**تحَطٌم**

833 32 13
                                    

                  *حوراء البشر .. تيكيلا*

دَخلتْ المَنزلٌ تُجرجر أرجُلهاَ ، مُنهكْة ، مُتعبَة ، ومُفتتة فى الغالبّ ..

أجل ،فمن يَتنمر عليه ثانَوية بأكملها يَموتْ داخليًا وجسديًا ، لكن ألمَها النفسيّ كان أكثر ..

استمعت لصراخ والدتها الذي يتكرر يوميًا مع دُخولهَا للمنزل بثيابٍ ملطخةٍ بالطين أو البيض فى بعض الأحيان !

كانت يوميًا تدخل المنزَل بجروحٍ جديدة، ويتحتم عليها خياطة ما شُرخ من ملابسها المُهرجلة بفعل المتنمرين ..

الحياة لم تكن بتلك السهولة  لـ "تيكيلا " رُغم  أن  اسمها  يعني شروق جديد لروحها ، لكنها لم تقتنع بهذا يوماً ..

منذ ولادتها وهي مُعتادة على التنمر ، لم تتكفل  بها  أمها .. أجل ، تُوفِيت والدتها  بعد ولادتها مباشرةً ، لم تستطِع  حتى  رؤيتها أو لمسِها ..

*****

الطريقُ فارغ والسيارة تسير بسرعةٍ رهيبة ..
أمسك الزوجُ يد زوجتهِ التي تصرخ من آلام الولادة ، تخطىَ المستشفىَ وهو بذَات السًرعة ، كانت تستفسِر زوجته عن عدَم توقفهٌ أمَامَها ولكِنه فقطَ لمْ يُرد أن يُفزعها بعلمه أن الفرامل بالسيارة لا تعمل فقطٌ كل ما فَعله ،أخبرها أنه يحبها  كثيرًا وأنه سيظَل معها حتى النهايه..

جعلها تضع حزام الأمان وفتح جهاز الحماية لينظر للطريق أمامه مجددًا وتتشوش رؤيته بفعل دموعه الواقفه بين جفناه ،ليجد شاحنة محملة بالصخور تسير بسرعة هائلة تجاههم ،قام بلف إتجاهه سريعًا ليصطدم بجزع الشجرة أمامه ..

دقائق وكانت الزوجة قد وضعت طفلتها بداخل السيارة عند قدمها ، منعها البالون الأبيض -الذي وُضع لحمايتها- من لمس طفلتها التي تصرخ ..

ظلت تصرخ حتي قُطع حبلُها السُري ولم يسمعها أحد ،فلم يكن أياً من والديها على قيد الحياة ليعتني بها أو يُمسك بيدها .. لم يكن اياً منهما معها ليخبرها أنه هنا ...

امتدت جذورها بين عائلة مكونة من أب وأم وولدين ، كانوا يمرّون صدفة من ذلك الطريق واستمع كلاً منهم صوت بُكائِها ،تكفلت تلك العائلة بها واعتنوا بدفن والديها،لم تكن الأم راضية عن هذا ولكن كان الأب يأكله قلبه على تلك الطفلة الصغيرة الباكية...

كانت تيكيلا تشبه الحوريات ، تملك أعين آسيوية بُنيه داكنه ولامعه ، وشعر أَسود داكن حريريّ ،وبشرة ناصعة البياض حتي الشحوب ،حين تراها تشعر وكأنها خرجت من فيلم كارتونىّ ، كانت ملامح وجهها مُحددة بعناية ، تبدو مثل لوحةٍ فنية كَلوحات بابلو بيكاسو ..

كانت الزوجة تغارُ من جمالها عكس أولادها وزوجها ، حاول الزوج اقناع زوجته ببقائِها حتى سن البلوغ فقط ..

ومن هنا امتدت جذورها وبدأت قِصة تيكيلا  "حورية البشر "..

*****

تيكيلا _Tequilaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن