بموعدٍ مُدبّرٍ اجتذبتُ كرسيًا وجلستُ بابتسامة
"مرحبًا!"
إنه وقت الإعتراف.."كيف حالُكِ؟"
ابتسامتها كانت أعظم من خاصتي."بخير.. وأنتِ؟"
"بخير طالما كُنتِ بخير"
ضحكتُ بخفة.. مؤكد ما قُلت...ساد الصمت للحظات، بينما حدقتُ بكفيها المضمومين.
"تذكرين اتفاقنا صحيح؟"
حطمت ذلك الحاجز بسؤالي، فبالتأكيد هي تواجه صعوبة ببدء الحديث."نعم، أذكر"
تلاقت أعيننا فابتسمتُ بخفة."ماذا لديكِ لتخبريني به؟"
"ليس بالكثير، لكني أظنّ حكاياتك أكثر أهمية ومُتعة لذلك جئتِ لملاقتي"
تنهدتُ "ليس بقدر ما تخالين."
عاد الصمت ليحتل ما بيننا، رغم يقيني بأن عقلينا دون ذلك.. ربما التوقعات تعصف برأسها الآن، بينما الأفكار تواجه صراعًا ملحميًا بعقلي.
"اممم؟"
نَظَرَت إليّ تَحُثُّنِي على الحديث فهي فضولية كالعادة.
ولم أستطع كظم تنهيدتي.. ربما عليّ بدء الحديث ككل مرةٍ حتى تُفصح هي أيضًا عما لديها.
"حسنٌ، بصراحة.. أنا لا أضمن محافظتك على تلك الإبتسامة حتى نهاية اللقاء."حركَتْ رأسها بغير اكتراثٍ بينما لم تتخلى عن ابتسامتها.
"بداية... لقد شارفتُ على التخرج، فقط عام آخر وسأتخرج من كلية الصيدلة والصناعات الدوائية"
قُلتها بفتور واضح، بينما اتسعت حدقتيها بتفاجؤ شديد، واضعة يدها بموضع قلبها
"تمزحين!""لستُ كذلك" وضَحِكْتُ ساخرة.
وبلحظةٍ تهلل وجهها وصفقت بسعادة "إنه حُلمي، كم أنكِ عظيمة!"
تبسمت بفرح هذه المرة، فمن يمكنه رؤية سعادة كتلك بوجه أحدهم ويقاوم ابتسامة حقيقية؟
"مؤكدٌ أنتِ بغاية السعادة" قالتها بحماس وقد أجبرتني على معاودة الضحك بسخرية.
"ليس بقدر سعادتكِ بهذا الخبر""دائمًا ما تعقدين الأمور، لديك الكثير من مُسببات السعادة ولستِ سعيدة بالقدر الكافي، وجهك سيصاب بالتجاعيد، حذرتك!" تَذَمَّرَتْ وسَخِرَتْ مني هذه المرة.
"تجاعيد بسن العشرين؟ يالكِ من فتاة مثقفة!"
حاولت التسفيه من تحذيرها..."لأني مثقفة أُحذرك، لقد نسيتِ الكثير من المعلومات المهمة وأنا هنا لتذكيرك، ولمحاولة بث بعض السعادة والإيجابية لشخص مزاجيّ مثلك."
أنت تقرأ
وراء الغمام||Beyond The Clouds
Alteleمجرد كتاب بين آلاف الكتب، لكنه يخفي بين طياته ضحكات، صراخ، أحلام، وآلام.. ربما تجد حياتك الخاصة يتم ذِكرها بصفحات الكتاب، أو ربما هي مجرد حياتي الخاصة. أسرار لا يعرفها سوى مكنونات القلب سيتم الإفصاح عنها ها هنا... وأسرار أخرى سيحوم حولها غمام الن...