ثم هجم كيريكون على ثيثيوس يريد ان يرميه على
الأرض ويمزق جسده .
غير أن ثيثيوس أمسك كيريكون بكلتا يديه وقذف
بجسده إلى الوراء من فوق رأسه ، فسقط بقوة
على الأرض وصار جثة هامدة حيث تحطمت عظامه
فلما رأى الناس ما جرى ، هتفوا يحيون ثيثيوس
ويقولون له : مرحى لك أيها البطل .. انت اول من
هزم حاكمنا لذا نريد أن تصبح حاكما علينا وتعيش
معنا .
فأجابهم : أريد أن أكون رئيسكم وصديقا وأبا لكم،
لكن علي الآن أن اتابع مسيرتي إلى أثينا بلد
الملك ايغيوس .
غادر ثيثيوس وتابع سيره ، فوصل إلى هضبة كبيرة
وهناك ، رأى رجلا يرتدي ثيابا فاخرة اسمه
بروكروستس فتقدم نحو ثيثيوس وقال له : لقد
سرت طويلا ، فتعال إلى بيتي وتناول بعض الطعام
وخذ قليلا من النوم على السرير الذهبي في بيتي ..
وسترى أنك ستنام هنيئا على ذلك السرير .
فقال ثيثيوس لنفسه : صحيح أنني سرت طويلا
وصرت بحاجة إلى الطعام والنوم ، ولكنني غير
مرتاح نفسيا لهذا الرجل ، أنه رجل خبيث النية ،
وعيناه تبعثان الخوف في نفسي .
فقال للرجل : شكرا لك .
ثم بدآ يصعدان على الهضبة معا وفجأة ، التفت
بروكروستس إلى الوراء فرأى رجالا يسيرون على
الطريق ومعهم أشياء للتجارة ، ويرافقهم رجل
غني يركب حصانا قويا .
فقال بروكروستس : يا لهم من رجال تعساء !
لكنني سعيد لأنني نحو الوراء ورأيتهم .. إن
الطريق إلى أقرب استراحة من هنا طويل جدا
ومع ذلك فإنني سأوفر لهم الطعام والأسرة في
هذه الليلة ، سأذهب إليهم وأدعوهم ، ثم أعود
اليك بسرعة .
وتابع ثيثيوس صعوده على الهضبة فرأى رجلا
