"ﺍﻫﺪﺃ، ﺃﻧﺖ ﺗﺆﺫﻱ ﻧﻔﺴﻚ "
ﺑﻘﻲ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻧﺤﻮﻱ، ﺃﻣﺴﻚ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺑﺘﻤﻌﻦ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪﺍ ﻛﺄﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻫﺎﺩﺉ
" ﺃﻛﺮﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ، ﺃﻛﺮﻫﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ "
ﺇﺑﺘﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻲ ﻷﻗﻮﻝ ﺑﻨﻔﺲ ﻧﺒﺮﺗﻪ " ﺃﻱ .. ﺃﻱ ﻧﻈﺮﺓ؟ "
ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻲ ﺑﺨﻔﺔ ﻟﻴﺮﺩ " ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ "
ﺩﻓﻌﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﻟﺘﺘﻐﻴﺮ ﻧﺒﺮﺗﻪ ﻟﻠﺤﺪﺓ " ﻳﺎﺍﺍ ﻫﻞ ﺗﺮﻳﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺸﻔﻘﺔ؟ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ... ﺗﻮﻗﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ "
ﺻﺮﺥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻪ ﺟﺎﻋﻼ ﺟﺴﺪﻱ ﻳﻬﺘﺰ ..
ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺧﻄﻮﺗﻴﻦ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻭ ﻗﻠﺖ ﺑﺜﻘﺔ " ﻛﻴﻒ ﺳﺄﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﺟﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺟﺤﻴﻤﺎ "
ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺑﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻭ ﺃﻋﺎﺩ ﺭﺳﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﻴﻘﻮﻝ " ﻻ ﺃﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻭ ﻻ ﺃﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﺤﺐ، ﺃﻧﺎ ﻭﻏﺪ ﻧﻜﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ .. ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ "
ﺃﺧﺬ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻱ ﺑﺒﻂﺀ ﻭ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﻤﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺳﻲﺀ، ﻫﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺿﺮﺑﻲ ﻣﺠﺪﺩﺍ؟
ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﻟﻠﺨﻠﻒ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﺻﻄﺪﻡ ﻇﻬﺮﻱ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺤﺠﻮﺯﺓ ﺑﻴﻦ ﺟﺪﺍﺭﻳﻦ
ﺃﻣﺴﻚ ﺫﻗﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺳﺒﺎﺑﺘﻪ ﻭ ﺇﺑﻬﺎﻣﻪ ﻟﻴﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻲ ﻧﺤﻮﻩ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ " ﻗﺪ ﺃﻛﻮﻥ ﺟﺒﺎﻧﺎ، ﻗﺪ ﺃﻛﻮﻥ ﺿﻌﻴﻔﺎ، ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺤﺒﻪ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻦ ﺃﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺨﺼﻨﻲ "
ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻣﻄﻮﻻ ﻭ ﺑﺎﺩﻟﺘﻪ، ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺗﻤﻴﻴﺰﻩ .. ﺷﺮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻃﻌﻨﻲ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ .. ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻗﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻠﺘﻮ .. ﺇﺳﺘﻐﺮﻕ ﻣﻨﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺘﻴﻦ ﻷﺳﺘﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﺻﺪﻣﺘﻲ .. ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺩﻓﻌﻪ ﻋﻨﻲ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻩ ﻓﺈﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻲ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻟﻴﻠﻒ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﻮﻟﻲ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻲ .. ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺒﻲ