2_ ثيثيوس والمتاهة ..
_ الصخرة العظيمة :
ونبدأ اسطورتنا الثانية في مقاطعة أثينا. .
حيث كان ايغيوس ملكا على أثينا وكانت الملكة هي
إيترا الجميلة .
كانت الملكة ايترا على وشك أن تلد .. ولأن ابن
الملك يجب أن يكون قوي البنية شديد البأس وذا
عقل حكيم وقدرة على التحمل لكي يكون أهلا
لأخذ الحكم من بعده أخذ ايغيوس الملكة إيترا إلى
مدينة ترويزن ليتركها هناك وقبل أن يعود إلى أثينا
قال لها : إذا رزقت ولدا فلا أريد أن أراه إلا إذا كان
قويا جدا وشجاعا .. وإذا استطاع أن يحرك
صخرة زيوس بيديه فسيجد أشياء تحتها .. عندها
فليحظر هذه الأشياء ويأتي كدليل على قوته .
ورزقت إيترا ولدا جميلا سمته ثيثيوس ، غير أنها
لم تخبره عن اسم أبيه.
ومرت خمسة عشر عاما من العمر على ثيثيوس
فأخذته أمه إلى حيث الصخرة العظيمة صخرة
زيوس وقالت له : حرك يا بني هذه الصخرة واجلب
لي الأشياء التي تحتها .
نظر ثيثيوس إلى الصخرة
وبدت له أنها مهمة مستحيلة ولكن كان على
ثيثيوس أن يجعل من المستحيل ممكنا فهل
سيستطيع في هذا العمر .. ؟
وضع ثيثيوس يديه تحت الصخرة وحاول جاهدا
أن يحركها ولكنه وبطل خيبة كان قد فشل
في تحريكها .
فعاد إلى أمه وقال : لم أستطع تحريك الصخرة يا
أمي أنها ثقيلة جدا.
...
_ السيف والحذاء :
وعندما أصبح ثيثيوس في الثامنة عشرة من العمر
صار ذا بنية جسدية قوية جدا ، إذ كان قادرا على
ركوب الخيل والسير طويلا في السهول والجبال ..
وقد قال الرجال عنه " أنه أقوى رجل عرفناه ".
وعندما رأته أمه على هذا المستوى من القوة قالت
_ أعتقد أنك أصبحت قادرا على تحريك الصخرة .
فذهب ثيثيوس ووضع يديه تحت الصخرة وحاول
تحريكها غير أنها لم تتحرك .. فلم تضعف عزيمته بل
قال في نفسه : أنا قوي ومصمم على أن احركها .
ثم ركز عزمه في أن يحركها إلى اليمين أو الشمال
ورفعها في الاتجاه الذي يريد ، فتحركت وظهرت
حفرة تحتها .
فنظر في تلك الحفرة وكانت المفاجأة انه رأى سيفا
وحذاء ذهبيا.
فأخرجهما من الحفرة وأتى بهما إلى أمه. .
فقالت الملكة إيترا : تعال معي الآن لنذهب إلى
مكان تستطيع ان ترى منه كل ما هو على سطح
البحر .
وبعد أن وصلا إلى المكان توقفا وبدئا ينقلان
نظريهما على سطح البحر .
_ هل ترى تلك المنطقة البعيدة جدا عنا ؟! إنها
تظهر على شكل خط صغير على الماء وعند نهاية
البعد الذي يمكن أن تراه عيناك .
_ نعم .. أراها .
_ أنها أتيكا ، وتلالها مغطاة بالزهور وحقولها
خصبة .. وتغرد الأطيار طوال النهار في بساتينها
وفيها منازل جميلة وحدائق مرتبة ، فكم هو عظيم
ملك ذلك البلد الجميل ! لقد أخبرتني امي انه ملك
سعيد وطيب ، ومن المؤكد أن شعبه سعيد ويحبه
أيضا .
ثم نظرت إليه وقالت : خذ السيف والحذاء الذهبي
واذهب إلى ابيك ايغيوس ملك أتيكا وقل له لقد
حركت صخرة زيوس ، وهذه هي الأشياء التي
وجدتها تحتها .. ثم أره السيف والحذاء الذهبي .
_ ولكن ماذا ستفعلين بعد أن ارحل من هنا ؟
_ سأظل هنا أتلقى بفرح كل خبر يتحدث عن
الأعمال العظيمة التي ستقوم بها
وسأكون سعيدة بها .
فقال ثيثيوس في نفسه : علي أن أنزل إلى البحر
واستقل سفينة واذهب إلى بلاد الاثينين .
يتبع ....