الفصل الرابع

7.5K 351 61
                                    

".أُختك مصرة على التحدث إليك، لقد حاولت الاتصال على الهاتف المحمول، وقد تابعت الاتصال طوال الصباح"

".كان مارينو يتحدث إلى الصمت المقابل لجهاز الاتصال الداخلي "والآن هي تصرّ على التحدث إليك

".لا أزالُ في اجتماع"

!كان أنطونيو يتصرف بطريقة عكس كل الناس الذين التقى بهم، هو أنه لم يترك شيئاً لحساب عائلته

كان يملك عدة أرقام هواتف محمولة، إلا أن مكالمات كل أفراد عائلته تتحول تلقائياً إلى البريد الصوتي، وبلا استثناء، بلا تفرقه. كان مارينو يعرف أنه يتفقد تلك الرسائل. وقد رآه يستمع إلى رسائلهم، يقلب بينهم ويضغط زر الحذف، إلا أنه ومالم يكن في حالة ذهنية مناسبة، أنطونيو يرفض أن يرفع السماعة.

.مما ترك مارينو ليتعامل مع العواقب

"أنا آسف دانيلا،" قال وللمرة الألف "لا يمكنني حقاً إزعاجه الآن. هل هناك شيء أستطيع مساعدتك به؟"

  .تستطيع سؤاله لماذا هو لا يأتي؟ لماذا كل ما يستطيع إعطائي إياه في يومي المميز ساعتين فقط من وقته الثمين"  

"... فاميليا -العائلة- هي كل شيء، أخي الوحيد

كان حقاً الاستماع إليها استنزافاً للمشاعر، إلا أنه كان يدفع له مبلغاً خرافياً للقيام بذلك، والتعامل مع هستيرية دانيلا، الآن أسهل بكثير من التعامل مع أنطونيو. كلما اقترب الزفاف كان مزاجه يزداد قتامة، أوه لم يكن شيئاً جديداً قد قاله، كان مازال صعب الارضاء، متقداً بالحيوية، يلقي الأوامر هنا وهناك، ومازال يجعله يضحك بين الحين والآخر ولكن كان هناك هذا التوتر الواضح، هذا المزاج الرمادي البارد الذي يبدو أنه يلاحقه أينما ذهب.

".أنا ذاهب إلى مكاتب همينغ." سيباستيان قال وهو يقترب من مكتبه "أنطونيو يريد بعض الملفات وعليّ التحدث إلى المحاسب"

".بالتأكيد"

.مهما فعلتَ مارينو،" كان صوت سيباستيان جاداً "لا تصله بـ دانيلا، بمزاج أنطونيو هذا، سيقول حتماً شيء يندم عليه" 

"وأحرز من سيكون عليه التعامل مع ذلك؟

"!ما الذي يجري؟" سأل مارينو للمرة الخمسين "لماذا لا يذهب لعطلة نهاية الأسبوع؟ يقوم بذلك لعملائه طوال الوقت"

".لا أملك أدنى فكرة"

.فجأة أدرك مارينو أن سيباستيان لم يكن يماطله بأجوبة ضبابية

.لقد عملت عند أنطونيو لسنوات الآن، ولم يكن لدي تعامل كبير مع عائلته، لكن ومنذ إعلان هذا الزواج"

لعنة دي لوكا | The Curse of De Lucaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن