ترى أن الوصول إلى الطموحات و الأهداف والأحلام، ليس بالأمر الهين في هذه الحياة، لاسيما عندما تجد عقبات، عثرات، تحديات، و حواجز، لكن عندما يبلغ بك العناد محله، وتشمر على ذراعيك للخروج لمنازلة الحياة، بأفراحها وأحزانها، بمسراتها ورزاياها، لما تتوكل على الله وتقوم ما بوسعك للوصول، عندما تقهر المستحيل وتجعله تحت وطأة يديك، في حين أودى بك هذا الشيء إلى السهر عدة ليالي، والمقاومة في كل دقيقة و ساعة، ويوم وأشهر وأعوام، حينما ترسم مخططك في عقلك ، تؤمن به بقلبك، وتحبه بدماغك، و تقوي من اعتقادك، و تغير أفكارك، وتسوي العلاقة مع ربك، عندما تمنحك ثقتك بالله الثقة في نفسك، يعتبرك البعض أنك مغرور تتباهى باجتهادك، بلا ريب ستصل إلى ما أنت كنت عاكفاً عليه. لا تكترث بأحد يا صاح، ستقع لك أشياءً تجعلك أرضاً مغشياً عليك، وتتركك عديم الحركة، و اعلم أن يوماً سينجلي سراجك في جوف المعاناة، وسينكشف نبراسك في جنان المقاساة، قد درسني الشارع أن أكون وحدي على الرغم من الأناس الذين يطوفون من حولي، فكلٌّ حسب حاجته يا صاحبي، فامنح ثقتك و صدقك لمن يستحق.
في رحم هذه القسوة، وفي غسق هذه الظلمة الحالكة، تظل السماء منيرة بقمر يشع أرجاء المكان، بروجاً مشيدة يستأنس بها الأنام من برهة إلى حين، لينبلج فجر هوادي هادئ، لا يوجد فيه إلا الورى الورعين والزاهدين.الآن؛ يا أخي في الله، بعنوان الأخوة في الإسلام، والمحبة في الله، لم يتبق لي إلا سويعات قليلة، أريد أن أقضيها مع عائلتي، بعدما أطلعتك عن نفحات من رواية حياتي، و قد تجولت بين ثنايا قصصها، خذها عبرةً إن شئتٓ، أو حذواً إن رغبتٓ، أو تأسياً لسبيل أحلامك إن أردت. فشكراً على قراءتك لقصتي، وحسن انصاتك وسماعك لي، عن ما عانيته، وما قاسيته، ما كابدته، وما تجرعته، وعن طور تغييري، و كيف انقلبت حياتي في غمرة من الدهر، لا أريدك يا صاحبي أن تتعجب من شيء، فكل شَيءٍ في هذا الكون يسهل على الله، واعلم ما حييت، ماكنت لأتوفق لولا توفيقي من لدن الله، و تيقن! أن الله دائماً هو الناصر لعباده، وتذكر يا أخ {إِنَّهُ منْ يٓتّقِ ويٓصْبِر فإنّ الله لا يضيع أجر المحسنين}. وتغريدتي الآن، سأتركك بسلام، وآمل أن ألتقي بك في جنان الخلد مع خير الأنام...
تمت بعون الله
بقلم: حاتم الفحصي

أنت تقرأ
اليتيم
Historical Fictionإلى الذي ضيّع السبيل و أخذ لنفسه المشاكل الاجتماعية عذراً. إلى الذي استسلم و وقف في نصف الطريق و لم يقوٓ على المواصلة. إلى الذي اعتصر الألم قوته، و أنزفت المعاناة دم جسده. إلى الذي نصّب من نفسه و وهب حياته فداءً لتحقيق حلمه. إلى...