الفصل السابع

20.7K 512 5
                                    


قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي

مازالت تشعر بالخوف من قربه ولم تسطيع أن تنظر إليه لتعرف ماذا يتفوة، ولكن هو شعر بالضيق من أعدم اهتمامها واللامبالاة فكبريائه كرجل لا يسمح بالتقليل من شأنه وبالأخص وهو يعلم سبب هذة الزيجة .
مالك بتنهيدة. وبعدين بقى هو انا هفضل اكلم نفسي كدة كتير، طب اسمك ايه طيب وانتي عارفه اتجوزنا ليه ولا ماتعرفيش، هوانتي كومبارس صامت مافيش كلمه هتتقال يااسمك ايه، صحيح هو انتي اسمك ايه، ههههههه تخيلي أن متجوزك وماعرفش اسمك حتى ايه، ولااهتميت اعرف اصلا مخدتش بالي وانا بمضي على القسيمه ها بقى.
لم يأتي اي رد منها وظلت تنظر إلى الأسفل بتوتر.
قد بلغ من الصبر منتهاه فلم يتحمل صمتها أكثر من هذا وغروره منعه من المحايلات انقض على معصمها بعصبيه وانفعال وعاد يصرخ بها.
مالك بغضب. هو انا مش بكلمك يابت انتي ولا ايه، انتي تحمدي ربنا إنك بقيتي مرات مين، فوقي لنفسك وشوفي انت واقفه قدام مين فاهمه ياحلوة ولا مش بتفهمي
نظرت له بخوف وحاولت أن تفلت يدها ولكن كان متمسك بها ويعتصر معصمها بقوة وهي تشعر بالألم ولا تعلم كيف تخلص نفسها منه فحاولت أن تتفوه بصوت صراخها المبحوح الذي لا ينطق ولايتفوة بشيء مفهوم سوا صريخ ومجرد أنين..
جميله. تفتح فمها تحاول أن تضغط على لسانها ليتحرك أااا أااا
عندما سمعها ترك معصمها ببرود. ايه اتخرستي دلوقتي
رفعت يدها للاشاره وهي تضعها على فمها واذنيها وتنظر له بألم
مالك بصدمه. انتي بجد مش فاهمه انتي خرسه وكمان مابتسمعيش هههههههه
وظل يضحك بكل برود وهو مصدوم حقا من هذا..
مالك. وكمان مجوزني واحدة خرسه ومابتسمعش هو انا كنت ناقص، امسك يدها بقوة وهو يجرها خلفه وغادر الغرفه وهي خلفه ويصرخ بصوته الغاضب وتجمع كل من بالمنزل ليفهم ما أمر كل هذة الضجه ومن بينهم منتهى وابنتها التي كانت تشعر بالفرحه.
قاسم بحدة. وِلد صوتك عالي ليه عاد حوصل ايه
مالك بأنفعال. اكيد حضرتك كنت عارف وخمتني في الجوازه وانا المغفل اللي اسمع كلامك والحكايه أكبر من التار القديم لا دي كمان لا بتسمع ولا بتتكلم وانا اشرب بقى الجوازة وادبس فيها، يكون في علمك ياجدي الجوازة دي باطله وانا مش هكمل فيها مش انا اللي اتورط الورطه دي
وتركها وهو يبعدها عنه، وهي عندك اتصرف معاها ترجعها لأهلها تسبها انت حر
انصدمت بماريا من أثر الدفعه القويه، التقطها ماريا بحزن وضمتها بحنيه وهي تبكي على هذة البريئه التي لا حول بها ولا قوة.
وغادر المنزل على وجه السرعه ولحق به ابن عمها يدعي رحيم....
مها تنظر إلى قاسم بحزن واسف على مافعله ابنها، والجميع يتطلع إلى جميله ويتفحص شكلها والهمسات تعلو في الوقت المتأخر من الليل، منهم نظرات كره وآخره إعجاب بجمالها وغيرهم بشفقه على حالها..
احتضنها ماريا واصطحبتها لداخل غرفتها وهي ترتب على ظهرها بحنيه......
