ثم ضحكوا ساخرين ..
فأجابهم بيرسيوس بثقة أثارت الغرابة في نفوسهم
والغيض أيضا :سوف اجلب للملك شيئا لا يستطيع
أي رجل ان يحصل عليه .. هيا قل يا بوليديكتس
ماذا تريد مني ؟
فتذكر بوليديكتس في الحال أن ميدوسا هي الأكثر
خطورة من كل الكائنات الحية .
وسأل بيرسيوس : هل تستطيع أن تجلب لي ما
أريده ومهما كان ؟! فإذا كنت قادرا على ذلك فأنا
أريد أن تأتيني برأس ميدوسا .
ثم ضحك الملك وجميع من عنده من الرجال
الأغنياء بسخرية .
لم يبتسم بيرسيوس بل يعر لسخريتهم اهتماما
قط وقال بشجاعة تامة : سوف أحضره لك .
فقال بوليديكتس مستهزئ به : إذا ، يمكنك أن
تذهب حالا ، وعد الي متى حصلت عليه .
( وكان الملك يعرف أن أي إنسان ينظر وجه ميدوسا
يتحول إلى صخر )
فقال في نفسه : لن يتمكن بيرسيوس من العودة
وساتخلص منه إلى الأبد ( ثم قال بسخرية من
حاله مقهقها ) لكنه سيذهب لأنه رجل شجاع ،
سيتحول إلى صخر ولن نراه ثانية .
...
ذهب بيرسيوس ووقف قرب البحر وقال في نفسه
: ان بوليديكتس سعيد الآن وقد تمنى أن أنطق بما
قلته له .. ولن ينقذ أحد امي من بين يديه ما دمت
بعيدا .. فيا لي من شاب أحمق ، آه يا أثينا ! كم
أتمنى أن تساعدينني، هيا ، قولي لي : ماذا علي
أن أفعل الآن ؟
وما لبث أن انتهى من كلامه حتى شاهد ضوءا
ساطعا آتيا من بعيد على سطح البحر وكأنه شمس
صغيرة فلم يستطع النظر إليه واغمض عينيه .
فأتاه صوت من بعيد يقول : يمكنك الآن أن تفتح
عينيك .