اليمين و اليسار
استندت على كرسي مكتبي ، وألقيت نظرة على نافذة غرفة نومي عند أشعة الشمس الأولى, حيث بدأت لتوها في اعتلاء أشجار الصنوبر الطويلة قبل ان اعود للجلوس مستقيمة وأضبط الوسادة خلف ظهري.
كنت اجلس على الكرسي لسبعة ساعات متواصلة احاول إنهاء إحدى المقالات التي أعطانا إياها مدرّسي . قرأت أكثر من سبعة وخمسين صفحة من "تفرّخ الشّيطان" مرة أخيرة قبل أن تصل إلى الطباعة.
بعد ان قمت من الكرسي و امددت ارجلي المتألمة ، سقطت الى الخلف على سريري و انجرفت في نوم عميق لم استيقظ منه حتى سطوع الشمس مباشرة خلال نافذتي.
عندما سمعت صوت الباب يفتح، فتحت عينا واحدة لأرى صديقتي المفضلة "مادلين" تمشي بهدوء .
نحن صديقتان منذ الطفولة كما انني لست أرى أن صداقتنا ستنتهي في اي وقت ابدا .
نظرت إلى ملابسها وضحكت تقريبا. كل يوم ترتدي شيئًا مشابهًا. اليوم ، كانت ترتدي قميصا مرصّعاً من رالف لورين ، مدسوسا في سروال جينز مطوي مع سترة على ذراعيها. تبدو كتقليد نموذجي .
كانت مادلين الجانب الأيسر من الأشياء نظرا لحساباتها ، عقلها الابيض و الاسود ، و وسواسها القهري . أما انا فكنت الشخص الابداعيّ في الجانب الأيمن من الأشياء.لتمضية الوقت ، أرسم كلما يجول بخاطري من اللوحات المائية ، الخربشات ، إلى صور لأشخاص أعرفهم...
إلى جانب الرسم ، أحب المطالعة . لدي خيال جامح يجعل من السهل الهروب من واقعي إلى شخص آخر."هل أنت مستيقظة ؟
"كلا" ، قلت مع إلقاء الوسادة على وجهي .
ألقيت نظرة خاطفة عندما شعرت بانخفاض مستوى السرير .
" هل انتهيت من مقالتك؟ "سألت بينما تستلقي على السرير
" في حوالي الخامسة و النصف "، أومأت
" لماذا تنتظرين حتى اللحظة الأخيرة بحق الجحيم ؟ علمنا بشأنها منذ شهر كامل . فقد أنتهيت من خاصتي منذ أسبوع "دحرجت عيناي." كان لدي أشياء أكثر أهمية للقيام بها. هل سنرحل مع أبي وألفا "ريد" اليوم؟ "سألت.
كان والد مادلين هو الألفا الخاص بمجموعتنا ، اما ابي فهو البيتا. و بفضل مواقع أباؤنا في المجموعة اصبحنا صديقتان مقربتان. وفق قانون مجموعتنا التقليدي ، فإن الألفا و البيتا مع عائلاتهما ، يعيشون في منزل كبير واحد معًا . لا تسألوني لماذا ، لان ليس لدي أي فكرة ، و مع ذلك يروقني هذا ، لكن أنا و مادلين كثيراً ما نتسلل إلى غرف بعضنا البعض في الليل ، و اعتمادا على ما إذا تم القبض علينا من طرف مدبّرة المنزل أو لا ، فغالبا نقضي الليلة مع بعضنا البعض حتى الصباح .
"نعم سنرحل لكن أبي أمر بحزم حقيبة ليليّة لأننا من المحتمل أن ننزل بفندق للّيلة " أجابت مادلين .
تمددتُ قليلا ثم انتصبت
"هل تعرفين متى موعد الإنطلاق ؟ "
"خلال ساعة " أردفتْ و هي تنظر الى ساعة يدها .توسعت عيناي و لعنت تحت أنفاسي.
قفزت من السرير و توجهت نحو خزانتي ، التقطت ثلاث بدلات . ألقيت اثنتان داخل الحقيبة و ارتديت الأخرى . دخلت الى الحمام و وضعت أغراضا للّيلة داخل الحقيبة .
