وقفة مع البخاري في صحيحه:

223 16 2
                                    

لقد أصبح من الضروري إلقاء ولو نظرة سريعة على صحيح البخاري بوصفه أصح كتب الحديث عند أهل السنة الذين يعتقدون بصحة جميع ما روي فيه من جهة، وبوصفه الحاوي للكثير من روايات أبي هريرة وذلك الكم الهائل من الروايات التي تطعن بعصمة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وغيرها من جهة أخرى.

فقد أخرج البخاري أحاديثه (الصحيحة برأيه) من 600 ألف حديث، وكما روي عنه إذ قال: "لم أخرج في هذا الكتاب إلاّ صحيحاً، وما تركت من الصحيح أكثر" (3).

____________

1- صحيح البخاري ج9 ص8 كتاب الديات باب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان.

2- صحيح البخاري ج7 ص199 كتاب اللباس باب لا يمشي في نعل واحدة.

3- ابن حجر في مقدمة شرح الباري على صحيح البخاري ص5.

الصفحة 158
___________

ومأخذنا الأول على الشيخ البخاري هو اعتماده على عدالة سلسلة رواة الحديث كشرطه الوحيد لإثبات صحة الحديث المروي وبدون النظر إلى متنه وما احتواه من معنى الأمر الذي يفسر وجود الاضطراب والفساد والتناقض في كثير من الروايات التي أخرجها. فحتى لو كان الراوي عدلاً، فإنّ ذلك لا يمنع نسيانه جزءاً من الحديث الذي سمعه فضلاً عن احتمالية روايته للحديث بالمعنى لا بعين اللفظ الذي سمعه الأمر الذي يفقد الحديث جزءاً من ألفاظه الأصلية والتي يحتمل أن يكون لها معنى آخر لم يتنبه له الراوي وخصوصاً مع طول سلسلة الرواة التي قد تتضمن في بعض الأحيان لسبعة أو ثمانية أفراد.
وإذا أضفنا صعوبة الوقوف على عدالة الرجال وخصوصاً المنافقين منهم والذين لا يعلم سرائرهم سوى رب العباد، يتضح لنا العيب الأكبر في منهج البخاري في إخراجه لأحاديثه.

وقد قال أحمد أمين تأكيداً لذلك: "إنّ بعض الرجال الذي روى لهم غير ثقات، وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو الثمانين" (1).

وفيما يلي مزيد من الروايات التي عدها البخاري صحيحة

____________

1- ضحى الإسلام لأحمد أحمد ج2 ص117، ص118 رقم 4.

الصفحة 159
___________

وألزم بها أهل السنة أنفسهم على مر العصور. فعن أبي سعيدالخدري، أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قال بشأن يوم الحساب: "...فيتساقطون حتى يبقى من كان يعبدالله من بر أو فاجر، فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم، وانا سمعنا منادياً ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربنا، قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا؟! فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن" (1).

حقيقة الشيعة الإثنى عشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن