كانت الساعة الخامسة إلا ربع من عصر يوم الخميس، وكامل فريق عمل شركة دي لوكا المالية ما عدا مارينو بدى أنهم يفيضون بالحماس، وبينما كان مارينو عائداً من اجتماع في قسم الموارد البشرية، كان يستطيع أن يرى حقائب المكياج، التي توضع بطريقة خفية في بعض الحالات وعلى نحوٍ صارخ في حالات أخرى، بين المكاتب، وردهة المكاتب العامة تعج برائحة العطور المبخوخة حديثاً، حتى الرجال الخارجون من دورات المياه الرجالية كانوا يظهرون مع مستحضرات شعر موضوعة حديثاً، بالإضافة إلى لمعة في أعينهم مع اقتراب نهاية يوم العمل. يوم الخميس في لندن، وبدى أنّ الجميع يملك خططاً له. الجميع ما عدا مارينو. تذكر بوخزة عندما كانت ليلة الخميس تبشر بنهاية عطلة نهاية الأسبوع، وعندما كان يمضي صباح يوم الجمعة حول آلة القهوة وهم يحللون سهرة اليوم السابق. سيكون محظوظاً لو أنه خرج من هنا بحلول السابعة، وحتى بعد ذلك كان عليه زيارة والده، ثمّ عليه أن يعود للعمل في الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، ليجتمع مع أنطونيو ليطيرا معاً بحلول الثامنة والنصف إلى اجتماع في اسكتلندا.
كان سيباستيان قد أعاد التفكير برأيه الأول، وعرض على مارينو الوظيفة في اليوم التالي. وهو الآن يزاول وظيفة أحلامه منذ ست أسابيع، ومع أنها ما تزال وظيفة أحلامه، كانت أيضاً عملاً مجهداً. وكنائب مساعد لأنطونيو دي لوكا لم يكن لقبه هو الوحيد الذي يحتاج تفسير، فإن كل دقيقة من وقت أنطونيو كانت ثمينة، وهذا ما وضحه له سيباستيان في يومه الأول. أكثر من ثمين في الواقع لهذا كان يملك فريق سفره الخاص، ومساعديّن ويبحث عن الثالثة، وكذلك أربعة سائقين بوقت كامل. في الواقع فريق سفر متكامل لينظموا ويهتموا بالتفاصيل، وليتركوا أنطونيو يفعل ما يجيده. إنقاذ الشركات الغارقة ويغير حظهم وبالمقابل يحقق مبالغ فاحشة من الربح خلال تلك العملية. وظيفة مارينو كانت متنوعة، وغالباً ما تكون ممتعة ومشوقة وفي بعض الأحيان تكون مملة، كالتعامل مع زواج شقيقته، ومع كلبه، ومع مطالب مدبرة منزله التي لا تنتهي للحصول على أيام عطلة، واللائحة لا تنتهي...
شقّ مارينو طريقه إلى حمام الرجال وهناك عَلِمَ أنه يجب أن يقوم بمهمة إنقاذ سريعة لشعره قبل أن يتوجه إلى المكتب ويواجه أي مزاج يتمتع به أنطونيو الآن، ولكن استغرقه إلى الأبد ليدفع طريقه باتجاه المرآة وبدى أن شعره الداكن المبعثر قضى وقتاً طويلاً في بيئة المكتب المكيفة لأنه وبلا ريب كان يبدو أشعثاً.
أنت تقرأ
لعنة دي لوكا | The Curse of De Luca
Romanceمارينو لومباردي كان عادياً وبسيط الجمال ولم يكن يبدو كمساعد مليونير، ولكن أنطونيو دي لوكا، الفتى اللعوب الذي يحب اللعب، وجد أن اختراق المظهر الخارجي البسيط لمارينو لومباردي هي لعبته المفضلة مارينو العاقل ظنّ أنه سيشاركه مكتبه فقط وليس فراشه أيضاً، و...