قبل الاجتماع نفذت دينا خطتها بدهاء...بصفتها مديرة مكتب كبيرهم فهي علي دراية بكافة التفاصيل العملية...وكطفلة تربت وهي تتطلع لثلاثتهم كقامات تعرف كافة تفاصيلهم الشخصية...
لذا كانت علي مكتبها بالخارج حتي بدأوا في الظهور..كعادتهم دخلوا لمكتب *شوقي* الذي يتخذونه كمركز اجتماعات..وبذلك تحققت لها اهم نقطة.
ما ان التف ثلاثتهم حول الطاولة المستديرة حتي خرجت من المكتب دون ان يلاحظوها...وبكل هدوء اغلقت خلفها الباب لتلف بعدها المفتاح في ثقبه ثلاث مرات.
اخذت نفسا عميقا جدا قبل ان تتجه للتليفون الداخلي علي مكتبها والمتصل بمكبر صوت في المكتب المغلق.
" أحم احم...صباح الخير يا سادة"
رفع مصطفي وجهه لشوقي بنزق " اطلب منها التوقف عن العبث الطفولي ...نريد التركيز"
قبل ان يطالبها شوقي بالصمت كانت دينا تبدأ في شرح خطتها
" بالتأكيد تتسائلون لما احدثكم بتلك الطريقة...كما تعرفون لقد تم تجديد باب الغرفة منذ فترة..لذا فأنتم محبوسون الان بالداخل ومعي انا وحدي مفتاح الخروج الذي لن استعمله الا اذا وافقتم علي شروطي"
ضحك شوقي وموسي ظنا منهم انها احدي دعاباتها بينما ردد مصطفي الاستغفار وهو يهتف " ماهذا اللهو الطفولي السخيف"
رفعت دينا حاجبها باصرار علي الجانب الاخر من الباب وهي تستطرد " رجاءا سيد صيفا استخدم لهجة الطف .."
قام مصطفي يحاول فعليا فتح الباب ليجده مغلقا فهتف وهو يخبطه بقدمه عدة مرات
" اخبرتك.مئة مرة أن لا تناديني بهذا الاسم...افتحي الباب"
وضعت قدما فوق اخري وهي تقول ببرود " لكني احب تدليلك...لذا من فضلك اذا كنت قد انتهيت من نوبة غضبك وركلك للباب الذي لن ينفتح الا بالمفتاح...فرجاء اجلس حتي اخبر زملاءك الرهائن عن مطالبي"
قال موسي الذي كان اكثرهم هدوءا
" اذا استاذة مجرمة اخبرينا ماهي مطالبك"
عرفت ان الخطوة التالية هي الاهم ..فإما ان تفرض شروطها وإما فشل لا قبل لها به لذا بمنتهي الهدوء كان ردها المحضر مسبقا
" ستظلون في تلك الغرفة طوال النهار...حتي تخبروني ماخطبكم حقا..حتي اعرف لماذا ثلاثة رجال هم في نظري ونظر اي فتاة فرسان نحلم بهم ليلا برومانسية..لماذا ثلاثة رجال وسيمين ناجحين عصاميين...يتألمون في صمت لسنوات!"
تطلع موسي في مصطفي بصمت وجملتها الاخيرة لازالت ترن في فضاء الغرفة...قبل ان يقول شوقي بصوت مكتوم " دينا...توقفي عن الاعيبك الصبيانية تلك وافتحي الباب...ثلاثتنا في خير حال"
انتفضت دينا وهي تهتف " حقا يا اخي الاكبر بخير حال! اذا لماذا تنام كل ليلة مفترشا ارضية الشرفة الثلجية العارية مكشوف الصدر وكأن بقلبك مراجل نار...لماذا موسي الرجل الذي اراه كرمز مجسد للحنان بكل اعماله لاجل الفقراء واليتامي..يختبئ من اي تجمع بشري كأنه مطارد او عليه ثأر..ولماذا بحق الله رجل في وسامة النجوم كمصطفي يرفض النساء ويرفض اي نظرة اعجاب كأنها إهانة"
خبط شوقي بعنف علي الطاولة هادرا " دينا ...يكفي هذا .افتحي الباب فوراولا تختبري غضبي"
اخذت نفسا عميقا واخرجته في كلمة واحدة " اسفة....احب ثلاثتكم لدرجة لا تجعلني اتواني عن المضي قدما في خطتي"
مرر موسي اصابعه النحيلة في شعره الطويل والذي يصل لنهاية رقبته وهو يحاول التفكير بحلول " ولكن دينا..هل ستحبسيننا هنا الي مالا نهاية...حتي نموت جوعا مثلا"
ابتسمت لنفسها بشقاوة " حسنا لا تقلق يا مو ..لن تحتاج للموت جوعا اذا ما بدأتوا بالاعتراف والحكي"
قام مصطفي منتفضا بثورة فأشار موسي له ان يجلس وهو يسألها مستدرجا " كما ترين لا احد منا ينوي الاعتراف..فورقتك الرابحة هي تركنا نموت جوعا"
ضحكت دينا مقهقة ضحكتها المثيرة للفضائح فصرخ شوقي " دينا تأدبي.."
*****
اعتذرت بأحترام ثم اعلنت وهي تلقي اوراقها الرابحة واحدة تلو الاخري
" لا معي عدتي وتمائمي التي ستساعدني علي الفوز...مثلا اعرف ان شوقي الان يعبث بجيوبه بحثا عن علبة سجائره الحديدية لكي يحرق يوما من عمره في سيجارة...تلك العلبة الحبيبة التي لا يبتعد عنها ولو لساعة...لاتبحث اكثر اخي انها معي هنا في الجانب الاخر.."
" كانت تتلاعب بعلبة سجائر من المعدن الرخيص مزينة برسمة لفتي يقدم الزهور لفتاة ..بينما شوقي يبحث في كل انش بجنون..مدخن علي وشك الصيام.
مدت يدها للمحفظة الرجالية الانيقة " اما انت سيد مو فمحفظتك الاثيرة..وما فيها..وركز جيدا مع كلمة وما فيها ..معي هنا ..اعرف يا طيب انك لن تستطيع التعايش مع هاجس انها بعيدة عن جيبك الايسر بجوار قلبك."
تطلع الصديقان في مصطفي في انتظار ما ستهدده دينا بفقدانه ولكنها لم تزد عن قول " اما انت ياسيد مصطفي..فأنت تعرف...وانا اعرف"
صمتت لدقيقة لتدعهم يفكرون فيما قالت قبل تعلن بصوت اعلاني " والان اترككم مع فقرة ترفيهية من اعدادي ومجموعة منتقاة لاغاني فتيات..لا لا لاتفهمون الامر ان فتيات هي من تغني..بل اقصد ان الفتيات والفتيات فقط تحب تلك الاغنيات"
مرت ساعة الا خمس دقائق والاغنيات الوردية او السوداوية لا تتوقف عن الانبعاث من كل اتجاه...حتي بدأت دينا تشك في جدوي مافعلت ...كانت تتوقع من المدخن الشره اخيها ان يستسلم ولكن..
" حسنا ..حسنا انا مستعد لان احكي لكن اعيدي لي حافظتي ..وبالله عليكي اوقفي تلك الاغنيات اشعر وكأن صوتي صار انعم."
*****
أنت تقرأ
قهر العاشقين
Romanceالمقدمة حين نحكي عن المقهورين في العشق يخرج من ارواحنا الاف الحكايات والاساطير عن نساء قهرها العشق. تلك احبت وتركها الحبيب بحجة الظروف...تلك الجميلة التي تركها زوجها لفتاة اجمل...وهذه وهذه والاخري. لكني مقهورينا اليوم من الرجال .... من الطرف الاخر ا...