زهرة وكبرياء

5.2K 161 9
                                    

مضى أسبوع من الزمن وايلين حبيسة الغرفة، مقيدة إلى سريرها، تعاني آلام الاغتصاب كل ليلة.
دخل ليون الغرفة يحمل ثوبا ابيضا جميلا ظهره من الشيفون المطرز واكمامه تلامس الكتف طوله إلى الركبة تنورة كلوش.
- ما رأيك انه جميل أليس كذلك.. يناسب شقية مثلك.
- ماذا هذا الثوب.
- انه ثوب زفافك.
- هل تمزح معي قلت لك لن اتزوجك، ثم إن هذا الثوب لا يناسب ذوقي انه للأطفال.
- لقد كنت ترتدين ثوبا مشابها له في الحفل.. ثم انك ستتزوجينني غدا شئت أم ابيت.
- اجبرني إن استطعت.. كل ما علي قوله اني غير موافقة، ولن اكون زوجتك.
- انت محقة، ولكنك نسيت أمرا مهما.. العمة ماريا في سجنها تنتظر حكم الملك بالإعدام، ونحن لا نريد لها الموت أليس كذلك.
- أيها الحقير اتهددني بأمي.. إياك أن تلمسها، ساقتلك.
- لا داعي للخوف فالأمر بيدك، انت تعلمين ما عليك فعله أو بالأحرى قوله.
- تبا لك.. أخرج من هنا، لا أريد رؤية وجهك القذر.
- هههه انت تعلمين اني أحب اهاناتك، خصوصا انك تكونين باظرف حالاتك والشرر يتطاير من عينيك.. لكني ساخرج اليوم، عليك بالراحة غداً سيكون يوماً طويلاً.
- انت مريض.
- ههه لا تنسي تناول الطعام.
وخرج من الغرفة حيث كان زاك بانتظاره أمام الباب.
- انت فعلا مريض يا رجل، أردت اسعادها بالفستان فاثرت اعصابها بتهديدها.. صدقني انها تملك كبرياء أشد منك.
- أعلم هذا.. لولا وجود أمها في قبضتي لقتلت نفسها منذ زمن.. ولكنها بدأت تعتادني فجسدها لم يعد يرفضني كالسابق، وان كانت تكرهني.
- أتساءل إن كانت تكرهك حقا.
- كف عن إثارة آمال فارغة في داخلي.. أريد منك أن تصحبها في جولة حول الحديقة، لا بد أنها تشعر بملل شديد فهي حبيسة الغرفة منذ أسبوع، هاك مفاتيح قيدها.
- حسنا لا مشكلة.. لكن هل أنت متأكد.
- انا لا اريد لها أن تذبل.
...
دخل زاك الغرفة بهدوء، فصاحت ايلين: من انت ما الذي تنوي فعله.
- شه.. انا زاك صديق ليو المقرب، جئت لاخرجك من هنا أظن أنه قد بالغ بحبسك، وانت بحاجة إلى بعض الهواء.
- اذا كنت صديقه المقرب فلم تخونه وتساعدني على الهرب.
- انت مخطئة.. انا قلت تنشق الهواء، وليس الهرب.. يوجد في الحديقة أزهار جميلة إلا ترغبين برؤيتها.
- اه.. يبدو أنك بمثابة حارس يمنعني من الهرب، لا أريد رؤية الأزهار، أريد رؤية امي.
- سيكون لك ذلك، لكن حال ما تنتهي مراسم الزفاف.
- تبا لكما.. فك قيدي، انا بحاجة لبعض الثياب الجديدة.. فكما ترى ذلك الشيطان مزق ثيابي.
- حسنا لك هذا.. ساطلب من أحد الخادمات تجهيز فستان يناسب شعرك الذهبي وبشرتك البيضاء.
- لا أفضل ارتداء بنطال وقميص كالذي ترتديه الآن.
- هذه ملابس فتيان.
- إنها مريحة أكثر.
- يا لك من فتاة غريبة.. حسنا لك ذلك.. ثم ابتسم بخبث وقال: ما رأيك بارتداء شيء من ثياب ليو الخزانة امامك.
- صاحت في وجهه: اذهب واطلب من الخادمة إعداد فستان أخضر فأنا أحب هذا اللون.
- اه.. لقد غيرت رأيك بسرعة، هذا ممل.
- أخرج من هنا حالا ولا تعد حتى انتهي من تغيير ملابسي.
- هههه حسنا.
...
في الحديقة تجول الاثنان، وكان زاك يخبرها بأسماء الزهور المختلفة.. إلى أن توقفت ايلين حالما لمحت الغاردينيا وركضت باتجاهها.
- هل تحبين الغاردينيا.
- أجل إنها زهرتي المفضلة.. لغتها حب سري، إنها زهرة ذات كبرياء عال تأبى حتى أن تبوح بالحب داخلها، وتكتمه سرا لها وحدها.

أنت لعنتي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن