الفصل الثالث عشر

4.8K 255 31
                                    

.أنا واثق من حملها." قال سيباستيان بحزم، كأنهُ لو قالها بحزم وبثقة كافية فإن الكون لن يجرؤ على الجدال معهُ"

".لننتظر ونرى ما الذي ستقولهُ العيادة." حاول مارينو أن يكون حذر "ستعرف غداً"

".لقد حَصَلَت على كل الأعراض." أصرّ سيباستيان "أنا أعني، تشعر برغبة في التقيؤ طوال الوقت، وصدرها يؤلمها"

.كان كالتعذيب بالماء، قطرة تلو الأخرى. سيباستيان كان يدرج أعراضها، كل واحدة تسبب طبقة إضافية من عدم الارتياح لـ مارينو

.أنا فقط أريد أن أعرف الآن." كما يفعل مارينو"

"سيباستيان....." حمل مارينو حقيبته "أنا سأذهب لاستراحة الغداء الخاصة بي، حسناً؟"

"للخارج؟" 

عبس سيباستيان، كما كان هو ليفعل. لم يكن هناك شيء يُدعى استراحة غداء، كان مارينو في الخارج مع أنطونيو يأخذان الملاحظات، أو يتناولان سندويتش سريع على المكتب. فرصة الغداء المطلوبة لم تتواجد في هذا المكان.

".لدي بعض الأشياء الواجب فعلها...." أمسك مارينو حقيبتهُ بيده "وأشك في أني أستطيع الخروج من هنا قبل الخامسة"

الحمام العمومي في المتجر الكبير لم يكن أفضل مكان ليعرف الخبر الجديد، لكنهُ وبطريقةٍ ما احتاج أن يكون بعيداً عن أنطونيو لهذا. مستند على الحائط، منتظراً إياها لتخرج وينصعق مرةً أخرى كما حدث هذا الصباح عندما هاتفتهُ على جهازه المحمول مخبرةً إياه عن شيء قد قلب حياته البائسة رأساً على عقب. خرجت والتقط منها المؤشر، حدق به دون أن يحاول معرفة كيف ومتى، بينما أخبرهُ المؤشر بالفعل أنها.... بعد أن عاد من صقلية كان في حالة يُرثى لها، لا يصدق ما حدث لهُ، كيف لـ أنطونيو أن يجرحهُ بتلك الطريقة القاسية، وأكثر ما آلم قلبهُ عندما وصف علاقتهم بـ العابرة وأنهُ من المستحيل أن يخوض علاقة مع شاب لأنهُ لا يريد أن تسقط سمعته! في أحد الليالي عندما ضاق ذرعاً مما حدث لهُ، وبنظرهِ انتقاماً لـ أنطونيو، ذهب لأحد البارات، وكانت تلك الليلة هي من جعلت حياته بائسة أكثر مما كانت عليه. لقد ثمل، وكانت هذه المرة الوحيدة التي أفرط فيها بالشراب، وكـ نتيجةً لذلك خلَّف شيئاً لم يكن بالحسبان. ذاكرته الضئيلة لذلك اليوم المشؤوم مبهمة، مختلطة ومشوشة ولكن كل ما قالتهُ تلك المرأة اليوم على الهاتف يثبت بأن ما حدث قد حدث فعلاً ولا يعيش كابوساً.

.أخذ ورقة التعليمات. لم يكن بحاجة للتأكد لأن الإجابة كانت واضحة تماماً. سواء أعجبهُ الأمر أم لا، كانت تلك مسألة أخرى

.مشى عائداً إلى العمل، قلبهُ في حلقه

"أينَ كنتَ بحق الجحيم؟"

لعنة دي لوكا | The Curse of De Lucaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن