..4..

162 7 0
                                    

ثم ضحكوا ساخرين ..

فأجابهم بيرسيوس بثقة أثارت الغرابة في نفوسهم

والغيض أيضا  :سوف اجلب للملك شيئا لا يستطيع

أي رجل ان يحصل عليه .. هيا قل يا بوليديكتس

ماذا تريد مني ؟

فتذكر بوليديكتس في الحال أن ميدوسا هي الأكثر

خطورة من كل الكائنات الحية .

وسأل بيرسيوس : هل تستطيع أن تجلب لي ما

أريده ومهما كان ؟! فإذا كنت قادرا على ذلك فأنا

أريد أن تأتيني برأس ميدوسا .

ثم ضحك الملك وجميع من عنده من الرجال

الأغنياء بسخرية .

لم يبتسم بيرسيوس بل يعر لسخريتهم اهتماما

قط وقال بشجاعة تامة : سوف أحضره لك .

فقال بوليديكتس مستهزئ به : إذا ، يمكنك أن

تذهب حالا ، وعد الي متى حصلت عليه .

( وكان الملك يعرف أن أي إنسان ينظر وجه ميدوسا

يتحول إلى صخر )

فقال في نفسه : لن يتمكن بيرسيوس من العودة

وساتخلص منه إلى الأبد ( ثم قال بسخرية من

حاله مقهقها ) لكنه سيذهب لأنه رجل شجاع ،

سيتحول إلى صخر ولن نراه ثانية .

...

ذهب بيرسيوس ووقف قرب البحر وقال في نفسه

: ان بوليديكتس سعيد الآن وقد تمنى أن أنطق بما

قلته له .. ولن ينقذ أحد امي من بين يديه ما دمت

بعيدا .. فيا لي من شاب أحمق ، آه يا أثينا ! كم

أتمنى أن تساعدينني، هيا ، قولي لي : ماذا علي

أن أفعل الآن  ؟

وما لبث أن انتهى من كلامه حتى شاهد ضوءا

ساطعا آتيا من بعيد على سطح البحر وكأنه شمس

صغيرة فلم يستطع النظر إليه واغمض عينيه .

فأتاه صوت من بعيد يقول : يمكنك الآن أن تفتح

عينيك .

أبطال اليونان .." روايات عالمية "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن