استيقظت ايلين صباح اليوم التالي في محاولة لاستيعاب أحداث الليلة الماضية... ليقطع تفكيرها دخول أحد الخادمات، وقد جلبت طعام الفطور وبعض الملابس.
ما إن رأت ايلين كأس الدماء حتى طلبت من الخادمة إبعاده.
- ولكن سيدتي انت من دماء نقية ولا يمكنك العيش دون دماء.
- انا لست نقية وإنما احمل دماء بشرية في داخلي، ما من داع للقلق... اين هو نيكولاس.
قطع حديثهما صوت امرأة تقف عند الباب: كيف تجرؤين على مناداة صاحب الجلالة دون لقب.. وأنت حديثة العهد هنا، لا تظني أنك مميزة فقط لانك تمكثين في القصر الرئيسي، مكانك الأصلي هو قصر الياسمين.. لا أدري ما الذي يفكر به السيد نيكولاس.
- وانت من تكونين؟
- اياك مخاطبتي بهذه الطريقة مرة أخرى، انا والدة الأميرة الأولى ستيلا، نادني بالسيدة اوفيليا.
اجابتها ايلين باستهزاء: حسنا سيدة اوفيليا، أنا لا أفهم ما الذي تتحدثين عنه.. ولكن الآداب واللياقة الاجتماعية توجب على المرء أن يعرف بنفسه.. انا ادعى إيلين الشقيقة الصغرى لنيكولاس، والآن هل يمكنك اخباري أين أجد أخي العزيز.
ظلت اوفيليا تنظر إلى الفراغ في صدمة مما سمعته، في حين قامت الخادمة باصطحاب إيلين الى غرفة نيكولاس.
ما إن غادرت الخادمة حتى اجهشت إيلين بالبكاء، وقام نيك باحتضانها محاولاً تهدئتها.
- لا بدّ أنه يكرهني.. لقد قمت بخيانته مع إيفان، كما أنني من قتل والدته... كما تسببت بتلك المذبحة منذ خمس سنوات.
- ذلك لم يكن خطأك.. إنها دماء فلاد في داخلك، لا شأن لك بما حصل.
- لا إنه خطأي.. لا أستطيع الوقوف إلى جوار ليون بعد الآن.
- لو كان الأمر كذلك فلم يقوم بتجهيز الجيوش لاستعادتك.
- إنه يريد الانتقام.. لا شك في ذلك.
- إنه يحبك إيلين، لا أظن ذلك.
- أنت مخطئ نيك الحب والكراهية وجهان لعملة واحدة.. لا بدّ أنه يريد قتلي.
- إن كان الأمر كذلك فسأقتله قبل أن يلمس شعرة واحدة منك.
- لا... إياك أن تقتله، أنا هي الوحيدة التي يحق لها قتل ليو، لن أسمح لأحد آخر أن يلمسه... ليون لي وحدي.
- اترغبين بتولي أمر قيادة الجيش في المعركة القادمة.
- هل يمكنني ذلك حقاً.
- لن تسمحي لأحد بلمس ليون، وسيكون مصرعه بين يديك أليس كذلك.
- ماذا عن لوك وفانيسا.
- لا تقلقي، لن يجرؤ أحد على اذيتهم فهما وريثا المملكة.
- فلتعهد لي بقيادة الجيش.. إذا لم يكتب لنا أن نكون معاً، فلنسقط إلى الجحيم معاً في شباك لعنة الحب هذه.
...
اسمعني جيداً زاك: لوك وفانيسا أمانة في رقبتك.. سأعيد ايلين حتما.
- ما الذي ستفعله بعد ذلك.. أنت لن تقتلها.
- قتلها عقاب سهل، أنا اعشقها ولا يمكنني العيش دونها، ولكنها تكرهني ولا تطيق جواري، بل تؤثر قتل نفسها.. سيكون عيشها الى جواري أكبر عذاب لها، في النهاية أنا قاتل والديها ومغتصبها.
- ماذا عن امك؟
- حبي لها أكبر من ذلك، كما أنها كانت في السادسة، ليس ذنبها أنها لا تستطيع التحكم بقواها ليلة الخسوف، ألا تذكر تلك المذبحة.
- وكيف لا أذكرها، وكل تلك المشاكل مع المنظمة إثر ذلك.
- سأحرص على اقتلاع كل ما في قلب إيلين مما قد يبعدها عني بدءاً بشقيقها نيوكلاس.. ساجعلها وحيدة ليس لها سواي، انصحك أن تبعد حبيبة قلبك عن ايلين إذا كنت تتمنى لها الحياة... ايلين لي وحدي.
- انت مريض يا رجل.
- بل واقع في شباك لعنة الحب.
...
جاء اليوم الموعود، بدأت المعركة بصدام الجناح الأيسر لكلا الطرفين، في حركة تبادل دائرية لقوات الجيش.. إلى أن وصل الأمر إلى منتصف القوات ليحسم الأمر بنزال بين قادة الطرفين، وهنا كانت المفاجأة.. فلم يكن القائد المقنع لجيش الثوار إلا إيلين ذاتها.
- أهذه انت إيلين؟!
- كن مستعدا ليون فون فيرميليون، ايلين جرينود ستأخذ رقبتك ثأراً لوالديها ولنفسها.
وانطلقت ايلين بهجماتها المعتادة كما كانت كل صباح.. امسكها ليون من معصمها وقام بتثبيت حركتها هامسا في اذنها: أنت لم تكوني يوماً جادة برغبتك في قتلي، وهذا سبب فشلك دائماً.. اعترفي انت مازلت تحبينني، سأمنحك فرصة أخيرة، استسلمي الآن وعودي الى حضني، وساصفح عن حياة شقيقك البائس.
نظرت ايلين له وقد اهتاجت عيناها حمرة ممزوجة بالغضب والحزن، لتتمكن من فك حصاره والعودة للقتال، ولكنها كانت جادة بقتله هذه المرة.
استمر النزال بينهما ثلاثة أيام بلياليها.. قبل أن يقوم ليون بحركة خاطفة يقبل فيها ايلين بحرارة، ويهمس في اذنها مودعا إياها: احبك.. أنت لعنتي، ولا استطيع تحمل فقدانك.. أنت الآن قوية بما يكفي لتقفي وحدك في هذه الحياة.
ليرمي بنفسه من أعلى الجرف مودعا ايلين بابتسامة حزينة.
اهتاجت ايلين وتلون شعرها.. وبدأت الصراخ بهستيريا: اياك أن تتركني وحدي.. ليون أيها الأحمق من سمح لك يقتل نفسك، موتك على يدي أنا وحدي، لو اضطررت للحاق بك الى العالم الآخر سأقتلك بيدي.
وهمت أن تقفز خلفه، إلا أن نيكولاس امسك بها، مذكرا إياها بفانيسا ولوك، لتقع فاقدة الوعي بين ذراعيه.
انتهت المعركة بعقد اتفاق بين الطرفين، ينص على إيقاف الحرب والسلام، على أن تتوقف تجارة الرقيق من الدامبير وغيرهم من أسرى الممالك الزائلة، يتم تنصيب لوكاس فون فيرميليون ملكا لكلا المملكتين حالما يبلغ السن القانونية، وحتى ذلك الحين تبقى الأمور على حالها مع الحفاظ على علاقة ودية بين الطرفين... وبالنسبة للأميرة إيلين فلها حرية الاختيار في أي من المملكتين تريد البقاء.
إلا أن إيلين اختارت النفي لنفسها وبنت كوخا صغيرا بالقرب من هذا الجرف، في محاولة لتخليد ذكرى ليون في قلبها.
ولم يعد لون شعر ابلين الى طبيعته أبدا بعدها.
أنت تقرأ
أنت لعنتي.
Vampirما الذي يحدث هنا؟ من انتم؟ ما الذي تفعلونه بأ.. لويزا لا تقلقي اذا كنت قد انتهيت من عملك لما لا تعودين إلى منزلك. ما الذي يحدث هنا.. لماذا دعتني امي بلويزا (اسم الخادمة).. ومن هؤلاء الرجال؟.. قصة عن الحب والانتقام.. أيهما سينتصر