الطّفولة استقالت

1.9K 298 42
                                    

كُنتُ أحلَمُ أنْ أُصبحَ بالغةً يا أُمّي؛ ألجأُ لمساحِيقِ التّجميلِ الخاصةِ بكِ، لتغتصبَ معالمَ طُفولتي .

أرْتدي الحِذاءَ ذو الكَعبِ الخاصِ بكِ؛ أَرتدي فَستانكِ الأحمر دومًا .

ترينَني فتعاتِبينني قائلةً

" حينَ تكبرين ستَفعَلين هذهِ الأشياء، أمّا الآن فأنتِ طفلة "

لذَا كُنت أحتَسي كوبَ الحلِيب الدافئِ دُفعَةً واحدةً؛ لقولكِ " الحليب يُساعدكِ في النّمو"

أسألكِ كلّ يومٍ ما إنْ أصبحتُ بالغةً كفاية .

كُنتُ متقِدةً لأغتصبَ طُفولتي بمساحيقِ التّجميلِ والفسَاتين

كَبرتُ يا أمّي؛ ومَا عادتْ مساحيقُ التّجميلُ تواسِيني .

الفَساتينُ الباهضةُ لمْ تعدُ بذلكَ البهاءِ الّذي غزلتهُ الطّفولة .

ندِمْتُ؛ حينَ رأيتُ تقَاسيم محيايَ تتغيرُ؛ المرآةُ لم تتقبلني .

وأن نظرةَ الإعجابِ بكلّ شيءٍ؛ انقَشعت !

حينَها أدركْتُ أنّ الطّفولةَ استقَالت .

كنتُ أودّ العودةَ للطفولة؛ لأن ألعبَ عند رفيْقتي فتطْردُنا أمّها؛ كمَا تفعَلين

لسباقِ الدّراجاتِ الّذي نُقيمهُ؛ والوَاجب الّذي تعاقبُنا المُعلمةُ لأننا لم نحله .

كانَ عقابها خفيفًا؛ ظننتهُ وقتها حملًا، لمْ أعلم

أنّ الحياةَ ستُكلفكُ بهمومٍ وحملٍ؛ يهشمانِ كاهلكَ يا صاح

أُمّاه؛ كُنتُ أتمنّى دومًا

《 أن أشُجّ معصَمي منَ الوريد 》

مِنَ الوَرِيدِ |from the vein  [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن