16. رهان

6.7K 181 1
                                    


مريم بإندفاع : انا احبك

تسمر بمكانه لحظات لتتجمد يديه المحيطة بوجهها وينظر لها بعيون تحمل الصدمة والاندهاش معاً لما سمعه للتو ....... "احبك" ....... هل اعترفت للتو بحبها له هكذا وبكل بساطة ........ فكر بماذا يجيبها .... هو يعلم ان بداخله شيء ما نحوها .... تغير ... نعم تغير بسبب هذا الشيء وربما هذا التغيير هو ما دفعها لقول هذه الكلمة بكل بساطة ظناً منها انه يبادلها نفس الشعور لكن .... هل يفعل حقاً ؟؟؟؟؟

اما هي فمن المتوقع منها ان تُصدم بما نطقته فور استيقاظها من شرودها ووعيها لما تفوهت به لكن ..... لا .... هى كانت بكامل وعيها حين قالتها ... نعم تعترف له وبكل بساطة بمشاعرها البريئة والمراهقة ..... هى بالفعل تحبه اذاً لما تخاف و تخجل فالحب ليس عيباً او جريمة لكن كيف سيكون رد فعله ؟؟؟؟

شعرت به يسحب يداه بعنف من على وجنتيها ليتراجع عدة خطوات للخلف يحدق بها بنظرة احتارت في تفسيرها قبل ان يردف ببرود

آسر بسخرية: اذاً كبرت الطفلة و خفق قلبها اخيراااً .... لكن وبكل اسف اُخبرك ان اختيارك خاطئ ..... اسأتى الفهم وظننتى معاملتى اللطيفة لكي حباً وقمتى ببناء خيالات بعقلك الصغير هذا ..... دعيني اخبرك يا صغيرة انكِ فقط تتوهمين الحب وان لا اساس له من الصحة

مريم بإصرار : لم اعد طفلة ولم اخطئ بتفسير ما اشعر به نحوك فأنا احبك بالفعل .. ربما انت محق بشأن اختياري الخاطئ لكن ....... همت برفع كتفاها بقلة حيلة لتكمل ..... هذا الامر ليس بيدي فهذا من اختارك

مشيرة الى قلبها ... ليزيده حديثها هذا غضباً و سخطاً

آسر : حسناً حتى وان كان حبك حقيقة فنصيحة من شخص اكبر منك تخلصي من هذا الشعور حتى لا تتأذي فأنا لن اقع فى حب طفلة ساذجة تظن نفسها اصبحت امرأة ناضجة و تقف امامي دون حياء تخبرنى بحبها لى

ألقى بكلماته المسمومة تلك لتقف باقى كلماتها بحلقها وتتكون طبقة زجاجية شفافة من الدموع بمقلتيها قبل ان تتركه بمكانه و تتحرك سريعاً من امامه لتحتمي بجدران غرفتها العزيزة وتسمح لدموعها بالتحرر من قيدها

عاد الوضع على ما كان عليه من قبل .. تجاهل .... جفاف .... عناد .. لكن من جهته هو ... فى حين اصرت هى على صدق مشاعرها وانها حقاً تحبه وحاولت بشتى الطرق تأكيد ذلك له لكن لا فائدة من محاولاتها تلك ...

بدأت بشائر نتائج الثانوية العامة وقربها من الظهور وبدأ معها القلق والتوتر لنجدها تجلس بغرفتها تقرأ بضعة ايات من القرآن وتدعو ان يوفقها الله فيقطع استرسالها هذا طرق على الباب لتنهى قراءتها وتسمح للطارق بالدخول فتجد كلاً من فارس وفرح صديقتها يدلفان وعلى وجههم إمارات الحزن لينقبض قلبها فوراً وتدرك فقدانها لحلمها

مريم بخوف : ظهرت أليس كذلك ؟

اومأت فرح لها فى ضعف ونظرت لها بخوف

*ميما* .. بقلم اسماء الاباصيريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن