة إلى المنزل ..
قاد سيارته بسٌكر وكاد ان يفقد السيطرة من عدم تركيزة وتفادي الطريق بصعوبه الى ان وصل منزله بالاخير .
كان الوقت متأخر وجميع من بالمنزل يغفل فى غرفته ..
صعد بتكاسل وهو يترنح يمينا ويسارا يحاول أن يصل لغرفته ويتسند علي الحائط إلى أن وصل لمكان غرفته ، دلف بها والقي الجاكت من يده ويحاول أن يفتح عيناه بصعوبه فقد ثمل من أثر المشروب ..
كانت نائمه مثل الملاك ولا تشعر به على الاطلاق ، ولكن عندما بعثر بملابسه فى كل مكان بالغرفه ، سقط علي وجهها قميصه وانتفضت من نومها ، بحثت بعيناها البراقه عنه وجدته لا يستطيع الوقوف وكاد ان يسقط ، اسرعت إليه تلحق به فلم تفهم ما به ، ظنت انه متعب .
امسكت بيده تساعده على الوقوف .
كان ينظر لها بعيناه السود اللامعه وبها بريقه الجذاب ، وعندما امسكت به من خصره لانها ضئيلة بالنسبه لبنية جسده الصخم ،كانت مثل الفراشه تحاوطه تخشي عليه من السقوط ، حاولت أن تقربه من الفراش ، سار معها باستسلام تام وهو يضع يده أعلي كتفها ، إلى أن وصل الفراش وسقط بارهاق .
كانت تنظر له تريد أن تعلم ما به ، وهو ينظر لها نظرات غريبه عليها ، ينظر لجمالها الجذاب بإعجاب ويقهقه بصوته القوي ويتفوة ببعض الكلمات الغير مفهومه ، ظلت تنظر له بقوة لتفهم عن ماذا يتحدث ، ولكن كان الاسرع اليها وجذبها نحوه بقوة وضمها إلى صدره واغمض عيناه ليستنشق عبير شعرها بهيام وتنهد بشوق وشدد فى ضمها لصدره بقوة ،يحاول أن يمحي اثر تلك الليله المشئومة من ذاكرته،،
كانت غير مدركة ما به ، فقد ظنت انه يشكي همه إليها ، وما كان منها الي ان ضمته بحنان أيضا .
ابعدها عن صدره وظل ينظر إلى جمال عيناها الخضراء وتاه بهم ووضع يده تلامس بشرتها الرقيقه بانامله، وبدا فى التقرب منها و تقبيلها وكانت الصدمه حليفها ، وجحظت عيناها لا تفهم شئ ،.
حاولت الابتعاد عنه ولكن كان يحكم قبضته عليها ويتشبث بها اكثر ، كانت تشعر بالخوف والرهبه من قربه ولكن كان يتعامل معها بحنان ورقه ويهمس لها باحتياج .
مالك بحنيه ينظر لوجهها الملائكى . انا محتجالك ، انا حاسس ان ضايع تايه ، انتي فاهمه حاسه عايز اقول ايه .
تلاش الخوف وشعرت بالأمان داخل احضانه ،
وسمح لنفسه أن يمارس حقه الشرعي فهي زوجته ، وقضي ليلته الأولي معها واصبحت زوجته شرعا ونسي ألم قلبه فى تلك اللحظات المسروقة من الزمن . . ....
...............

""اذا أتاتك لحظات من السعادة تشبث بها ، وأغتنم الفرصه ولا تتركها من يدك ، لأن لحظات السعادة قليله جداً وتدق بابك فى ايام صعبه تتمني إيقاف الزمن عندها ،ولكن للاسف اللحظات السعيدة لا تدوم ،،
....................
فى صباح اليوم التالي
استيقظ من نومه بارهاق وهو يضع يده أعلي جبينه يدلكه بقوه ، كان يشعر بالصداع الشديد .
وجد نفسه يحتضنها ، استغرب ذلك الوضع ، وانتفض من الفراش عندما تذكر ليله أمس وقربه من زوجته ، وعندما تذكر ما حدث شعر بالصدمه وتأنيب الضمير ، ودلف إلى المرحاض ، يخشي استيقاظها فماذا يفعل وما هو المبرر الذى دفعه لتقرب
منها بهذا الشكل ...
كانت الماء تنسكب على جسده يحاول أن يستوعب ماذا فعل فى اليوم المشئوم فقد بدأ اليوم بصدمه فى الفتاه الذى احبها وانتهى اليوم بكارثه ، هو من فعل ذلك بإرادته ، كيف يواجهه ، يشعر بالندم من تصرفه ولكن هو لن يضغف سوف يظل قوى ولا شي يكسره ويهزمه ، رسم الجمود على ملامح وجهه وتصنع القوة والصلابه ، وارتدي ثيابه وخرج من المرحاض .
وجدها مستيقظه وتنظر له بخجل ، تصنع البرود واخرج ثيابه ولم يتفوه باي كلمه ولم ينظر إليها من الاساس فهو خجل من نفسه ..
دلفت إلى المرحاض وهى مستغربة تصرفاته معها فقد يتبدل من حين لآخر ، لحظات يكون فيها القاسي ولحظات اخري يتمثل بالطيبه والحنان ، وظلت تفكر فى كلماته فهو من طلب منها القرب كان يحتاجها ماذا الان ...
................
يتبع ..  

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن