...
10
وقف أمام مرآة طولية يعقد في ربطة عنق توسطت صدره بشموخ، ظل يقوم بتعديلها حتى صارت مثالية، تمامًا كما يفضل كل شيء في حياته.
" لا أريد! ".
زعق بها صوت طفل صغير ليختبأ خلف قدميه وهو ينظر نحو من تلاحقه بتذمر.
لم يستطع منع الابتسامة من الظهور على شفتيه فقد اعتاد مثل هذه المطاردات طوال الوقت، حمل الصغير الذي تشبث برقبته ليضيق عينيه قائلاً للواقفة قرب الباب:
ــ هيا آِشلى إن كان لا يريد تناول الخس دعيه وشأنه.
*كُف عن تدليله يا جوهان!*.
قالت بغضب تلك الحسناء بشعرها الكستنائي وعيونها البراقة لتقترب منهما عدة خطوات.
*على جوليان أن يتعود على أكل كل شيء!*.
تذكر جوهان الجزر الذي يكرهه كثيرًا ليرمق الصغير بنظرة متعاطفة قائلاً بنبرة قرف:
ــ حتى الجزر؟!
رمقته بنظرات ضجر ثم اقتربت لتحمل طفلها الذي ظل متشبثـًا بوالده كجذع أمان طافٍ وهو يقول:
" لا لا أريد! أبي! لا تتركني لهذه الساحرة الشريرة!".
فغرت آشلى فمها بينما زم جوهان شفتيه وقد حلق حاجبيه في الهواء باستمتاع واضح.
ــ هذا نهاية دلالك له!
قالت غاضبة، لتستدير على عقبيها وتخرج من الغرفة، صوت حذائها ذو الكعب صلب على الرخام.
تبادل الوالد وابنه نظرات تواطئ كانت تليق بهما جدًا، الشر المطلق والنسخة المصغرة منه، ليقهقها باستمتاع، لطالما كان تعذيب الأنثى الوحيدة في المنزل مصدر متعة لا تنضب بالنسبة لهما.
" إلى أين أنت ذاهب يا والدي؟ ".
سأل، وقد حمل الفرشاة ليسرح شعره بطريقة ماثلت والده متظاهرًا بعقد ربطة عنق حول قميصه المخطط الصغير.
همهم جوهان ليلوي شفتيه، لتوه تذكر هذا الأمر الغير 'سعيد'، منذ أعلنت نتائج الترتيب بالأمس كان مزاجه معكرًا للغاية، فبعد كل هذه الأعوام من البقاء في القمة وجد نفسه ينزلق منها تاركًا تلك الرقعة لشخص غيره- ولمن؟ لألد أعدائه! من كان في يومٍ يظنه أخاً له، رفيق الدرب، والصاحب في البؤس..لكن كل ذلك اندثر منذ وقت طويل...منذ حاول الغدر به وهما في أوج نجاحهما!
أنت تقرأ
نهايات بطعم القهوة ♫
Short Story[مكتملة] كان جوهان يُعايش أقصى درجات الشقاء لهذا لم يكن حتى يستطيع أن يُمنيّ نفسه بالسعادة، أن يهز رأسه باندماج مع أغنيَّة أو نغمات موسيقية مبهجة، كانت تلك رفاهيات أبعد من متناول قلبه ولكن ذات لقاء غير متوقع، اقترح عليه شخصٌ غريب الأطوار تجريبها، ل...