ثالثاً: احداث السقيفة وبيعة أبي بكر

327 21 2
                                    

ثالثاً: احداث السقيفة وبيعة أبي بكر

في الوقت الذي كان علي(عليه السلام) ومن معه من أقرباء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)مهتمين بتجهيز النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بعد رحيله عن هذه الدنيا، كان عمر بن الخطاب يعلن إنكاره لوفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ويهدد كل من يقول ذلك بالقتل، ولم يكن يصدق بوفاته حتى رجع أبو بكر من مكان خارج المدينة يدعى السنح، كما ذكر ذلك البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة(رضي الله عنه): "إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مات وأبو بكر بالسُّنْحِ، قال اسماعيل: تعني بالعالية، فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلاّ ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاءه أبوبكر، فكشف عن

الصفحة 59
رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فقبله، فقال: بأبي أنت وأمي، طبت حياً وميتاً، والله الذي نفسي بيده، لا يذيقك الله الموتتين أبداً، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك" (1).
أما الأنصار فقد اجتمعوا في سقيفتهم "سقيفة بني ساعدة" ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعندما علم كبار المهاجرين (أبوبكر وعمر وأبو عبيدة) بذلك، ذهبوا إليهم على الفور وأعلنوا أنهم أحق بالأمر، ودار حوار بين المهاجرين والأنصار اشتد فيه الجدل والنزاع، وقد وقف زعيم الأنصار سعد بن عبادة قائلاً: "أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط، وقد دفت دافة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر"(2).

فقام أبوبكر وألقى خطاباً ذكر فيه فضل المهاجرين، واحتج بقرشيتهم في أحقيتهم، بالخلافة كما ذكر ذلك البخاري في صحيحه: "فذهب إليهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن

____________

1- صحيح البخاري ج5 ص7 ـ 8 كتاب فضائل الصحابة باب إن لم تجد نبي فإن أبا بكر.

2- صحيح البخاري ج8 ص210 كتاب المحاربين من أهل الكفر باب رجم الحبلى من الزنا.

الصفحة 60
الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبوبكر(1)... فقال أبوبكر: لا، ولكنّا الأمراء وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب داراً وأعربهم أحساباً (2)،.... وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين(3) فبايعوا عمر بن الخطاب أو أبا عبيدة بن الجراح"(4).
فرد عليه أحد وجهاء الأنصار وهو الحباب بن المنذر قائلاً: "لا والله لا نفعل، منا أمير، ومنكم أمير" (5)، وكان رد الأنصار في رواية أخرى: "فقال قائل الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير، يا معشر قريش. فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الأختلاف" (6).

حقيقة الشيعة الإثنى عشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن