رابعاً: استخلاف عمر

322 22 1
                                    

رابعاً: استخلاف عمر

لما نزل بأبي بكر المرض دعى عثمان بن عفان وقال له: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به أبوبكر بن أبي قحافة إلى⬅️

____________

1- صحيح البخاري ج5 ص36 كتاب فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة رضي الله عنها.

الصفحة 75

⬅️المسلمين، أما بعد. فأغمى على أبي بكر، فكتب عثمان: أمّا بعد، فإنّي أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً، ثم أفاق أبوبكر فقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن أسلمت نفسي في غشيتي، قال: نعم، قال: جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله. وأقرّها أبوبكر من هذا الموضع (1).

وكما يروى أيضاً أنّ عمر كانت بيده الصحيفة التي فيها استخلاف أبي بكر له ويقول للناس: "أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله إنّه يقول: إنّي لم آلكم نصحاً"(2).

وهكذا، فإنّه كما لعب عمر بن الخطاب ذلك الدور الحاسم في تنصيب أبي بكر خليفة يوم السقيفة بتخويفه للناس وبأخذه منهم البيعة لأبي بكر بالشدة - كما مر إثباته ـ، مستغلاً الانشقاق الذي حصل بين صفوف الأنصار وغياب أصحاب الخلافة الشرعيين لانشغالهم بتجهيز الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لمثواه الأخير.
فإنّ أبابكر أيضاً لعب نفس الدور، بتنصيب الخليفة عمر بعده، ولم يكلفه ذلك سوى حبرة قلم.

____________

1- تاريخ الطبري ج3 ص429، تاريخ دمشق لابن عساكر ج44 ص251 ـ 252.

2- تاريخ الطبري ج3 ص429.

الصفحة 76
____________

وبالرغم من شدة مرض أبي بكر أثناء كتابته تلك الوصية بل واغمائه حينها، إلاّ أنّ أحداً لم يقل بأنّ أبابكر كان (يهجر) فيما كتب، بينما لم يتردد الخليفة عمر ومن كان يؤيده برمي الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بتلك الكلمة المؤلمة حين سألهم أن يأتوه بكتاب يكتبه لهم حتى لا يضلوا بعده أبداً!!

وزعم أبوبكر أن سبب تسميته للخليفة عمر بعده هو خشيته من الاختلاف بعده، وهكذا تقبّل أهل السنة هذا العذر منه بعد أن خالف الشورى التي يزعمون أنها المبدأ الذي يتم به انتخاب خليفة المسلمين. وسترى لاحقاً كيف أنّهم تقبلوا أيضاً حتى خلافة معاوية وابنه يزيد من بعده بالرغم من تسنمهم لإمرة المسلمين بالقهر وغلبة السيف الذي أعملوه برقاب المسلمين قتلاً لا سيما العترة الطاهرة من أهل البيت.

ولكن السؤال الذي أردنا طرحه هنا، لماذا لم يتقبل أهل السنة فكرة تسمية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لخليفة بعده كما تقبلوا ذلك من أبي بكر؟ وخصوصاً أنّ أسباب الاختلاف على الخلافة وقت وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)كانت أعظم مما كانت عليه زمن وفاة أبي بكر، هذا فضلاً عن النصوص الواضحة بوجوب الرجوع إلى أهل البيت (عليهم السلام)فيما يختلف به المسلمون بعد رحيل المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) واستخلاف علي بن أبي طالب(عليه السلام).

حقيقة الشيعة الإثنى عشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن