شواهد إضافية على استخلاف علي:

370 23 3
                                    

شواهد إضافية على استخلاف علي:

في صحيح الترمذي وبسنده عن عمران بن حصين قال: "بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والغضب يعرف في وجهه وقال: ما تريدون من علي؟ إنّ علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي" (1).

وفي قوله تعالى: ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (2)، حيث ذكر أغلب المفسرين من أهل السنة أنها نزلت في علي عندما تصدق

____________

1- صحيح الترمذي: ج5 ص632 ح3712.

2- المائدة: 55، تفسير الطبري ج6 ص186، أسباب النزول للواحدي: ص133، شواهد التنزيل للحاكم ج1 ص164 ـ 167، أنساب الأشراف ج2 ص381.

الصفحة 44
بخاتمه لمسكين جاءه وهو في ركوعه أثناء تأديته للصلاة.
وفي صحيح البخاري، عن مصعب بن سعد عن أبيه: "أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)خرج إلى تبوك واستخلف علياً فقال: اتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبي بعدي" (1)، ويدل هذا الحديث على أنّ علياً(عليه السلام) له جميع المناصب التي كان يحتلها هارون(عليه السلام) في بني إسرائيل ـ باستثناء النبوة ـ، والتي بيّنها سبحانه وتعالى في قوله: (...واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري وأشركه في أمري... قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) (2)، حيث يظهر في هذه الآيات أنّ هارون(عليه السلام) كان وزيراً لموسى(عليه السلام) ومعاونه الخاص وشريكه في قيادة الأمة.

وما يؤكد استحقاق عليّ لهذه المنزلة الرفيعة باستخلافه على الأمة، أنّه كان الأعلم بين جميع الصحابة، بدليل ما يرويه البخاري عن عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)، فعن ابن عباس قال: "قال عمر(رضي الله عنه): اقرؤنا أبيّ، وأقضانا علي" (3) كذلك أنّ الأقضى هو الأعلم بالأحكام والقوانين كما لا يخفى.

____________

1- صحيح البخاري: ج6 ص3، كتاب المغازي.

2- طه: 29 ـ 36.

3- صحيح البخاري: ج6 ص23 كتاب التفسير باب قوله ـ "ننسخ آية أو ننسها" ـ.

الصفحة 45
ويكفي لاثبات أعلميته بين جميع الصحابة أنه كان باب مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وحكمته، ففي مستدرك الصحيحين بسنده عن ابن عباس، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب" (1).
وفي صحيح الترمذي قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "أنا مدينة الحكمة وعلي بابها(2)"، وفي مستدرك الصحيحين قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: "أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي "(3).

حقيقة الشيعة الإثنى عشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن