10

3.2K 92 33
                                    


وقف موسي يرش زخات من العطر الثمين في غرفة الاستعداد بالقاعة الانيقة

ارتمست علي شفتيه ابتسامة حنين وهو يتذكر الماضي... حين كان يسرق زجاجات العطر الرخيص من اخيه ليرش منها بحرص شديد.... فقط يوم لقاء اثير

توالت علي حواسه ذكري الايام الماضية كما تتوالي علي حواسه تلك الزخات...

لم يفترقا سوي لسويعات... كان حرفيا يطاردها مابين مكتبها او المحكمة للشقة حيث تسكن مع عادل

وكيف لا وقد تنعم اخيرا بقربها... بأن يعود لمحيط تأثيرها

لازال لقاءه بوالدها يثير استغرابه مع قليلا من الامتعاض

لم يتوقع ابدا ان يكون الرجل الذي خرجت من تحت جناحه محاربة للظلم كأثير.. او طبيب ذي نزعة اشتراكية كعادل

رجل رأسمالي لايفكر سوي بحسابك المصرفي

لم يهتم والد اثير للحظة بماضي موسي الذي قض مضجع الاخير وهو يعلنها صراحة

" لقد بحثت خلف اعمالك واستثماراتك وللحق اراحتني كثيرا... بالرغم من انك لست علي المستوي المطلوب بعد... الا انك تسير حثيثا في طريقك... "

لم يسأل عن اخلاق او دين... فقط مال

راقب حينها نظرات اثير المتحرجة وزفرات عادل الحانقة ولكنه بروحه الطيبة اجاب

" اعدك ان أؤمن دوما لاثير افضل ووضع مادي... سأسعي ان تعيش في نفس المستوي الذي ربيته عليها من الترف والدلال"

انتفخت اوداج الاب غرورا وتفاخرا حينها

" هل ستظل سارحا كثيرا!" ابتسم مو الطيب وهو يلتفت لعادل يرد بتحامق

" ارنا كيف سيكون شعورك يوم تزف لحبيبة عمرك وارنا كيف ستكون متماسكا؟"

ابتسم عادل بحزن يراه موسي كثيرا منذ عاد

" حبيبة عمري! يوما ما سأخبرك عنها ولكن... بالتأكيد ليس اليوم"

الضجة من الخارج اخبرتهم ان الحفل علي وشك البدء قبل ان يدخل اخوه يؤكد ان منظم الحفل اعلن استعداد اثير للخروج من غرفتها المخصصة للاستعداد

*****

وقف موسي ينتظرها وهي تنزل سلم القاعة تتأبط ذراع ابيها ببطء مقرون بخجلها الجلي

وصل كلاهما اليه... فاحتضن والدها الذي هنأه واوصاه عليها في كلمات معدودة...وتحرك

اخيرا كان يقف امامها لايفصل بينهما سوي خطوة... خطوة بامكانه قطعها ليأخذها بين ذراعيه حيث ان عقد القران كان قد تم اليوم الذي سبق

الا انه لم يفعل... بل وقف امامها مسدل الذراعين حتي انها تخلت عن خجلها قليلا وهي ترفع عينيها متسائلة لعدم اتيانه بأي حركة

قهر العاشقينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن