لفصل العشرون

22.3K 444 5
                                    


قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي
كان يجلس بضيق بجانب الحاج واصف ، ونيران الغيرة تشتعل داخل صدره ..
شعر به واصف وابلغ أحد الأطفال باصطحابه إلى غرفه زوجته .
واصف . يا عامر يا ولدي تعي اهنيه
آت الطفل الصغير ذات السابعه أعوام . نعم يا جدي
واصف . وصل عمك مالك لقاعه عمتك جميله خابر
عامر . طيب يا جدي
مالك بتوتر . مالوش لازمه يا جدي
واصف . اسمع الكلام امال وريح هبابه على ماالحريم يحضرو الوكل .
امسك مالك بيد الصغير وصعد معه الدرج بخفه ، وهو فى طريقه إلى غرفه زوجته ، تفاجئ بوجود عز يقبض بيده على رثغها .
اشتعل بنيران الغضب وترك يد الصغير واسرع اليهم فى خطواته ، وعندما وصل اليهم ، لم يشعر به أحد ، وظل عز ممسك بها وينظر لها ،.
عز . جميله انا مش عارف اعيش من غيرك، لو مش سعيدة فى حياتك قوليلي ، وانا اقسم بالله اطلقك منه بالعافيه .
ابعده مالك بقوة وأنزل يده التى تقبض بيدها وسحب جميله خلفه ، وتحدث والشرر يتطاير من عينيه
انت ازاى تمد ايدك على مراتي ،
مش مكسوف من نفسك من اللي بتعمله دي ، موقف مراتي وماسك ايدها بالشكل دي ومش عامل حساب انها دلوقتي متجوزة وعلى ذمه راجل ، هى دي أخلاقك ولا ايه .
كانت خلف مالك تشعر بالاضطراب والتوتر ، ولا تعلم ماذا يتفوه كل منهم ، ولكن تشعر بالمشاجرة بينهم ، وأن الأمر لن يمر بسلام ..
عز ببرود . ودي تبق بنت عمي قبل ماتبق مراتك بالاجبار ، مش مكسوف انت على دمك ، تعيش مع واحده مغصوبه عليك ومابتحبكش ولا بطيقك .
مالك بسخريه . مين قالك كدة ، دة جوازنا بالشكل دة احسن حاجه حصلتلنا والله .
اراد عز مضايقته . بتضحك على نفسك ، جميله بتحبني انا عارف يعني ايه بتحبني وانا بحبها من يوم ماوعينا على الدنيا وهى مكتوبه ليه ، وكان فرحنا المفروض كان يتم اليومين دول ، عارف يعنى ايه ، حتى لو انجبرت تجوزك فقلب جميله ملكي انا وبس وعمرك ماهتدخل قلبها يا ابن السمنودى ، الجواز والحب عمرة ماجي بالغصب فاهم ، والأيام بيننا
لم يستطع التماسك وانقض عليه ولكمه بغضب وهو يصرخ بوجهه ، اخرص خالص وإياك تجيب سيرة مراتي على لسانك بعد كدة والا هيكون اخر يوم فى عمرك
عز بغضب يريد ان يسدد له اللكمه ولكن وجد من يقبض بيده
واصف بحده . غلطان وبدك تمد يدك عليه ، انت اتجننت اياك ، غور من جدامي وإياك تنطج بكلمه بعد اكيده
غادر المكان بغضب وترك المنزل ولا يعلم اين يذهب
..........
واصف . حجك عليه يا ولدي ، عز دى بجم مابيفهمش ، واوعدك اللي حوصل دلوك مش هيتجرر تاني ، وجميله اهنيه وسط اهلها وناسها ، وهى مرتك دلوك ، سيبك من ابو عجل مخبل ، وخد مرتك وادخل القاعه استريح وماتشيلش هم ، اني هادبو عز ..
استمع الى حديث واصف والنيران تشتعل داخل قلبه ونظر إليها وجدها تشعر بالخوف والتوتر ، دلف سويا إلى غرفتها..
وحاول أن يظل هادئ رغم البركان الثائر داخله ، ونجح فى رسم الابتسامه وظل واقف ينظر لها ويتفحص ملامحها ونظراتها لغرفتها ..

كانت تنظر إلى غرفتها بحنين واشتياق ، وجلست على مقعد مكتبها الخاص ، وهو ينظر إلى غرفتها بتفحص ..
غرفه بسيطه ذات الوان هادئه مطليه باللون الوردي الهادي ، إذا نظرت إليه تشعر بالراحه والسكينه ، ومكتب صغير بجانب الفراش ، ودولاب ملابسها ذات الثلاث ضلف ، وحمام صغير ملحق بغرفتها ، كان الاثاث مطلي بلون الابيض والبينك معا ، حقا جمال هادئ .
بعد تفحصه لغرفتها ، جلس بالفراش وهو يزفر بتنهيده ، وظل ينظر لها .
تقابلت عيناها الساحرة بعيناه القويه ، لا تعلم ماذا اخبره به عز جعله يثور عليه ويلكمه ، واكتفي هو بالنظر إلى عيناها فقط ولم يتحدث .
وعندما طال الصمت ، اخفضت عيناها عن ملاقاه عيناه .
شعر هو بالضيق من الصمت وتوجه إليها ، وهو يمسك بصورة براوز تجمعها مع شابا اخر ولكن ملامحهم متشابه جدا والابتسامه تنير وجههم والشاب يضع يده يحتضنها ، ويبدو علاقتهم قويه جدا ...
مالك . دة يزيد
اومت له بالايجاب .
مالك . تعرفي اللي يشوفكم يقول تؤام شبه بعض جدا ، هو أكبر منك بقد ايه .
رفعت يدها وهى تشير إلى اصابعها الثمانيه ..
مالك بابتسامه . بس شبه بعض ، ربنا يخليكم لبعض ، واضح أن علاقتك باخوكي قويه .
اومت بالموافقة ..
مالك . طب وعز
نظرت له بتوتر
قرر مالك نفس السؤال بغيرة واضحه . وعز يبقالك ايه يا جميله
جميله بتوتر . اخرجت ورقه وقلم وخطت بها . ابن عمي
مالك بشك . ابن عمك وبس ولا كان هيبق جوزك زى مابيقول
امسكت القلم والرعشه تثري بيدها ودونت بالورقه .كان فعلا من واحنا صغار جدي قال جميله وعز لبعض وبس والكلام اتغير وجدي قال بردو للعيله كلها ، جميله لازم تجوز مالك ، وانا عليه السمع والطاعة ، تجوزى ده ماشي تسيبي ده حاضر عليه أنفذ الاوامر وبس محدش فكر انا عايزة ايه .
بعد قراءة كلماتها . يعني ماكنتيش بتحبيه زى ماهو بحبك ، وانا فرقت بينكم
دونت الرد . عز طول عمره أخويا زى يزيد وكرم وسند وكمان واصف وعامر وعنود ، كلهم أخواتي وبحبهم وهم عندي زي يزيد ومعزتهم واحده
مالك بشك . امال ايه الكلام إللى قاله عز ، انك مابتحبيش غيره وقلبك ملكه هو فهمينى بيقول كدة ليه
انسابت دموعها ودونت . لو شك يبق انت حر
مالك بغضب وانفعال. يعنى ايه حر عايز افهم انا مش طرطور
جميله بنظرات لوم . لو مش مصدقني يبق انت حر
وتوجهت إلى الفراش غاضبه والقت بنفسها تحاول ان تغمض عيناه ،

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن