المقهور الخامس

1.7K 45 2
                                    

لن انظم شعرا ارثي به نفسي

لن اشكو حبيبة لاتراني

ولا زمانا فيه الفرح جافاني

فأنا... شرف

والعزة والشرف عنواني

((شرف))

عادية جدا.... هذا هو وصفي وتوصيفي لحياتي قبل تلك الليلة

ولا شئ واحد فيها مختلف عن مئات بل ألالف الشباب في سني وظروفي

كنت المتوسط بعد اخ اكبر واخت اصغر ... كنت المتوسط دوما في الاداء المدرسي المتلهي دوما بلعب الكرة في الازقة في الطفولة ثم المراهقة ثم الشباب

حتي انتهت المرحلة التعليمية البغيضة علي قلبي بشهادة " دبلوم صناعي" لاتجعلني سوي ... اقل من العادي

شيئا واحدا وحيدا في حياتي كان هو عين المميز... هي... معشوقتي...

سيارة ابي الحمراء المتهالكة... كانت عشقي الاوحد

فبينما قضي اصدقائي ليلاتهم علي الهاتف مع حبيباتهن او في الازقة لتدخين السجائر... البرئ منها والغير برئ

قضيت انا ليلاتي ... اقودها خلسة علي كورنيش النيل قبل ان يستيقظ ابي ليستقلها لعمله كفني في احدي المصانع

او احاول ترميمها وتجديدها بكل مليم قد اتحصل عليه

حتي قررت اخيرا امتهان المهنة الوحيدة التي جعلتني اشعر بالتميز... القيادة

ولاني لم اكن حينها اكثر من شاب في التاسعة عشر ....فلم اجد امامي سوي قيادة " الميكروباصات" وانت تعرفين كم ان تلك المهنة محفوفة بسوء السمعة... عن سائقين مخمورين ذوي اخلاق رديئة

لكن يعلم الله اني لم اكن واحد من هؤلاء... كنت لافعل اقصي ما في وسعي حتي لايغضب مني ربي... ثم ابي الذي هددني دوما باجباري علي ترك القيادة. ان لم احسن التصرف

مرت علي السنوات وانا اجمع المال وحلمي في سيارة صغيرة اشتريها لاصبح سائق تاكسي ... وقد كدت اصل لحلمي صدقيني ... حتي تلك الليلة

كنت ليلتها قد خرجت لرزقي علي سيارة استأجرها باليوم فقررت ان استغل مبلغ قوتي حتي لا اترك السيارة لحظة دون ان اكسب منها ما اضعه علي مدخراتي

لذا لم اعد لبيتي الا بعد انتصاف الليل بساعتين... لتختلف بعدها حياتي تماما عما خططت

هل تعتقدين انسة دينا اني سأقول ... اتمني لو اني لم اكن عائدا لبيتي في تلك اللحظة ومن ذلك الطريق؟"

ردا علي تساؤله هزت دينا رأسها بالايجاب وهي تتيقن ان تلك الليلة هي السبب في سجنه

" ولا للحظة.... ولا للحظة تمنيت ان شيئا في تلك الليلة لم يكن... لا لا ... سأكون كاذبا

قهر العاشقينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن