..2..

293 10 3
                                    

ثم قال في نفسه : لن أراهما بعد الآن.

وكان أن حملت مياه البحر إلى جزيرة أبعد من جزيرة سيريفوس .

وجاء القدر في يوم جميل أن يكتب حياة جديدة لدانيا وابنها .

حين جاء رجل عجوز اسمه ديكتوس ال شاطيء

البحر ليصطاد السمك ، وكانت الصدفة أن يكون هذا

الرجل العجوز أخا لبوليديكتس ملك سيريفوس .

شاهد ديكتوس الصندوق في البحر فاحتار وتسائل
في نفسه : ماذا أرى ؟!

ولقد ما كانت دهشته عندما تبين له أن ما يراه ليس

سوى صندوق كبير. .

فأتى به إلى الشاطيء وأخرجه من الماء ثم فتحه .

وما زاد في دهشته انه وجد فيه امرأه جميلة

وطفلا صغيرا .. ولا يزالان على قيد الحياة !!

فأخرج ديكتوس المرأة وطفلها من الصندوق

وأخذ هما إلى بيته حيث عاشت دانيا وابنها هناك

لمدة خمسة عشر عاما .

وعندما بلغ بيرسيوس الخامسة عشرة من العمر

أصبح ذا بنية قوية وطلعة بهية .

فأصبح الناس يقولون : انه يشبه الآلهة ، لأنه

قوي جدا وجميل جدا ، ..

وبعد مضي تلك السنين وهو يجهل حقيقة من يكون

صار بيرسيوس بحارا وذهب بعيدا بواسطة مركب

وخرج برحلات عديدة زادته بأسا وقوة وتنقل بين

عدد من الجزر والمدن اليونانية .

وفي إحدى رحلاته إلى إحدى الجزر .. كان قد جلس

متعبا تحت شجرة كبيرة وارفة الضلال لينام فرأى

في حلمه امرأة غاية في الجمال فسألها : من أنت ؟

فأجابت : أنا الآلهة أثينا ، واعرف ما في ضمائر

الناس .. ولا يستطيعون أن يخفوا عني ما يفكرون

به .. اعرف الذين هم أقوياء والذين ليسوا أقوياء .

فإذا أردت أن تكون إنسانا عظيما أعمل بإرادتي

ونفذ ما اقوله لك .

فقال بيرسيوس مسرعا مستيقضا من دهشته : نعم !

أريد أن أكون قادرا على القيام بالأعمال العظيمة ؟!

وقد كانت أثينا تحمل ترسا في ذراعها فقالت

لبيرسيوس : إنظر في ترسي وقل ماذا ترى ؟

فنظر بيرسيوس في الترس اللامع فرأى وجها

مخيفا فيه..

إنه وجه امرأه ، لكنه وجه قبيح وكريه وشوقه عدد

من الأفاعي .

فقال بيرسيوس مذهول وهرع من الوحش الذي

يراه : انه لشكل فضيع لهذه المرأة ، ويجب أن يقتلها انسان .

فقالت أثينا له : انه وجه ميدوسا ، وعليك أن تقتلها

وانا ساساعدك على قتلها ولكن عليك قبل ذلك

أن تذهب إلى بلدك وتنجز العمل الذي يترتب عليك إنجازه. . وساعود ثانية اليك .

ثم نضر فيما حوله فلم يرى أحدا بالقرب منه .

أما في سيريفوس فعندما ذهب بيرسيوس في

رحلته الطويلة أخذ بوليديكتس دانيا الجميلة

لتعيش في قصره حيث كان معجب بها وأراد أن

يتزوجها لكنها لم تكن راغبة به مما جرح كبريائه 

فكيف لامرأة لا يعرفون من أين أتت أن ترفض

الزواج بالملك لذا جعل منها خادمة لديه في قصره

حيث كانت تقوم بالأعمال الشاقة .. تأتي بالماء من

النهر وتغسل أرض القصر والثياب وتهيء الطعام

وغيره من أعمال الخدمة المتعبة والمجهدة

والمذلة لها حيث انقلب حالها من ابنة ملك إلى

خادمة عند الملك .

رغم أن دانيا كانت قد رفضت بوليديكتس إلا أنه

جل ضنه كان أنها ستمل وتتعب وتقبل به زوجا

حيث قال في نفسه : عندما ستصبح متعبة من

العمل عندي ستوافق على الزواج مني .

ولما عاد بيرسيوس من رحلته الطويلة إلى بيته

حيث يجب أن تكون هناك أمه ولكن لم يجدها

فذهب إلى ديكتوس مسرعا وسأله : اين امي ؟!

فقال له وهو في حالة من اليأس : لقد أخذها

بوليديكتس وجعل منها خادمة في قصره وانا لا

استطيع إنقاذها .

فاشتاط هنا بيرسيوس غيظا وغضبا وقال في نفسه

: كيف يجرؤ على إجبار امي لخدمته ؟! ياله من أمر مهين .

.... يتبع

أبطال اليونان .." روايات عالمية "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن