البارت الرابع والثلاثون

5K 123 0
                                    


  البارت الرابع والثلاثون من " لامجال للعوده " ( قبل الاخير )
بقيت صامته تُحدق به لا تعرف بما تجيب , فيحن رحل هو والابتسامه الماكره تُزين شفتاه , فإشتريت هي ما أرادت وهي في شرود تام .. ثم عادت لميس بنفس شرودها , لتنتبهه لها ميس علي حالتها الشعساء
- مالك يا حنين إنتي مبلمه كده ليه ؟
لتردد حنين وهي تجلس بصدمه بعدما وضعت الاشياء علي الطاوله أمامهم
- عبد الرحمن لحنين , وحنين لعبد الرحمن
لتعقد ميس حاجبيها بإستغراب , ثم تميل بجذعها للامام لتضع يدها علي جبهه حنين لتجس حرارتها لتجدها عاديه .. ثم تعتدل في جلستها قائله وهي تحك رأسها بإستفهام
- مالك يا حنين يا حبيبتي , هو عبد الرحمن شاغلك أوي كده
لترفع حنين عيناها لميس , ومازالت شفتاها مُنفرجتان قليلاَ , لتهتف بإبتسامه وهي مُسلطه بصرها علي مكان ما
- هو قالي كده
لتنظر ميس خلفها حيثُ تنظر حنين لتجد عبد الرحمن يلوح بعيداَ بإبتسامه , لترفع ميس ذراعها عالياَ تلوح له مُبادله إياه
ثم تستعيد بصرها ناحيه حنين التي كانت تشاور بيدها هي الاخري ,لترفع ميس إحدي حاجبيها لتهتف بإستغراب جليّ
- مكنتش متوقعه كده الصراحه
لتخفض حنين بصرها خجلاَ
- ولا أنا كمان ,, بس هو فاجئني إنتي عارفه الشعور اللي هو
قاطعت ميس كلامها ,واضعهَ يدها علي يد حنين لتهتف هي بحنو
-عارفه ,, وعارفه إنه مش بإيدك بس حاولي متستسلميش برده
لتتنهد حنين بحيره قائله
- حااضر
ليقف عبد الرحمن يُراقب الاجواء حتي يخرجا من المتجر , وهو يُتابع حنين بنظرات حانيه مُحبه
,,,,,,,,,,,,,,
في فيلا " أحمد رشوان "
في المكتب
كان مُعتز يُراقب أحمد الشارد , الحزين , التعيس الذي تبدل حاله في يومان حينما قام بتطليق شيرين الذي كانت وراء كُل شيئ من البدايه
ليتنهد أحمد بحُزن وهو يُنفٍس دُخان سيجارته لتلفح الهواء النقي الموجود في الغُرفه ... ليهتف مُعتز بنبره راجيه هادئه
- مينفعش اللي انت عامله في نفسك ده يا أحمد , لازم تكون قوي دلوقتي مفيش قُدامك غير كده
ليضحك أحمد بسُخريه علي حديث صديقه , الذي ظن به أنه سيكون صلداَ في موقف كهذا ليهتف بلا مُبالاه وهو يُطفئ سيجارته المُشتعله والتي لم تقترب سوي للنصف فقط ليُشعل أخري
- معدتش تفرق !
ليغمض مُعتز عينه ثم يفتحهما سريعاً ليقول بصوت هادئ حتي لا يُثير حفيظه أحمد
- طيب إنت لازم علي الاقل متبينش حاجه قُدام ميس ومروان ,, مش لازم يعرفوا سبب الطلاق إيه
ليظل أحمد علي تهكمه وسخريته اللاذعه
- صحيح , هقول لولادي إيه ... أمكو خاينه وهي اللي كانت عايزه تدخل محمود السجن ,, ولا الانسانه اللي حبيتها وكانت كُل حياتي طلعت كانت بتحب صاحبي وعملت كده عشان تنتقم منه مش أكتر
لتفر دمعه كانت محبوسه في مُقلتاه وأبت الخضوع أمام كبرياءه
ليدخل مروان فجأه والدهشه تُغطي معالم وجهه ليهتف بصدمه
- إنت بتقول إيه يا بابا
ليهُب أحمد واقفاَ وهو يُطفئ سيجارته سريعاَ ثم يسير ناحيه مروان الذي وقف علي باب الحُجره مُزبهلاَ
- مروان ,, إنت فاهم غلط إحنا منقصدش اللي إنت فهمته
لينظر مروان مُتجاهلا كلام والده إلي مُعتز ليقول بصوت هادئ مُخالفاَ ما بداخله من العاصفه الهوجاء التي تنتظر نسمه رياح تًدفعها لتهُب بغضب جارف
- الكلام ده صح يا اُنكل مُعتز
لتضطرب شفتا مُعتز قائلا
- مش بالظبط يعني
ليردد السؤال ولكن بصوت عصبيِّ هادر
- الكلام ده صح ؟!
ليقول مُعتز بسرعه من بين أسنانه
- أيوه
ليخرج مروان بسرعه من الحجره التي كانت تضم الثلاثه إلي خارج الفيلا , ليصيح أحمد في مُعتز بعتاب
- قُلتله ليه يا مُعتز
ليُجيب مُعتز بنفس النبره الصادحه
- سمعنا وإحنا بنتكلم مكنش هينفع أنكر يا أحمد
ليطرق أحمد بقبضته علي المكتب بقوه ,, وهو يردد بحسره
- منك لله يا شيرين
,,,,,,,,,,,,,,
علي البحر
وقف أحمد بسيارته أمام الشط يُطالع الواقفين , ليبتسم حالما رأها تقف تنتظره تُمسك بحقيبه يدها الجلديه وبعض الحقائب التي كانت بجانبها .. فتأملها قليلاَ حتي رأته هي فلوحت له بيدها لينتبه لها ,, لتتقدم نحوه بإبتسامتها الصافيه
لتدلف إلي السياره الخاصه بعدما ونظراته مُعلقه عليها ولم ينبس ببنت شفه طوال فتره حديثها حينما دخلت للسياره ...
- وبس رحنا المول بقي , وإشترينا الحاجات الكتير دي .. طبعا
أنا لففت حنين بس مكنتش اللون الازرق من الشميز اللي كان عاجبني ,, وبعدين رُحنا ...
لتصطدم عيناه بنظراته المُبتسمه ,, لتهتف بإستغراب مُبتسمه
- إنت بتبصلي كده ليه ؟
ليُجيب وهو يترك المقود , ومازالت سيارته لم تتحرك إنشاَ واحدا -
- بتأملك ,, في حاجه !
لتُخفضً هي بصرها خجلاَ , وتتنحنح فهي أول مره تلتمس في حديثه الرومانسيه
- وسايبني عماله أتكلم من بدري
ليعقد ساعديه إلي صدره , قائلا وقد إرتسمت تلك المره علي عيناه إبتسامه مُحبه .. تٌعبر عما يعتمل في قلبه من مشاعر يُكنها لميس ..
- بحبك أسمعك وإنتي بتتكلمي , بحب أسمع التفاصيل الصُغيره حتي لو كانت تافهه ومش مُهمه .. كُل حاجه فيكي أو ليكي تهمني التفصيله مهما كانت صُغيره بتكون حاجه كبيره عندي حتي لو متهمكيش ذات نفسك ,,,
ثم نظر إليها بحب يعصف بكيان قلبه وإستكمل حديثه الذي كان وقعه شديداَ علي قلب ميس
- إنتي حالياَ بنتي اللي باخد بالي من كُل تصرفتها , اللي هعاقبها لو أذت نفسها بأي شيئ حتي لو كان هامش .. مبقدرش أشوفك حزينه .. ثم تنهد برضا مُكملاَ
- أنا مش عارف حبيتك إمتي , أو يمكن بحبك من يوم ما إتولدي ولسه مكتشف دلوقتي .. بس اللي عايز أقولهولك إني مش هسيبك أبداَ ,, ولو حصل هكون ميت !
لتصرخ هي بلهفه قائله
- بعد الشر عليك , لتقول وهي تنظر لعيناه ذات الموج الازرق الصافي
- أنا مش هقدر أعيش بعدك اصلاَ ,, انا لو حد زمان جه وقالي إنك هتحبي حد بالشكل ده وتبقي مهووسه بيه كده والشخص ده كمان يكون أحمد إبن عمو مُعتز مكنتش هصدق أصلا وهقوله " إنت بتخرف " ,, لكن بعدما ما عيشت اللي أنا عيشاه حالا هقوله إنها أحلي لحظات حياتي ولسه اللي جاي هيبقي معاك بس
ليلتقط يدها بين كفيه ويلثمها بقبله يبث حُبه لها , لتقع بنظرها أرضا ويُدير هو بسيارته مُتجها لمنزلها ,,
,,,,,,,,,,,,,,,
في منزل " نورا "
كانت أمل تجلس هي ومُصطفي وحنين وقد تركت أمل ياسين يلهو مع أبناء الجيران حالما تعود, مالت أمل علي مُصطفي وعيناها ترمق نورا بنظرات مُتفحصه
- البت مؤدبه وملامحها حلوه
ليُجيب هو هامساَ
- جداَ يا ماما ,دي حلوه أوي
لتلكزه في ذراعها قائله
- عيب يا واد ,, إحنا في بيت الناس
ليصمتا الاثنان , حتي ينطق والد نورا موجهاَ حديثه لأمل والده مُصطفي
- ربنا يرجع الدكتور محمود بالسلامه
- الله يسلمك
ليبدأ والد نورا الحديث الجاد قائلا
- طيب حالياُ إحنا هنروح نجيب اللشبكه ولما الدكتور محمود يجي نبقي نعمل الخطوبه
لتؤيده أمل قائله
- هو ده الصح دلوقتي ,, وحالياَ بستأذنك إن إحنا هناخد نورا ومامتها عشان نجيب الشبكه
ليؤمأ هو قائلا
- مفيش مانع طبعا إتفضلو
.....
كان الخجل يغُطي وجهها الابيض ليكسب وجنتيها اللون الزهري وهي تسير بجانبه نحو متجر الصاغه ,, ليخفف حده توتره قائلاَ
- مبسوطه يا نورا
ولكنه لم يعلم أنه يزيد في إحراجها , ليتنحنح هو مُغيراَ السؤال
- طب إنتي عامله إيه دلوقتي
- الحمد لله وانت
- الحمد لله تمام ,
ليقول هو بإستفهام
- هو إنتي ليه دايماَ عيونك في الارض ومش بتبصيلي والله أنا بدأت أحس إنك مغصوبه علي الخطوبه دي
لتظل هي علي وضعيتها ناظره أرضاَ والخجل يلفح وجهها وعُقد لسانها لتبقي صامته ,, ليقول هو بضيق حقيقي تلك المره ينُم علي إنزعاجه
- خلاص لو فعلاَ مغصوبه قولي من دلوقتي عشان مبقاش عبئ عليكي
لترفع هي وجهها بسرعها وتقول منن بين خجلها المُعتاد
- لا أنا مقصدش كده خالص , ده طبعي بس .. وكمان مبعرفش أبين مشاعري ياريت متضايقش مني
ليبتسم هو إبتسامته المُعتاده , ليقوب بحالميه
- مبزعلش منك أًصلا ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في الولايات المُتحده الامريكيه
حطت أقدامهم في الفندق الذي تم حجزه من قبل , ليكون مقر أقامتهم أثناء تواجد إيناس في المُستشفي لتلقي العلاج
تم حجز غُرفه مزدوجه لشهاب وإيناس وغٌرفه وحيده لمحمود .. وحينما وضع محمود قدمه داخل الغُرفه ألقي نفسه بتعب علي السرير يُفكر بكلام إيناس ,, ليظل طوال الليل يُفضي إلي مزاعمه ما إستنتجه من مُحادثه إيناس القصير
لينهض من علي فراشه الساعه السابعه صباحاَ بالتوقيت الامريكي ,, وهو لم ينم لحظات
ليدق باب غُرفه شهاب بحذر في تلك الساعه .. ليقابله شهاب بنظرات تضم ألف سؤال لينطق محمود بهدوء
عايز من وقتك دقيقتين ,, ياريت نتكلم تحت في الريسبشن لو ينفع -
ليومأ شهاب موافقا وهو يتسأل عن هويه الموضوع الذي يريده فيه محمود
تمام هقابلك تحت -  

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن