البارت الثامن عشر

5.6K 149 0
                                    

  البارت الثامن عشر من " لامجال للعوده "
حدجته هي بنظرات مصدومه ,فأخر شئ كانت تتوقعه هو وجوده الأن بعد أن رأته يقف مع زُملاءه ؛ لم تعرف ماهيه نيته حتي ذلك اليوم الذي قال فيه كلاما كان أشد وقعا من تغلغل السُم في جسدها الرقيق
أغلقت هي الكتاب بملل دون النظر اليه وعيناها مُركزه علي ذاك الكتاب الذي أمامها , أحس هو بعدم صفاء ذهنها فهتف بنبره هادئه حتي لا تُزعج أمينه المكتبه
-مالك بتفكري ف إيه
نطقت هي ببرود عاهدته منذ خطبتها الأولي بكريم ونظراته مازالت معلقه علي الكتاب
- مبفكرش في حاجه , مفيش حاجه مستهله إني أفكر فيها
هتف هو مُشاكسا لها وبنبره تحمل اللؤم قليلا
- عادي ما يمكن تكوني بتفكري في خطيبك
نطقت هي بإنفعال ولم تنتبه للحاضرين , وضرت بتعليمات المكتبه عرض الحائط
- مش خطيبي , أنا مبقتش مخطوبه وياريت ملكش دعوه بحاجه متخصكش
ألجمت الصدمه لسانه فلم يستطعْ التحدث إليها اذ وجد نفسهُ يُمسكها من يدها ويخرجها من المكتبه بعدما نظرت لهم أمينه المكتبه نظره أرعبتهم
كانت تصرخ له عندما كان يجرها خلفه , كانت كالمجنونه كيف له أن يمسكها من يدها هكذا هي لم تعتدْ علي ذلك عندما وصلا خارج مبني الكُليه نفضت يدها عنه وهتفت صارخه
- سيب ايدي , انت اتجننت ولا إيه واضح انك نسيت نفسك .. مين ادالك الحق انك تمسك ايدي , ترضاها علي أختك مترضهاش طبعا انما بنات الناس عادي
تحدث هو الاخر بصوت ملئ بالانفعال
- ينفع تسكتي شويه , فرجتي الناس علينا أنا لو معملتش كده كُنا هنتطرد وانتي كُنتي هتفضحي نفسك .. ثم أكمل بصوت رخيم ليمتص غضبها السافر
- إهدي شويه , وخدي نفسك
كان صدرها يعلو ويهبط جراء نفسها المُتسارع , كانت تحدجه بنظرات قويه واستدارت للذهاب للمنزل للتفاجأ بنبرته الهادئه
- استني هوصلك للبيت
استدارت له ثانيه مُشيره له بإصبعها وتحدثت بتهديد وحٍده تملكت من نبره صوتها
- ياريت ملكش دعوه بيا تاني وأنا هشوف حد تاني يشرحلي أدام إنت كده
رفع هو حاجبه وعقد ذراعه أمام صدره وهتف بإستفزاز واضح
- أنا إزاي يعني
نطقت من بين أسنانها وقد إحمرت وجنتاها من الغضب
- إبقي اسأل نفسك حضرتك
اعتدل هو في وقفته وهتف بنبره جديه مُغيرا مجري الحديث
- إيه اللي حصل معاكي بجد , إيه حكايه خطيبك ده
صمتت لتنظر له وجال في مخيلتها العديد من الاحاديث الجانبيه , كمثل لماذا يسأل , إنه بارد , كيف أختفي الأن ؟
تحدثت وهي تنظر له بغطرسه بعض الشئ
- هو أنا مش قلتلك إنت مالك مره !
