الليلة الثامنةعلي (عليه السلام) والعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فوق حمد الحامدين وصلى الله على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(1) لا شك أن العلم فضيلة وكمال، ويعترف البشر بشرفه، ويفضل العالم على الجاهل بالفطرة لا بالتقليد، وعلى هذا الأساس لم يسكت الإسلام عن فضيلة العلم والعالم فقد قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): طلب العلم فريضة على كل مسلم.
والقرآن الكريم يشير إلى مزية العلم وقيمته وكرامته في كثير من الآيات، ويثني على كل من أوتي العلم نصيباً.
ومن أهم الأسس للوظائف الراقية والمناصب السامية (كالحكم والقضاء) هو العلم بالأحكام الشرعية وتعاليم آداب القضاء والفتوى، ودرجات الإيمان بالله ومعرفته تابعة لمراتب العلم.
ونحن لا نستطيع أن نعرف علم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومدى إيمانه بالله تعالى، لأن الرسول (صلّى الله عليه وآله) قال ـ في حديث صحيح ـ : يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت، ولا يعرفني إلا الله وأنت، ولا يعرفك إلا الله وأنا.
ولا نستطيع أن نحدد علم الإمام ونحيط به، لأنه من علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلم رسول الله من الله تعالى، وليس عن طريق الاكتساب والتحصيل بل بالإفاضة من عند الله تعالى، ونجد في القرآن الكريم طائفة كبيرة من الآيات البينات التي تصرح بأن علوم الأنبياء من عند الله تعالى عن طريق الإفاضة والإلقاء في القلب، ومعلوم: أن هذا النوع من العلم لا يشوبه شيء، ولا مجال للباطل إليه، بل هو الحق الصحيح الصدق المطابق للواقع، وإليكم بعض تلك الآيات: (وقل: رب زدني علماً)(2).
(فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً)(3).
(وزاده بسطة في العلم والجسم)(4).
(وكلاً آتيناه حكماً وعلماً)(5).
(ولوطاً آتيناه حكماً وعلماً)(6).
(ولقد آتينا داود وسليمان علماً)(7).
(فلما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً)(8).
(إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي)(9).
(إذ قال الله يا عيسى بن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً، وإذ علمتك الكتاب والحكمة)(10).
أنت تقرأ
الإمام علي من المهد إلى اللحد
Ficción históricaكتاب يصف حياة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من ولادة إلى يوم استشهاده