Revenge

1.4K 188 125
                                    

...

9

" دعنا ننتقم لك! ".

ظلت هذه الجملة تتردد في ذهن بيندكت مرارًا ساحبة من جفنيه النوم، كلمات كيفن تعبره ذهابًا وإيابًا، يرغب في تجاهل هذه الفكرة المجنونة، لكنه لا يستطيع.

وجد نفسه ينظر نحو السقف، بعينين متسعتين، مهما ترجا النوم والظلام لسحبه بعيدًا عن هنا لم يبدو أن هنالك فائدة، وقسرًا سيظل هو عالق مع فوج الذكريات الذي يجره نحوه من كل جانب.

تنهد من الأعماق ثم توسد يديه المتشابكتين، رغم الجرح الغائر الذي سببه له جوهان لم يفكر قط في الإنتقام، غالبًا لأن الضرر كان أعمق من أن يختفي بمثل هذه الوسيلة التي رآها غير مجدية، صحيح أنه سلب منه كل شيء، لكنه هو- في نهاية المطاف- من سمح له بذلك. كان يلوم نفسه تمامًا كما يلومه ولربما أكثر.

زفر مرة أخرى، واحساس الضيق يزداد في صدره بإطراد، إن كان يجد الفكرة مجنونة لماذا إذاً جزء منه يهمس له بإفعلها! – إنه يستحق!- إفعلها! .

أغمض عينيه ليجد نفسه في قلب ذلك المشهد، يد كيفن ممسكة به بإحكام، نظراته قيدت إنتباهه، لمح في وجهه نضجًا لم يره هناك من قبل حين قال له بثقة:

" دعنا ننتقم لك! ".

صمت قليلاً، أفلت بعدها يده ليبتسم.

" دعنا نُنشئ وكالتنا الخاصة، ونسحق غرور ذلك الأحمق بالتفوق عليه في أكثر ما يحبه!".

ظل بيندكت يرمش في صمت وهو ذاهل، عيناه متسعتان وحاجبيه حلقا في الهواء.

" أعنيّ أنت غنيّ، وتملك الخبرة، وبطابع عملك السابق تعرف المصادر المطلوبة كذلك، كما أن أغنيتنا التي قامت بتحميلها مارى آن مازالت تصعد نحو القمة، وأظن أن ماتيو سيقبل بمساعدتنا إن طلبنا منهـ ".

صمت برهة ليدخل يديه في جيوبه قبل أن يكمل بنبرة ذات معنى:

" إذن لمَ لا؟ ".

من النظرة المتجمدة على وجه بيندكت علم أنه لا فائدة من الحديث معه الآن، لهذا ربت على كتفه طالبًا منه التفكير في الأمر وعدم محاولة الهرب. فلا فائدة من ذلك، سيجده حتى في قاع المحيط.

فتح عينيه ليجد نفسه على الفراش، صدره يعلو ويهبط بوتيرة ثاتبة، يتململ في مكانه كل ثانتين ليزفر مجددًا، فجأة نهض جالسًا وصرخ..

صرخ ولعن وصرخ أكثر.

ثم استكان فجأة.

نهايات بطعم القهوة ♫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن