الفصل الثاني عشر

2K 40 2
                                    

مضت خمسه أشهر،

علي معرفتها بأمر تقدم عادل لخطبتها من أبيها.

وإنقضي عام وبدأ عام دراسي جديد.

اصبحت العلاقه بينهم مسموحه، ومعلومه للجميع، فلم تعد تراوغه في طلبه للخروج معها ، ولم تعد تقاوم إمساكه بيدها في الطرقات...

تبصمت أقدامهم هذا الشتاء علي كل شارع فيه عمار او صحراء.

لم تعد له مجرد شئ يجذبه او سد ثغرات لياليه المغتربه.

اوقدت النار تحت قلوبهم فذابت وتشكلت من جديد ، كيان واحد راسخ قوي لا تحنيه الرياح .

قطع كل حبال الوصل بأخواته، ولم يحاولن بعدها اعاده الروابط او ترميم الرحم..

... كل همه وتفكيره في الدنيا ينكفئ عليها هي فقط فنسي بها أهله وناسه.

وضع ماله في مقدم لشقه في مدينة من المدن الجديده، ولا بأس لديه في الانتظار ، وخطط معها لمستقبلهما سويا دون النظر لاي اسباب فشل.

وما الذي سيجعلهما يفشلان؟!

هي تحبه رغم أنه لا يري في نفسه شئ يحب ،فأصبحت تلك الميزه في علاقتهما اكبر دليل علي البقاء.

ستتحمله ...رغم كل ظروفه سترضي...

أليس هذا كافيا له ليعاند نفسه وحاله ويبقي معها؟!

...............

بعد يوم دراسي طويل جلس على مكتبه

يراقب مصطفي الذي  جلس   بكل فخر يحكي عن أهل عروسه وإستقبالهم الحافل له في كل زياره ، في نفس الوقت الذي كانت تتحاشي خلود دخول المكتب وهو جالسا فيه ، وتتظاهر باللامبالاة وهي عكس ذلك ، وعادل يراقب كل شيء عن كثب ويشعر بالغيظ

كان صديقه ، ويحبه ، لكنه لم يستطع منع نفسه من شعوره بالحقد عليه ، فقد ربح كل ما اشتهي بالدنيا في طرفه عين وجلس يتبجح بمساوئ افعاله .

يأخذ ما ليس حلال له من فتاه يحبها ، ثم يتركها ويخطب أخري أغني  وأقني من الاولي ، ثم يعرض ما متعته به الدنيا علي الملآ ، وجلال يستمع ويضرب كفا بكف ولا يحاول ايقافه من العبث بقلب تلك المنكسره بتبجحه امامها بالاخري .

وعادل يفكر بأمره في غضب...... وتعجب من  ميزان الدنيا الذي انقلب  ، لماذا لا يحصل على ما يريد ان كان ما يريده هو اكثر ما يحتاج في حياته ، ولم تكن تلك الحياه الدنيا بالسخيه الوفيه له في سنوات عمره التي قضاها في فقدان كل عزيز وغالي.

لماذا أحببتيني!؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن