يومان مرا قبل ان تقوم فرق الإنقاذ بإنتشال جثتها من المياه هى والعديد من الجثث الاخرى و القليل فقط من وجدوهم مازالو على قيد الحياة ، وصلوا بالجميع الى مشفى العاصمة ليتم التعرف على الجثث و علاج المصابين .
اثناء هذا و بالصدفة البحتة لمح طبيب ما جسم ضئيل يتنفس بصعوبة وسط الجثث المرصوصة ليتعرف عليها الاهالى فتحرك سريعاً اتجاه هذا الجسم ليجد فتاه لا تتعدى العاشرة تتنفس بصعوبة اذاً فهى على قيد حياة و كانوا قد اوشكوا على دفنها حية ارعبته هذه الفكرة و قام بنقلها فوراً لاحدى الغرف منادياً إحدى الممرضات لمعاونته ..... ثم هم بفحصها ليدرك وقتها كونها اصيبت بغيبوبة سكر
امر الممرضات بإتخاذ الاجراءات اللازمة لإسعافها و توقف هو امامها ينظر لها بدهشة ..... فتاة بهذا العمر وحيدة بعرض البحر مريضة بالسكري و لم تأخذ علاجها لمدة يومان على الاقل ومع ذلك مازالت على قيد الحياة .... معجزة ..... هذه معجزة فإن كانت حالة عادية تقيم بأريحية فى منزلها و تأخرت عن تناول علاجاها لمدة يوم فقط لأصيبت بغيبوبة و فارقت الحياة بعدها لكن هذه الفتاة اراد الله لها الحياه فهو الوحيد القادر على معجزة كهذه
مرت الاحداث بعد ذلك سريعاً كان فيها عودة الناجين الى اهاليهم واستلام اهالى اخرى جثث ذويهم فى حزن و ألم و لم يبقى غير بعض الجثث والتى لم يتم التعرف عليها لتقوم الدولة بنفسها بأجراءات لدفنهم .
لم يتبقى سوى تلك الصغيرة فهم تقيم حتى الآن بالمشفى لعدم تعرف احد الناجين عليها او حتى اى فرد من اهالى الضحايا .... لم يستطيعوا حتى معرفة اسمها او اسم عائلتها لعدم قدرتها على الحديث .... نعم اصبحت لا تقوى على الكلام فقد اضحت فتاة من ينظر لها يرى ان لا روح بها ... فتاة صامتة تحدق فى الفراغ بإستمرار لم تبكى على فراق عائلتها قط لعلها حتى الآن لم تستوعب ما حدث و حقيقة عدم قدرتها على رؤيتهم مرة اخرى
بإحدى اروقة المشفى نجد هذا الطبيب و الذي يدعى سامح يقف برفقة زميل له يحادثه بإهتمام فى امر ما
سامح : والآن بعد تلك المأساة سيخرج لنا احد المسئولين ينعى هؤلاء الضحايا و تضع بعض القنوات الفضائية شارة سوداء على شاشتهم لعدة ايام ثم يعود كل شئ كما كان لن يتغير وضعنا هذا ابداً إن استمر هذا الحال
عماد (صديقه ) : لا امل فى تغير حالنا طالما مازال فينا نفس التفكير العقيم .... الشباب يرغبون بحياة هانئة و عمل مناسب و راتب مجزي و هذا حقهم لا خلاف لكن ماذا قدم هؤلاء الشباب لينعموا بكل هذا ... عادة التكاسل فى العمل لن تتغير فينا ابداً ....... و لا ننسى بالطبع فساد رجال الدولة و بعض رجال الاعمال ممن ينهبون خيرات البلاد دون اى شعور بالمسئولية
سامح بيأس : لا سبيل لنا سوى فعل ما بوسعنا و الدعاء لتتحسن حال البلاد و شعبها .... دعك من هذا و اخبرني ماذا ستفعل المشفى بخصوص تلك الفتاة التى أُشرف على علاجها ؟
أنت تقرأ
*ميما* .. بقلم اسماء الاباصيري
Romanceصغر سنها لم يحصنها من صعوبات الحياة رأت الموت بعينيها ومازالت صامدة بعزيمة طفلة لم تتعدى العشرة سنوات فهل من منقذ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