لحظة حب وشكل جديد

3.4K 122 2
                                    

انقضى شهر من الزمن منذ أن عادت إيلين إلى قصر ليون، القلق والحزن لا يفارقان قلبها؛ لقد فقدت طفلها، كما عادت أسيرته، إنه يعلم بخيانتها، ما الذي سيحدث، بالتأكيد لن يمر الأمر على خير.. كل هذه الأفكار كانت تراودها في سجنها، حيث لا ترى سوى الأطباء، ليون لم يقم بزيارتها مرة واحدة حتى، كان هذا يبعث الاطمئنان في قلبها والقلق في الوقت ذاته.
...
- ليون انا لا افهمك، لم لم تقم برؤيتها مرة واحدة خلال هذا الشهر، أعلم أنها خائنة، ولكنك تحبها، ألا يمكنك نسيان الأمر وان تعيش حياتك معها.
- الأمر ليس كذلك زاك، أشد ما أرغب بها الآن هو ضمها إلى صدري، وتذكيرها انها ملك لي وحدي، لكنها مريضة الآن.. أخاف إن رأيتها ألا أستطيع كبح نفسي، إنني غاضب جداً، ولكنني أحبها.. لن أراها حتى تهدأ النيران في داخلي.
- لا أظن أن نيرانا كهذه ستهدا بسهولة، ما الذي ستفعله بتلك الفتاة.
- اه تقصد هانا صديقة ايلين، لقد تعلمت الدرس جيدا.. أحتاج إلى قيد يبقي إيلين إلى جانبي.
- هل تحاول جعلها تكرهك أكثر.
- إنها لا تحبني حتى، لقد حملت من رجل آخر.. لقد كان الأمر برضاها، إنها لا تريدني حتى، ومن المستحيل أن تحبني، في هذه الحال فلتكرهني حتى النخاع فلا يبقى في قلبها مجال للحب، سيكون وجودي كبيرا في داخلها.
- انت مريض يا رجل، ولكن انا متفاجئ تلك الكاذبة لا أصدق.
- ما الذي تتحدث عنه.
- الطفل.. هل أخبرتك انه ابن رجل آخر.
- ما الذي تقصده.
- انت تعلم بشأن قدرتي، إنها حامل منذ اللحظة التي غادرت فيها القصر.. لقد كان ابنك ليون.
- لم لم تقل هذا من قبل.
- شعرت أن الأمور بدأت بالتحسن شيئاً فشيئاً بينكما، وأردت إعلامكما بالأمر في لحظة يسعد كل منكما بالطفل.. ما الفائدة من قول ذلك في لحظة كنت تغتصبها وهي تقسم على قتلك، شعرت بالأسى على هذا الطفل.. إن ما حدث محزن، ولكن ربما هو أفضل.
وجه ليون لكمة قوية أوقعت زاك أرضا مضرجا بدمائه.
- هل تعلم ايلين انه ابني.
- لقد جاءت صباح اليوم التالي لليلة خيانتها تريد استجوابي، فاخبرتها بالأمر..
- وما الذى فعلته وقالته.
- لقد كانت صدمتها كبيرة، شعرت انها تريد الهرب إلى مكان بعيد عن كل هذا.. ثم قالت: انه طفلي انا وحدي.. لقد كانت قلقة أن تقتله يوما كما فعل الملك مع السيدة ماريا، وكما فعلت مع الملك.
- إنها حمقاء، اقسم انها حمقاء، يا لها من غبية... كم مرة قامت بخيانتي.
- لقد كانت مرة واحدة، يبدو أن اخبارها بأمر الطفل منعها من تكرار الأمر.. ذلك الأحمق أراد جعل الطفل صياداً، ما جعل ايلين تطلب مني أخذ الطفل إلى مكان بعيد عن الصراع.
- هل كنت لتفعل ذلك، تخفي ابني بعيدا دون أن تخبرني.
- أجل فأنا صديقك قبل أن اكون ذراعك الأيمن، ورأيت أن هذا أفضل لطفلك.. ولكني كنت متأكداً انك ستجد ايلين، كان الأمر سباقا مع الزمن؛ هل ستلد الطفل أولاً أم ستجدها قبل ذلك؟
لكم ليون وجه زاك مرة أخرى، ثم مد يده يساعده على النهوض، وقال: انك ثعلب ماكر يا صديقي.
- آسف يبدو أن قراري كان خاطئا، لو أنني أخبرتك ربما تمكن الطفل من النجاة.
- انه ليس خطأك، اشكرك على اخباري الحقيقة.. والآن علي الذهاب.
- إلى أين؟!
- لرؤية إيلين بالطبع.
...
دخل ليون الغرفة حاملا صندوقا خشبيا كبيراً، قدمه إلى ايلين التي كانت تنظر إليه بفزع.
- ما هذا؟
- إنه هدية زواجنا الثاني بالطبع.
- ما الذي تتحدث ع.. غلبها الصمت دون أن تكمل جملتها عندما رأت رأس إدوارد يخرج من الصندوق، ملأ الذعر عينيها، وقالت بصوت يرتجف: ما الذي فعلته.
- إيلي حلوتي.. انا أحب زوجتي، ولا أستطيع إيذاءها، ولكني لست كريماً لدرجة أن اعفو عن خيانتها، إذا كنت لا أستطيع معاقبتها، فعلي معاقبة الطرف الآخر.. ألا تظنين انها فكرة جيدة؟.. ثم خطرت الفكرة؛ لم لا أقدم هدية لزوجتي بمناسبة زواجنا الثاني.
- ما الذي تتحدث عنه؟!
- سمعت انك لا تعترفين بالزواج إلا بقوانين البشر، لقد كان هذا مبرر خيانتك، حسنا في هذه الحال كل ما علي فعله هو الزواج كما تريدين كالبشر.
- زاك كلبك اللعين.. انت تحلم، اجبرني إن استطعت، امي وقد ماتت.
- لا مشكلة ابدا ان كنت لا ترغبين، ولكني اعرف فتاة حمقاء ما إن جعلت أحد اتباعي حسن المظهر يدعوها لفنجان من الشاي حتى أصبحت في قبضتي، الا يهمك ما قد يصيبها.
- أطلق سراح هانا سافعل ما تريد، أرجوك لا أريد مصيرها كأمي.
- لا يمكنني إطلاق سراحها، ماذا إن حاولت الهرب مجددا، أو قتل نفسك، احتاج قيدا لك صغيرتي ايلي.
- سافعل ما تريد أرجوك دعها تغادر.. ثم إنني اقسمت على قتلك، ولن أغادر.
- لا يمكنني الوثوق بهذه الكلمات بعد الآن، لكنني سأكون كريما واجعلها إلى جوارك؛ أي ساخرجها من الزنزانة إن قبلت الزواج بي، وأعدك أن آخذ رأسها إن خنتني مجددا.
نظرت ايلين إليه بحقد شديد، وقالت: حسناً.. كما تريد.
ساد الصمت برهة قبل أن يقطعه سؤال ليون حزيناً: اصحيح أن الطفل كان طفلي؟
اتسعت عينا ايلين، وامتلات حبا وحزنا عندما رأت ليون والحزن غمغم قلبه.. لتضمه إلى صدرها دون أن تشعر، وتهمس باكية: انا آسفة.. لم أستطع حماية ابننا.
قبلها ليون قبلة حنونة، وضمها بقوة بين ذراعيه.. ليقضيا ليلتهما للمرة الأولى بمشاعر الحب والحزن يملأ كل منهما، دون أن تشعر بذرة من الكره بينهما.
لقد أدرك ليون أن ايلين تحبه فعلا.. كما ادركت ايلين أن حبهما متبادل.
لكن تلك اللحظة لم تدم إلى الأبد، فقد استيقظ ليون في صباح اليوم التالي ليجد سكينا مغروسا في قلبه.. لم تكن ايلين قادرة على نسيان فكرة الانتقام.
ابتسم ليون قائلاً: ان كنت تريدين قتلي فعليك غرس وتد خشبي، أعلم انك لا تستطيعين قتلي.. لم هذه المحاولات الفارغة.
أمسكت ايلين السكين بعد أن أخرجها ليون من قلبه، وبدأت بالهجوم مسببة الخدوش له في كل مكان.
كان ليون سعيدا، فقد كانت المرة الأولى التي تلاحقه ايلين، وان كانت راغبة بقتله.. أوقف هجوم ايلين المتتابع قبلة مباغتة مليئة بالحب، غادر ليون الغرفة بعدها قائلا: هيا زاك وهانا بانتظارنا على مائدة الفطور.
...
دخل كل منهما غرفة الطعام لتسود علامات الاستفهام على منظر ليون المضرج بالدماء والخدوش، وايلين غاضبة والخجل يملأ وجهها المحمر.
- ما الذي حدث؟ لم لم تغير ملابسك قبل أن تنزل إلى الطعام؟
- انت لا تفهم الأمر عزيزي زاك.. ونظر إلى ايلين بمكر قائلا: انها علامات الحب.
وما هي إلا لحظات حتى تلقى ليون ركلة قوية في منتصف وجهه.. ضحك إثرها وأتبع كلامه: هل فهمت ما أقصده!
أرادت ايلين صفعه إلا أنها توقفت حالما رأت هانا بخير، وركضت نحوها تعانقها بشدة، وتبكي بحرقة.. لتهدأ ما إن بادلتها هانا العناق.
- اخبريني، هل آذوك بشيء، ساقطع رأس من يفعل ذلك.
- انت مخطئة عزيزتي ايلين، لقد كانت حياة كالاحلام، محاطة بكل هؤلاء الشبان الوسيمين ينفذون ما أريده منهم.
نظرت ايلين بذهول، وقالت: لن تتغيري ابدا حتى وإن كان حبل المشنقة حول رقبتك.. ستظلين فتاة بلهاء، ليس في عقلها إلا الوسامة والحب.
- قلت لك سابقا الوسامة عدالة.
انفجر زاك ضاحكا، وقال: لديك صديقة مثيرة.
- ليس بقدرك.
قاطعهما ليون: هيا سيبرد الطعام.

لقد اكتسبت العلاقة بينهما شكلا جديدا، ولكن ملامحها غير واضحة حتى الآن.. هل سينتصر الحب أم الانتقام؟

أنت لعنتي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن