قَلبِي مِلكُ يَدَيْك ((مَشْهَد))

141 19 23
                                    



تنويه : المشهد به شرح مفصل لعملية جراحية ، ليست مقززة و لكنها تتناول جانبا طبيا و عاطفيا
لمن لا يتحمل تخيل المشاهد الجراحية ، لا أنصح بالقراءة ..

و لمحبي الطب و الجراحة تحديدا .. أنتم بالمكان الصحيح ، فلتحظوا بتخيل شيّق ..

.
.

ما إن استقر المشرط بيدي حتى اهتز بشدة ..

لا أذكر متى كان المشرط بيدي خائفا بهذا الشكل .. لطالما كان واثقا من نفسه بين أصابعي ..

لكن لليوم و كل شيء مألوف من حولي عدا شيء واحد فقط .. ذلك الجسد تحت يدي اليسرى ..
ذلك الجسد ينتمي لمعشوقتي انا ...

فهل أنا الخائف أم ذلك المشرط هو المرتعد؟

ليست المرة الاولى التى أقوم بها بجراحة صدر .. و ليست حتى العاشرة ، فأنا أعمل بهذا المجال منذ زمن و أمتاز بدقتي و أملك سمعتي

سحبت إلى رئتي ذلك الهواء المنقى جيدا في غرفة العمليات التى أقبع بها الآن ، محاولا إقناع نفسي بأن ذلك الجسد تحت يدي مثله مثل أي مريض قد أجريت له تلك العملية بنجاح تام

و بالعودة لما حدث سابقا فوحدي من أصررت بشدة على إجراء هذه العملية بنفسي و لن أتراجع عن هذا القرار أبدا ؛ بالطبع لن آمن على حبيبتي بين يدي طبيب آخر ، خصوصا أنها ليست بالعملية الهينة

و بين خفقات قلبي المتسارعة قررت التماسك لأجلها محاولا طرد جُلّ الأفكار العاطفية ...

فقد تعلمت في كل تلك السنين -سنين دراستي و سنين عملي- أن أتجاهل الجانب العاطفي مني حتى أتم عملي على أكمل وجه

لا يجب أن يُسلّم الطبيب نفسه للعاطفة ..
لا يجب على الجراح خاصة ...

أمسكتُ المشرط بإحكام هذه المرة ، فعاد لهدوئه ، و يدي الأخرى ثابته على جسدها

"سأبذل كل ما بوسعي لأجلك حبيبتي"
كان همسي أسفل قناعي الذي لم يصل لمسامع أحدهم دوني

طاقم الجراحة لم يتفوه بكلمة و أنا جاثم أمام سرير العمليات بينما جسد حبيبتي مخدر فوقه بانتظاري للبدأ ؛ فالطاقم يعلمون جيدا بحالي

فحتى لو كنت أملك أعصابا من حديد ، فسيلين هذا الحديد إن كان لن يذوب أمام جسد عشقته بكل تفاصيله

و لا يجب أن أفقد أعصابي بأي حال من الأحوال

و بهدوء و يد مرتكزة مررت المشرط على بشرتها .. تلك التى لم تتلقي مني سوى اللمسات الحانية و القبلات العاشقة ..

وراء الغمام||Beyond The Cloudsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن