حسناً، لأكون صريحاً معك يا صاح، لا تعجب لحالي و لا تتعجب من شيء في هذه القصة التي سأقصها عليك، سأطلعك على صفحات مجلد صغري الكئيب، فيه اصطبغت الحروف ببريق من الحمرة المترقرقة في الأرض البطحاء، و تلونت الكلمات بزرقة قانية، بأسطر حياكتها حزن و قسوة، و صفحات خيوط نسيجها شجن و معاناة، لكن يا صاحبي للمعاناة حد، و للآلام وقفة، مهما طال عليهم الزمن. قبل ذلك، سأضعك في الصورة، سأروي عليك قصتي لكن باقتضاب، لا داعي لأن تتعرف على الجزئيات و الحيثيات، أكره التفاصيل في بعض الأحيان، (فالتفاصيل أحياناً مرهقة)*. قبل البدء سأخبرك بأمر ما، قد تكذّبني و يمكن أن لا تثق فيما أقول، لكن كل كلمة في هذه القصة هي نابعة من صدق و حقيقة عن واقع عشته. صاحبي لا أريد جزاءً و لا شكوراً أجري لله، فقصتي هاته كتبتها لك أنت بالذات.
_____________________
*واسيني الأعرج: طوق الياسمين.
أنت تقرأ
اليتيم
Ficción históricaإلى الذي ضيّع السبيل و أخذ لنفسه المشاكل الاجتماعية عذراً. إلى الذي استسلم و وقف في نصف الطريق و لم يقوٓ على المواصلة. إلى الذي اعتصر الألم قوته، و أنزفت المعاناة دم جسده. إلى الذي نصّب من نفسه و وهب حياته فداءً لتحقيق حلمه. إلى...