نطق أخيرا بحنق وغيظ يجبرها علي التحدث ,كأنها هي المُذنبه وهو المُحامي الذي يُدافع عنها
- قولي كان مالك يومها وشكلك كان معيط كده
أجابت وهي تنظر أرضا كعادتها حين التحدث
- مفيش شويه مشاكل وانفصلنا
ابتسم هو ابتسامه تجلت علي محياه , بينما لم ترهْا لأنها كانت تضع وجهها أرضا ونطق ب:
- طيب الحمد لله
رفعت وجهها لتنظر له باستغراب
- نعم ؟
صحح هو حديثه مُضيفا
- أقصد إانكم كشفتوهم من الأول
- أه ,, طيب عن اذن حضرتك أنا ماشيه عشان مينفعش اقف معاك أكتر من كده
قالت كلامتها ثم سارت مُبتعده وقد زاد إحمرار خديها , بينما هو كان يقف وقد ملأت وجهه البشاشه
,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت حنين متوتره وتشعر بإضطراب شديد فاليوم ستذهب لامتحان يُحدد مصيرها ومعيشتها في المُستقبل , ولم تكن وحدها من تشعر بذلك فكان جميع من في البيت قلق من خوض حنين تلك الاختبارات المُجهده للجسد والنفسيه
دخل والدها عليها الغُرفه ليتحدث معها فوجدها تجلس علي سجاده الصلاه تدعي ربها , فجلس علي الكرسي الموضوع أمام التسريحه وما إن فرغت من الصلاه تحدث هو مُطمئنا لها
- حنين حبيبتي , أنا عارف إنك عملتي اللي عليكي وذاكرتي ,, أنا مش عايزه تتوتري خالص وانتي بتجاوبي ... حتي لومجبتيش طب صدقيني أنا مش هزعل والله أكيد ربنا شايلك حاجه أحسن من كده
أردفت وهو تؤمي رأسها بنعم
- مناعارفه , بس نفسي هتصعب عليا أوي أني ذاكرت كده وف الاخر محصلتش اللي أنا عاوزاه
- عارف يا حبيبتي عارف , بس لو ربنا مش عاز كده محدش هيقدر يتدخل في قضاء ربنا ,, ربنا كبير ومش بينسي حد
دلف مُصطفي للغرفه قاطعا ذلك الجو وأردف بمرح لصرف القلق عنها
- إيه ياحنو ,, خايفه من الأمتحان يا بطتي يا صُغننه
ضيقت هي عينيها , ثم وضعت يدها في خصرها وأردفت بصوت تتخلله نبره طفوله
- أنا مش صُغننه .. ثانيا ملكش دعوه
ابتسم علي ما قالته أحياناّ يعتقد أن نورا تُشبهه حنين في طريقه الكلام فالاثنان مُشاكستان لابعد حد .. ظل هو علي وضعيته تلك وهو مبتسم , حتي حركت يديها أمام وجهه يمينا ويسارا
- إيه يا درش , بتفكر في مين كده , إنت جاي تطمني ولا جاي تسرح
اقترب هو منها وأمسكها من وجنتيها المُمتلئتين
- ياختي بطه صُغننه , إيه العز ده كُله
أبعدت هي يده في غضب طفولي , ثم مسدت وجنتيها اللتان احمرتا جراء مسكته , ثم تحدثت لوالدها وهي تدبدب قدمها أرضاَ
-يا باا باا خلي مُصطفي يسكت بقي
ابتسم محمود لولديه ثم إقترب منهم وضمها تحت ذراعه وهتف بنبره حنونه قائلا
- ربنا ميحرمكوش من بعض أبدا يا حبايبي
هتفا الاثنان في صوت واحد
- ياارب
,,,,,,,,,,,,,,
كان واقفا في شُرفته يُطالع هاتفه الذي لم يتركه منذ الصباح الباكر فهو ملاذه الوحيد في هذا البيت , لقد سئم الشجارات المُتعدده بين والديه .. لقد حاول جاهدا لانهاء الخلاف الموجود منذ أن وُلدً ,لكنه هذا لم يمنعه في أن يشاركً في المُشاجره حيث كان يقف في صف والدته كثير والاحيان الاخري يقف صامتا
قضي قرابه ساعتين علي هاتفه يُطالع صفحتها الشخصيه علي الموقع الشهير " فيس بوك" , لم يستطع معرفه الكثير عنها لانها لا تُمكن أي شخص من رؤيه محتوياتها الشخصيه , ولكن من صورتها الشخصيه عرف أنها لم تفتح الموقع من شهر تقريبا
قطعت خلوته المُعتاده والدته وهي تدلف داخل الغُرفه بتثاقل كأنها تعدت السبعين سنه !
