"إذاً أين يعيش؟"
أعطى مارينو العنوان للسائق وجلس في مقعده، توتره يتصاعد بينما السيارة تقترب من الشارع المورّق، حيثُ اصطفت منازل كبيرة مبهرة.
"المكان جميل هنا." نظر أنطونيو من نافذته "إذاً هذا هو المكان الذي نشأتَ فيه؟"
إنه لا يملك أدنى فكرة. لا بد أنه افترض أنّ والده يستطيع تحمل تكاليف منزل في هذه الأنحاء، وبدلاً من أن يجيب هزّ رأسه، وإغراء أن يقول للسائق أن يستدير ويعود إلى حفلة العشاء الراقصة يتصاعد، إلا أنّ والده سيكون مدمراً لو أنهُ اتصل وألغى موعده من جديد. "بعد تلك السيارة الحمراء على اليسار." وجّه مارينو السائق "هنا سيكون مناسباً." إلا أنه تجاوز السيارة الحمراء وتوقف على البوابة، ضاغطاً زر جهاز الاتصال، أحسّ مارينو بخديه يحترقان بينما يستوعب أنطونيو لوحة دار الرعاية. "هل تستطيع إخبارهم أنّ ابن السيد لومباردي هنا لزيارته؟"
"سأنتظر في السيارة."
كان يستطيع الإحساس بعيني أنطونيو عليه بينما يتحدث ولكنه لم يستطع النظر إليه، فقط خرج من السيارة في حين كان السائق يمد يده له بالحقيبة الصغيرة. "لن أغيب طويلاً."
-
"مرحباً أبي." والطريقة التي أضاء بها وجهه عندما دخل الغرفة لم تفعل شيئاً إلا أنهُ جعلته يحس بإحساسٍ أسوء. كان يتطلع كثيراً لزيارته، ولكن مؤخراً أصبحت تلك الزيارات أقل وأكثر تباعداً.
"تبدو كوالدتك تماماً..." قال فابيو "عندما كُنّا نذهب للرقص." وتابع فابيو ثرثرته بينما كان مارينو يضع بيجاماته المغسولة ويستبدل مزيل العرق، والصابون ويملأ الصحن الصغير بالقطع النقدية للصحف اليومية، وقد بدت زيارة لطيفة لأن والده كان في مزاجٍ حسن للكلام ولم يُلّمح ولو لمرة واحدة بحقد عن والدته، لكن هذا جرحه أكثر مما يستطيع تفسيره.
لم يعتد على أن يضيء وجهه عندما يدخل مارينو الغرفة. وهذا بدأ يحصل فقط في الأشهر القليلة الماضية، عندما كان يكبر كان تقريباً يتجاهله، وعندما كان يتحدث إليه كان ذلك ليتحدث بالسوء عن والدته، كما لو أنه خطاؤه أنها ماتت. لذا كل النواحي كانت بالنسبة لمارينو طفولة بائسة، وكان لديه كل عذر ليتخلى عنه، ويتركه للدولة لتعتني به، إلا أنهُ الآن ومنذ السكتة القلبية التي أصابته بدى له كما لو أنّ طفولته الرهيبة قد مُسِحَت، وللمرة الأولى يملكان علاقة والد وابنه، وللمرة الأولى كان يسمع القليل من قصص والدته، وعن تاريخها، وعلى الرغم من كل ذلك كان والده. وحتى لو أنهما استأنفا علاقتهما متأخرين إلا أنهما على الأقل يملكان علاقة، ولا يمكن له أبداً أن يتخلى عنه كما فعل إخوته.
أنت تقرأ
لعنة دي لوكا | The Curse of De Luca
Romanceمارينو لومباردي كان عادياً وبسيط الجمال ولم يكن يبدو كمساعد مليونير، ولكن أنطونيو دي لوكا، الفتى اللعوب الذي يحب اللعب، وجد أن اختراق المظهر الخارجي البسيط لمارينو لومباردي هي لعبته المفضلة مارينو العاقل ظنّ أنه سيشاركه مكتبه فقط وليس فراشه أيضاً، و...