وضعت القليل من الماسكارا على رموشي , و القليل من أحمر الخدود .قمت بمشط شعري البني المموج و رفعته بدبوس ."هل انت جاهزة ؟ " سألتْ مادلين
أومأتُ بعد ان شققنا طريقنا الى الأسفل نحو المطبخ حيث تجلس أسرتينا .
"هل جميعكم جاهزون ؟ " سأل الألفا "ريد"
"نعم " ، أجابنا كلانا في آن واحد ،
توجه والدي نحو الغرفة وأعطاني ابتسامة.
"صباح الخير شمسي ! لقد أنقذنا لكِ بعض الغداء لحسن الحظ !" قال ضاحكا .
رمقته بنظرة غاضبة . يبدو أنّ لا أحد في هذا البيت يقدر النوم كما أفعل."هل أنهيتِ أوراقك؟" سألتني أمي
"إنها على مكتبي ؛ مكتملة ، و جاهزة للتقويم "، قلت بينما أحضّر شطيرة.
بمجرد أن انتهيت من تحضير وجبة إفطاري ، قمت بتغليفها و ودعت أمي .
مادلين و والدانا قاما بالتوديع أيضا ، ثم انطلقنا بسيارة الجيب الخاصة بالألفا "ريد"
.
.
.
__________________________________
بعد ساعة و نصف ، وصلنا إلى " لاس فيغاس " .
توقفنا عند فندقٍ فخم و حديث ، حيث تقدم نحونا خادم و أخذ السيارة إلى الموقف .
بعد ذلك دخلنا للفندق ، ثم سلّم لي والدي مفتاح غرفة ،"هذا هو المفتاح الخاص بجناحك أنت و مادلين , لا تضيِّعيه ، يمكن الحصول على واحد فقط لكل منكما".
حملت أنا و مادلين حقائبنا إلى الطّابق السّابع عشر حيث جناحنا.
"متى موعد اجتماعهم ؟ " سألت .
"بتمام الرابعة " قالت بينما تفرغ حقائبها .
" هل علينا أن نذهب ؟ " سألت .
رفعت عينيها إليّ بغضب و أردفت " لن ننزل إلى الكازينو "
قلّبت عيناي " أردت فقط أن أعرف إذا ما كان لدينا متسع من الوقت لنقوم بجولة ... " صححت لها .
هزت رأسها نافية " غير مسموح لنا بالمغادرة ، لقد أمر الألفا أن نبقى هنا حتى يعودون لأخذنا لتناول العشاء ثم إلى المسرح " .
نفخت بملل مع سماع البرنامج . غرضي الوحيد من المجيئ إلى "لاس فيغاس" كان الحظي بوقت للترفيه مع مادلين بعيدا عن حياتنا المملّة.
.
.
.
____________________
بعد ساعتين ، حياتي لم تكن أقلّ مللا ، والدانا كانا خارجا في الإجتماع مع مجلس اللّيكان-ثروب، أما أنا و "مادلين فكنا عالقتان بغرفة الفندق ."سأذهب للخارج" قلت أخيرا .
"لا تستطيعين " وضعت الكتاب الذي كانت تقرأ و استأنفت " أبي قال لا "
"لن أخرج من الفندق" قلت و أنا ألبس الحذاء .
"كارولين ، أنت تقحمين نفسك في مشاكل كثيرة ..." أردفت مادلين بقلق .
" أمضيت أكثر من ساعتين مستلقية على ذاك السرير أشاهد برنامج كيم كاداشيان و عائلتها المجنونة ، أحتاج لفعل شيئ آخر ! "
ابتسمت مادلين قليلا على دعابتي و هزت رأسها
"لا تقولي أنني لم أحذرك "
ابتسمت لها و اقفلت الباب في طريقي إلى الخارج متوجهة الى الكازينو ...
أنت تقرأ
the Code Of The Alpfa ( In Arabic )
Werewolfعندما تقابل "كارولين بلير" رفيقها ، تدرك أنه الألفا "لوكا رونان ". أكثر المستذئبين ذعرًا وتأثيراً على الجميع . مع مزاجه الذي لا يمكن التنبؤ به والطبيعة التي لا يمكن السيطرة عليها ، ألفا رونان يقرع الخوف في قلوب الجميع. وبسبب هذا ، لا أحد يفكر في الد...