Kickoff

2K 218 133
                                    

2

وهكذا، بعد يوم غريب أوقف السيارة في المكان الذي اِلْتقى فيه كيفن قبل عدة ساعات، ليقول له: "أحضر حاجياتك سأكون في انتظارك."


أومَأ الآخر له وما إن هم بالنزول حتى لاحظ تلك النظرة السارحة في عينيه، كان ينظر نحو صرح زجاجي ضخم كتب عليه بأحرف متفرقة:

وكالة بي. إم . أند جاي للفن.

ترك حزام الأمان ليسأل بهدوء:

- هل تعمل هنا؟

هز رأسه دون أن ينتزع ناظريه عن المبنى ليجيب بنبرة منكسرة: "بل كُنت أعمل هنا."


أطبق الصمت مدة سأل بعدها كيفن بتردد:

- ألهذا تقف في الشارع المقاصد كل يوم؟

اِلْتفت إليه فجأة وعلى وجهه نظرة معقدة، سائلًا: "كيف عرفت ذلك؟!"


هزَّ كيفن كتفيه ليجيب ببساطة:

- أنا أتسكع هنا كثيرًا ومنظر رجلٍ غني يحدق بمبنى لمدة ساعات لا بد أن يجذب انتباهك شِئت أم أبيت.

"آه."

كانت كل ما خرج منه وقد بدا عليه...الخجل؟

لم يُرِد كيفن أن يكون فضوليًا أو أن يحشر نفسه فيما لا يعنيه، يعلم بأنه إلتقى به اليوم وحسب ولكن لسبب ما لم يستطع منع نفسه من السؤال:

- ماذا حدث؟ لماذا تركت العمل؟ لقد أخبرني ماتيو أنك كنت ناجحًا جدًا لماذا اعتزلت لتصير عاطلًا إذن؟

قرفص أنفه ليهمس بخفوت: ماتيو ذلك الثرثار الغبي!

أطبق كيفن يديه فوق بعضهما ليقول:

- إذن؟!

أطلق تنهيدةً مستسلمة من أعماقه ليشير برأسه ناحيَّة الأمام، ما إن حول كيفن نظره حتى توقفت سيارة بورش حمراء أمام المبنى ليترجل منها رجلٌ أنيق ذو شعرٍ بني وبذلة سوداء مع قميص أبيض فتحت أخر زرائره، برفقته امرأة فائقة الجمال فتح لها الباب السيارة لتقف وقد تدلت من ساعدها حقيبة غالية بينما حملت بين يديها طفلًا صغيرًا كان يبلغ عامًا واحدًا من العمر. كانوا عائِلة سعيدة حتمًا للناظر من بعيد.

ضيق كيفن ناظريه ليقول:

- أليس ذلك الرجل هو...مَنْ كان اسمه؟

نهايات بطعم القهوة ♫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن