شواهد إضافية على عصمة أهل البيت

796 41 19
                                    

1 ـ حديث الثقلين: "...إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي" حيث يظهر من هذا التوجيه النبوي أنّ شرط عدم الضلالة هو التمسك بالكتاب والعترة، وليس من المعقول أن من يحتمل وجود الخطأ أو الزلل فيه يكون مأمناً من الضلال، وهذا دليل على عصمة الثقلين، كتاب الله (الثقل الأكبر) الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأهل البيت (الثقل الكبير).

2 ـ الآية القرآنية: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمّهنّ *

____________

1- المائدة: 6.

الصفحة 31

قال إنّي جاعلك للنّاس إماماً * قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) (1).
ففضلاً عن أنّ هذه الآية تشير إلى علو منصب الإمامة ورفعته، فإنّها تدلّ كذلك على أنّ نيل عهدالله (إمامة البشرية) لا يمكن أن يكون من نصيب ظالم، والخطيئة بصغيرها وكبيرها تجعل من مرتكبها ظالماً، فكان لابد أن يكون الإمام معصوماً عن ارتكاب أي خطيئة أو إثم.

3 ـ وفي مستدرك الصحيحين، يروي الحاكم بسنده عن حنش الكناني: "قال: سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة: يا أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبوذر، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق" (2). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

4 ـ وفي مستدرك الصحيحين أيضاً، بالسند عن ابن عباس: "قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب، اختلفوا

____________

1- البقرة: 124.

2- مستدرك الصحيحين ج2 ص343.

الصفحة 32

فصاروا حزب إبليس "(1).
5 ـ ولمزيد من التوضيح في تبيان تلك المنزلة الرفيعة التي حظي بها أهل البيت، نذكر بعض الأحاديث المروية في صحيح البخاري والتي تشير إلى نعت أهل البيت بكلمة(عليهم السلام) وقد اختصوا بهذا النعت دون غيرهم من جميع الصحابة وأزواج النبي، وهذه أمثلة لذلك كما رواها البخاري في صحيحه:

"عن علي(عليه السلام) قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم، وكان النبي (ص) أعطاني شارفاً من الخمس، فلما أردت أن ابني بفاطمة(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)..."(2) وكذلك: "... وطرق النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)باب فاطمة وعلياً(عليهما السلام) ليلة للصلاة"(3) وفي رواية أخرى: "... قال: رأيت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكان الحسن بن علي(عليهما السلام) يشبهه...."(4) وكذلك: "...عن علي بن الحسين(عليهما السلام)أخبره...."(5)، وقد يقول قائل إن ذلك لا يدل على تميزهم، ولكن السؤال: لماذا اختصوا بها وحدهم دون غيرهم؟

حقيقة الشيعة الإثنى عشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن