خبطات الباب بطريقة عشوائية جعلت الجميع ينتبه ...بينما مدام صوفي تردد التعوذ والادعية...
دخلت الخادمة تعلن وصول قريبتهم زينب...التي لم تنتظر الاذن بل دخلت لحيث اجتمعت اسرة الدكتور شاكر واسرة عريس * نسرين*
ملابسها المتواضعة و حالتها المبعثرة لم يكن وحده سبب دهشة اهل العريس بل الاحتفاء الذي لاقته تلك السيدة البسيطة من اسرة الدكتور شاكر هو السبب.
لم تمر سوي نصف ساعة قبل ان تصف نسرين سيارتها في الحارة الضيقة لتنزل منها مع زينب التي لازالت تردد ودموعا تغرق كيانها
" سيقتل نفسه كمدا عليك....مذ البارحة وهو غائب عن البيت والان عاد في حالة غير طبيعية...ارجوك ابنتي ساعديه"
دخلت نسرين لغرفته فرفع عيناه المحمرتان لها بإنكسار وقدماه لم تقو حتي علي الوقوف...
نزلت هي اليه لتكون في مستوي نظراته الكسيرة وهي تهمس
" فرحي غدا....غدا سأزف للرجل الذي اختارته بكامل ارادتي....صدقني انا لم احبك والا كنت الان لك....لن اطلب منك سوي...سوي ان تجعلني ارفع رأسي فخورة وانا اعلن يوما ان هذا الرجل الذي احبني....اجعلني فخورة بك وبحبك لي"
*****
يعد الدقائق....ينقل قدميه دون ان يتحرك قيد انملة من مكانه...في انتظار الساعة ان تتحرك
اعلنت الساعة ان الموعد بعد خمس دقائق...فابتعد للحظة من وراء الخزينة الخشبية التي تسد باب المحل
ابتعد يتواري خلف ثلاجة الايس كريم في محل بقالة والده ....يعدل هندامه البسيط ويصفف شعره بيديه قبل ان يتجرأ... ويرش رشات صغيرة جدا
من العطر الخاص بأخيه الاكبر الذي اذا ماعرف..سيقتله لا محالة.
هو...من هو!
هو الابن الاوسط في عائلة فقيرة كادحة ...اصيب الاب فيها باصابة عمل فخرج علي المعاش وبالقروش القليلة التي اخذها لنهاية خدمته فتح ذلك المحل الصغير.....ليعيل عائلة الابن الاكبر فيها في كلية الهندسة ويعمل ككهربائي للمساعدة..والابن الاصغر لازال في المرحلة الاعدادية
اما بطلنا الذي يقف الان في ترقب ...كان في سنته الاولي في كلية حقوق..اي انه اكبر ممن يترقبها بسنة
رأها ....كانت تمشي الهوينا تنظر للمارة بألفة اعتادوها منها
بالرغم من كونها لاتسكن حيهم المتواضع الا انها تأتي يوميا لزيارة اخيها الطبيب الذي فتح عيادته في حيهم لمساعدة المحتاجين.
اقتربت بفستانها النيلي وحجابها الازرق...اقتربت بابتسامة تجعل دقات قلبه تصل للالف في ثوان...اقتربت فتاه الكلام وبقي الصمت الجليل في حضرة كمالها
* موسي...موسي هل تسمعني* لقد تاه في سحر برائتها حتي لم يلحظ انها تحدثه فتلجلج
* اسف ...ماذا قلت يا انسة اثير*
ابتسمت برقة * ألازلت تسأل ....اريد الايس كريم بالمانجو....يجب ان تحفظ طلبي...انا آتي كل يوم*
لم يرد...ومن اين تأتيه الكلمات للرد ...وقد انغلقت خلايا عقله وتلابيبه علي صوتها ينطق اسمه..
دون كلمة ناولها الايس كريم وتلهي في طفل اخر آتي للشراء.
تلهي حتي لايناديها صارخا ان لاتبتعد
تلهي حتي انه لم يلحظ نظراتها الحزينة وهي تبتعد لترمي الايس كريم في سلة المهملات
فأثير تكره الايس كريم
وأثير تحب موسي
*****
" هل جئت تشكو للبحر عارك يا ابن الراقصة"
ثارت كرامتي فوقفت اجابهه صارخا
" اسمي مصطفي عصام يا شيطان الانس انت"
لم يرد علي ماقلت الا بضحكة... ضحكة جعلت اوصالي تتشنج قبل يسأل
" حقا ! وهل انت متأكد لهذه الدرجة انك ابن عصام ولست ابنا ل.... عاصم"
تجمدت مصدوما فاستغل الفرصة لقضي علي
" الم تلحظ ان عيناك زرقاء كعيني.... "
سألت بصوت ضائع وانا ارفض ما سأسمع
" لقد استغلت امك طيبة اخي وجعلته يهرب بها وهي توهمه انه الأول في حياتها.... متناسية ان صاحب النبتة هو انا"
لم اتحمل المزيد... ووعيي الطفل لم يعد يستوعب لذا ذهب في غيبوبة ااختيارية وفقدت الوعي.
*****
أنت تقرأ
قهر العاشقين
Romanceالمقدمة حين نحكي عن المقهورين في العشق يخرج من ارواحنا الاف الحكايات والاساطير عن نساء قهرها العشق. تلك احبت وتركها الحبيب بحجة الظروف...تلك الجميلة التي تركها زوجها لفتاة اجمل...وهذه وهذه والاخري. لكني مقهورينا اليوم من الرجال .... من الطرف الاخر ا...