تحدثت إاليه حتي ينتبه حيثُ كان ظهره لها
- عبد الرحمن
انتبه عبد الرحمن لوالدته فوجدها تجلس علي سريره بوهن فاقترب منها وحدثها بقلق
- مالك يا ماما فيكي إيه ,
نطقت وهي تضع يدها علي جبهتها وتحدثت بسرعه
- خلي أبوك يطلقني يا عبد الرحمن أنا مش هستحمل تاني
تفحصها هو قائلا ونطق بريبه
- ليه يعني يا ماما , المرادي حضرتك اللي غلطانه
إسودت الرؤيه في وجهه أيناس لدرجه لم تقوً علي تحمل الالم في رأسها , فترنحت رأسها ثم سقطت علي السرير وسط هتاف عبد الرحمن لتسمعه
- ماما , يا ماما
لم يستوعبْ عبد الرحمن ما حدث للتو , لكنه لم يتمهل في حملها والانطلاق لآي مُستشفي , كان بملابس البيت عندما كان ذاهبا في طريقه للمشفي للاطمئنان علي والدته
كان يرتعد من الخوف , لم يتخيل لمره ألا تكون أمه علي وجهه الحياه , أمه هي التي كانت وراءه حينما شب ووصل لتلك المرحله كانت بجانبه كُل لحظه عاشها سواء كانت عسيره أم يسيره ,, كانت دائما محط الفخر له كان يحب والديه بشده خصيصا والدته التي فعلت الكثير من آجله , وهو لا يدري ماذا فعلت أيضا
,,,,,,,,
كانت حنين تقف مع ميس بعد إنتهاء الامتحان بسلام , هتفت ميس في إرتياح وهي تقوم بفتح هاتفها الخلوي
- الحمد لله , امتحان العربي والدين سهلين ,, عقبال الباقي
أممت حنين بعدها قائله
- آمين يارب , الحمد لله ربنا وفقنا
رددت ميس قائله بهدوء
- الحمد لله
لمحت ميس سياره مروان آتيه نحوهم , فأشارهت له فهتفت حنين باستغراب
- بتشاورلي لمين يابت
كان ظهر حنين موجه ناحيه السياره , فاستدارت لتريً من الذي شاورت له ميس , فاتسعت حدقتي عينيها فور رؤيه مروان يترجل من السياره قادما نحوهم ,, فنظرت لميس وتلجلجت بقولها
- اا ميس أنا همشي أشوفك بعدين بقي
أمسكت ميس يدها
- إستني بس يا حنين , متخافيش مش هيقول حاجه
أزاحت حنين يدها من يدي مميس المُمسكه بها , وأردفت ب
- لا معلش أنا عايزه أمشي , عن إذنك
واستدارت لتذهب من ذلك المكان
- استني يا حنين
كان ذلك صوت مروان الذي صدع في أذنها
أجابت هي ببرود
- معلش أنا لازم أمشي
نظر إليها مُعترضا عما تقول ثم تشدق بنبرته المعهوده
- خلاص إتفضلي معانا في العربيه
أجابت بتحدٍ , خاصه عندما وجدته يتحدث كأن الامر عاديا وأنه مُنتهي فهي ستذهب لا محاله
- سوري , أنا مش عايزه أركب العربيه معاك أصلا ,وياريت حضرتك متتكلمش معايا كلامي كان مع ميس
ردها صدم ثلاثه , مروان حيث لم يعهد ذلك من قٍبًل حنين , وميس التي ادهشها ذلك الرد الصاعق ,, وحنين ذاتها أيضا ,, لم تتوقع أن ترد مثل هذا الرد علي مروان فهو قبل أن يكون شقيق صديقتها كان يسكن في فؤادها دائما , لم تكنْ تعي أنها الن قد فقدت أي أمل في محاوله الاعجاب بها
,,,,,,,,,,,,
كان يقوم بالترتيب لرحله مُفاجئه , لن يخبر زوجته ولا حتي إبنه يكفيه ما قد تم من إيناس
أغلق حقيبه سفره ووضعها أرضا ثم أخذ جواز السفر الخاص به والتقط هاتفه وهم بالنزول لاسفل لينهي وجوده في تلك الفيلا لايام ,, ولكن قاطع مُهمته رنين هاتفه فلم يُجب في البدايه لأنه وجده عبد الرحمن لم يرد أن يسأله عبد الرحمن عن مكانه أو أن يخطط لخطه مُستقبليه لن يقدر شهاب تنفيذها بسبب سفره ,, ولكن عاود رنين الهاتف مرات عديده فزفر شهاب بضيق وأجاب قائلا
-خير يا عبد الرحمن
ثم ما إن سمع ما قاله عبد الرحمن له , جعله يترك الحقيبه تهوي أرضا بينما كان يجري بأقصي سرعته الي الخارج .. !  

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن