ــ تكمنُ السـعادة في أبسطِ الامور
و قد ترتبط بشخص ما لكن في حَدود يجب
عدم أجتيازها
فكُل شيء يزيدُ عن حدهِ ينقلبُ ضدهِ :||| مهـدي .. ||
زقزقة العـصافير جعلتني أستيقظُ ، فتحتُ عينيَ ببطء
لأرى الساعة الجداريه تُشير إلى السابعه
صباحا نظرتُ للغرفـة لأتذكر فوراً انني في
منزل والدي ، نهضتُ لآتجه نحـو الحمام
غيرتُ ثيـابي بعد أخذ ثياب من رامي ..
فرغم صِغر سنـه إلا ان جسده رياضي يُناسب جسدي
فكرتُ بين ليلة وضحاها انقلبَ كل شيء
حُلمي بوالدتي لم يكن عبثياً بل كان لغاية
خلدتُ للنوم ليلة البارحه دون رؤيتها
الان قد أرتاحت في مكـان رقودها
اتجهتُ للاسفل إلى غُرفـة الطـعـام ..
تحمستُ لهذا اليـوم
سـ أذهب مع والدي للشركه للمرة الاولى ..
سـ أحظى بلحـظات السـعادة .. انها شَيء كنتُ اتمناه مطولاً
ما كنتُ احلم بهِ و أناضل من أجلهِ كعصفور يضحي بكل شيء
لحماية صغـارة
كـ شجـرة ترتشف الميـاه يومياً لتزهـر أوراقها بعد طول أنتظار
لم يكن رامي أقل حماساً مني ، رُبما لستُ الوحيد من يتمنى
ان يحصل على أخ ليتقاسم معهُ كل شيء
قاطعَ دوامه خيالاتي صوت ريـم ..
ريم : بـابـا اليوم العصر اريد اروح لبيت صديقتي
بس مـا اريد رامي يوصلني
مهدي : لييش ..؟؟
مدت شفتيها للأمام بحُزن مصطنـع
لتقول بأزدراء
ريم : متعرفه هـذا الخبيث اذا كال بفلان ساعه تخلصين
يعني لازم انزل اتأخر دقيـقة ميقبل يوديني يذلني
رامي : والله حقي لو يبقه عليج تكولين ساعه تظلين لليل
تعدلين كفشتـج لو مدري شتسوين .. غير اني ولد
واريد أكمل يومي قابل كلولج أني سايقج الخاص
اشارت لهُ بغيض ..
ــ شوف بـابا اني بنتك الوحيدة
شلون يحاجيني هالرامي
ابتسمتُ لمشاجرتهما اللطيفـة
فرغم غضبها عينيها تـلمع سعـادة و الابتسامه تشق
مجـراها فوق شفتيها
سيف : خلص خلي مهدي يوديـج .. بعـدين لحظة منو منهن ؟
ريم : روان بابا روان
علق رامي ساخراً : روان بعد بس أجيب جنطتها وتعيش ويانه
شعجب انكطعـتي عنها هالفترة مادري
تيبستُ في مكـاني احاول أستيعاب حروف ألاسم ..
رُبما هيَ .. و رُبما ليست هي
تجمدت أوصـالي لذكر أسمـها
شعرتُ بتجمد الـدم أيضاً .. لا اشعر بنبضات قلبي
وكأنني غبتُ عن العـالم
افتقدتُها ، افتقدتُ حينَ تكـون مهمومه
لتأتي واستمع لها
هل سأراها مُجدداً ، ام ستبقى أمنيه عالقه على رف الانتظار
بين زقاق القدر
استيقظتُ من شـرودي على صوت والدي ليقول
ــ توديـها
اومأتُ بالايـجاب لأخرج برفقة رامي إلى الـعمل
كنت سأذهب معه لكن والدي اعطاني مفتـاح احدى
السيارات المتواجده في الكـراج
سيف : هـاي سيــارتك ...
سيارة خاصه بي بعد ان كنتُ اذهب سيراً
على الاقدام لمقر العـمل
ابتسمت لآركبها .. لفت أنتبـاهي صندوق هـاتف
وجدتهُ هاتفاً جديداً مع كارت خطهُ والدي
( موبـايلـك الجديد ، سيارتك الجديده .. الحياة الي انحرمت منها
تنتظرك .. )
تنهدتُ براحـة ، لآتجه خلفهم إلى الشـركة
علمتُ اساسيات العمل و أخبرني والدي
انني سأدلف معهم إلى اجتماع مع اهم شركه يتعامل معها
خلال سـاعة كنتُ اراجع المشروع مع رامي ..
و حينَ انتهينا ذهبنـا ، دلفتُ لآجـده بذات الطول الفـارع
و البشـرة البيضاء التي اشترك بها كلاهما ..
و الشعر البُنـي .. الذي يُناسب عيناه البنيه أيضاً
ومن غيرهُ علاء .. دهشَ كلانا
لنمضي الاجتمـاع بهدوء ، جـده كان رجلاً حكـيم
و تعتلي ملامحه ابتسامه هادئة
خرجَ الجميع لنبقـى .. ابتسم ليقول
علاء : عرفت السبب الي خلاك ما تجي أمس ..
بس مرتـاح ويه أبـوك بعد كل الي عشته من ورا ..؟
مهدي : بعـد ماشفت شي ، بس يومين
ومع هالشـي حسيت بشي حلو
شعور ماريد أخـلصه خلي حتى لو يطلع وهـم
حلو يطلع عندي أخوان اصغر مني
ادير بالي عليهم و اكعـد وياهـم
رفع يداه بأستسلام ليقول ..
علاء : بهاي اتفـق أحلى شي بهالدنيـا
اخ لو اخت تخاف علي وتحمي من هالدنـيا بكبرها
متخـلي احد يمسـه ..
فهمتُ مغزى كلمـاته فهو يقصد بهـا روان
غيرَ الموضوع ليقـول
علاء : مو تكطـع بيـنه هم خلينه نلتقي دوم
ابتسمتً : أكـــــيد اصلاً حنلتقي هواي
بالشغـل ... سلملي على محمـود
ــ يوصــل ..
ذهبَ هو إلى جده ليعود كلاً منا إلى عمله
كان يوماً متعباً .. بين تكاثف العمل
و عقلي الذي علقَ بهـا ..
عدتُ للمنـزل و خلدتُ للنـوم ..
رُبما سأستطيعُ ابعـادها حين اخلد للنوم
لكنني كنتُ مخطأ فقد كـانت تستحوذ حتى أحلامي
آللهي مـاذا يحدث ، لم اشعر بهكذا
أضطراب منذُ وفاة والدتي ..
لم أشعر انني بحاجه إلى شخص لهذه الدرجـه
حتى باتت تلوح مُخيلتي في كلِ وقـت و زمـان
استيقظتُ بعد ثلاث ساعات لآغـير ثيـابي
سأوصل ريم ثم اذهب للتسـوق ..
وفعـلاً أخذتها ، كانت لا تنفك عن الحديث عنـها
وكأنني استطيعُ نسيانها لتذكرني بها
ابتسمتُ لها حينَ وصلنا إلى المنزل
قلتُ قبل نزولهـا ..
مهدي : شوكـت أجيج ..؟
ريم : اني اتصـل عليـك
اقتربت لتُقبل وجنتي بخفه ، راقبتـها حتى دلفت
إلى المنزل .. فذهبتُ انا
دلفتُ إلى احدى المحلات التجاريه .. التي يرتادها
الاغـنياء .. للمرة الاولى ، لا اعلم لماذا اشعرُ
بأنني ولدتُ للمره الاولى
بعد ذلكَ التعب و الشـقـاء ..
ولدتُ من بعدِ الكثير من الخيبات و الامنيات المنتظره
ــــــــــــــــــــــ ~
أنت تقرأ
البحث عن السعادة
Romanceنغرق في المعـاصي و الرغبـات ، نحاول جاهدين خلق اسباب لسعادتنا لكننا نجد انفسنا نبتعد عنها أكثر من ذي قبـل .. كانت السعادة كفقاعه فور امساكنا بها تتبخر دون عـودة لكن هي تكمن في أبسط الاشيـاء .. ? )