قاسم. كل واحد على قاعتو مش عاوز اسمع نفس حد فيكم واصل...
توجه الجميع إلى غرفهم وهم يتهامسون على العروس
الجديد.....
............. ......
خرج من المنزل بأكمله والحق به رحيم.
رحيم. يا ود عمي اهدي أكيدة وجولي مالك عاد
مالك بعصبيه. يعني مش عارف في ايه يا رحيم، جدي يجوزني بالاجبار وكمان من دي واحدة لا بتسمع ولا بتتكلم ولا عمرها هتفهمني وتتواصل معايا وتقولي مالك في ايه وكمان اتفاجي بكل دة يوم الفرح ليه ماعرفش كل حاجه، ليه مش من حقي اختار زي اي حد، انا سمعت كلام جدي ونفذته للآخر بس جدي مش صارحني، قاصد يحطني قدام الأمر الواقع، وانا مش هقبل بكدة، طريقه لوي الدراع دي ماتمشيش معايا.
رحيم. جولي الحقيقه ياود عمي المشكله عنديك أن مرتك طلعت خرسه ولا مشكلتك انك مش رايدها من الاول وماصدجت جتلك من عند ربنا، عشان تبعد عنيها.
مالك بتوتر. تقصد ايه يارحيم
رحيم. اني كيف خيك الكبير صارحني عاد وجولي في ايه لكل اللي حوصل من هبابه، ليه جلبت الدوار كلهاتو دلوك تجصد ايه من اللي حوصل
مالك بتفف. انا انصدمت لم عرفت جدك بيدبسني في الجوازة، مش هعرف اهرب منه وجت فرصه قدامي ومن غير ماالوم نفسي، هي اكيد مغصوبه على الجوازة زي بالظبط
رحيم. و مفكرتش انها بنته وممكن لو طلجتها سمعتها تنضر، وكمان اكيدة بتظلمها
مالك بحدة. أهلها اللي بيظلموها مش انا
رحيم. بس مرتك زينه وكيف البدر ومش ذنبها انها خرسه ياود عمي، دي انت امك دعيالك، مش هتجرفك في عيشتك كل شويا زن زن وطلبات مابتخلصش واصل، ولم تبق رايد ترتاح هبابه تفضل فوج راسك كيف البابور ومش تخليك تريح جتتك، طول اليوم شغل الغيط والزريبه والدوار وأرجع الجاها كيف غراب البرك هههههه والله انت في نعمه ياود عمي ومش مجدرها
مالك. ههههههه ياااه كل دي انت بتحب مراتك جوي جوي
رحيم. هههههه وربنا كيف البجرة بس بحبها وعشرة وأم العيال ياود عمي
مالك. ربنا يخلهالك
رحيم بجديه. اوعاك تظلم البنته حرام ومش ولد السمنودي اللي يظلم حرمه فكر زين في كلامي جبل ماتندم ويلا الفجر جرب يادن عشان تصلي وربنا يصلح حالك
مالك. يعني اعمل ايه اكمل معاها ازاي وانا كل لم ابص لوشها بعرف أن مغصوب عليها واتجوزتها بلوى الدراع من جدي وعشان ام التار ينفض
رحيم. ايوة كمل امعاها ودي نصيبك ياود عمي وكل حي وليه نصيبه وارضى بالجسوملك، بلاش تعمل عداوة جديدة وعيله الشهاوي مش هيسكتو لو مسيت بنتهم بأي أذى، دي هيضيع فيها رجاب ودي شرف بتهم ولو رجعتها تاني يوم دخلتها الناس تجول ايه، وكمان اكيدة بتعمل العداوة وبتصحي الطار اللي لحد دلوك سرة مع جدك وبوي ومحدش خابر حوصل ايه زمان، أرضى بنصيبك ومن النجمه تاخد مرت عمي ومرتك وخواتك وتعاود على سكندريه وتكمل حياتك واوعاك تفكر في الطلاج ولو بعد ايه، اعتبر دي جوازة العمر كلو
مالك. يعني ايه خلاص ادبست ومافيش رجعه
رحيم. و ها إياك فاكر انك هتجوز شهر ولاسنه حتى وطلجها وكل حي يروح لحاله، لاع مافيش عندنا طلاج ولاجدك يرضى باكيدة ودي صلح بين العيلتين لأجل الطار الجديم عاوز تحي الدم تاني ليه عاد، ربنا يهديك ياود عمي واسمع كلامي زين تهمل الدوار وترجع على سكندريه.....
...........................
كانت تبكي بصمت في أحضان ماريا إلى أن غلبها النعاس، ظلت ماريا تنظر إليها بشفقه، إلى أن دلفت والدتها لتطمئن علي جميله وجدتها نائمه مثل الملاك ، حزنت علي وضعها فما ذنبها فى اعاقتها وحزنت بشدة من تصرف ولدها ،لم تتوقع أن ابنها بلا رحمه ولا شفقه كهذا ..
ماريا بحزن . نامت من كتر الخوف والرعب اللي شفته من مالك ، انا مش مصدقه ان اشوف أخويا الكبير بيعامل مراته بكل القسوة دي ، عشان ايه المفروض هو كمان مايكونش قاسي بالشكل دي ويجرحها قدام كل اللي فى البيت ، هى جميله مش بنت ناس زينا ، هو يقبل حد يعاملني كدة ، انا مش هكلمه تاني ، انا مش راضيه على اسلوبه ولا تصرفاته دي ، وهو وافق على طلب جدي من الاول ،يبق يتحمل نتيجه قراره ومايلومش غير نفسه .
مها بحزن . ماكنتش اتوقع رد فعله هيكون بالشكل دي ، لو كنت اعرف كنت عرفته قبل ما يجرحها بالشكل دي ، انا ماعرفش غير من جدك يوم الحنه واصريت اروح اشوفها ،بس لاقيتها جميله وشكلها طيبه جدا واتكلمت مع والدتها وعرفت كمان انها بتفهم من حركه الشفايف ،يعني بتفهم كل اللي بيتقئال من حركه الشفايف وكمان بتعرف تقرأ وتكتب واخوها الكبير هو اللي علمها كدة عشان تعرف تتواصل مع اللي حواليها ، يعني هى زينا وتقدر تفهمنا كمان وممكن تكوني صحبتها يا ميرو قربي منها يا حبيبتي واكتبيلها وهى تكتبلك وتجاوب مع بعض ، اعتربيها اختك ، ومالك ربنا يهديه وانا هتكلم معاه لم نرجع بيتنا .
ماريا . انا حبيتها والله يا ماما ومتأكدة اننا هنكون اخوات اطمنئ .
مها . طيب ياقلبي الحقي نميلك ساعتين عشان هنرجع اسكندريه بكرة ان شاء الله .
ماريا . حاضر
............
تركتهم مها وغادرت الغرفه وهى تدعي لولدها بالهدايه وصلاح الحال وأن يحن قلبه لهذا الملاك البريء ...
............
عاد رحيم ومالك من الخارج وصعد مالك إلى غرفته فلم يجدها بالغرفه ظن أنها بغرفه والدته او شقيقته وجلس بالفراش بتعب وهو شارد فى حياته القادمه ...
.......
اما رحيم طرق غرفه جده برفق ودلف ليخبره ماذا فعله مع ابن عمه ، وقصي عليه كل شيء .
قاسم . يعني هيعاود ومرته امعاه يا رحيم يا ولدى ولا هينشف دماغو كيف البجم
رحيم . اطمئن يا جدي هيعاود بمرته وجولتله كيف ماجولتلي بالملي ماتخفاش وراك رجاله .
قاسم بتنهيدة . عفارم عليك يا ولدي ، هملني لحالي دلوك
رحيم . امرك يا جدي .
غادر رحيم غرفه جده وتوجه لغرفته ، وظل الجد يفكر فى حال حفيده وعليه أن يعامله بالشده لان اللين لا يصلح معه الان ..
......
يتبع

قلوب صماء ...بقلم فاطمة الألفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن