14
|| ايلاف .. ||
انتهى شخص اخر في حياتي .. بينما كنت اتوقع حياة افضل و ان يتحسن وان كان مذنباً لم احقد على احد يوم ولم اود وفاة احدهم ، بدت الايام متشابهه علاء الذي يحاول اخراجي من تلك الحالة بعد أسبوع من وفاته و اسبوعان على خطوبة محمود و ساره .. قرر كلاً من مهدي و روان تأجيل حفلة خطوبتهما احتراماً لتلك الظروف التي مررتُ بها .. نهضت من السرير لاتجه نحو النافذة لم يأتِ علاء من العمل ، راقبتُ السماء الصافية من اي شائبه ليت تفكيري هكذا .. ليت ايامي تصبح صافيه بلا حزن ، امسكت بطني التي بدأت تبرز بشكل خفيـف سأنهي الشهر الثاني .. بضعه اشهر وسيكون هنالك من يملأ حياتنا ، هل سأكون قدر تلك المسؤولية ، الاعتناء وتقديم الحب والرعايه في ذات الوقت شيء صعب بعض الشيء شردتُ في تفكير عميق ، بين تحمل المسؤولية وخوفي من عودة علاء السابق .. رغم رعايته لي وعطفه لكن داخلي مضطرب من تلك الناحيه .. لا يمكنني نسيان اول أيامي برفقته .. شعور الخيبه حين اتصلتُ ليقابلني صوت اسيل ذات مره .. جعلني اتحطم رغم كل شيء هناك خوف في داخلي .. ذلك الذي يصعب ذهابه
لم انتبه لدخوله حتى شعرت بيده فوق كتفي التفتُ اليه بأبتسامه باهته
_ ننزل نتغده لو نتغده بره ..!
قلت : مالي واهس اطلع خلي نتغده هنا
امتدت يده ليسحبني نحو الاسفل .. اجبرني على تناول الطعام لامسك بالملعقة .. كان المنزل اكثر هدوء مما سبق لاسأل
_ وين البقية ..!!
علاء : طلعو يرجعون بليل ..
قربت الملعقه ناحيه فمه ليتناول القليل .. فهو ينشغل بطعامي متناسياً ذاته ، بقيتُ اطعمه بعد انتهائي تنهدتُ بقله حيله .. غصه في داخلي تجعلني امتنع عن السعادة .. رباه احمل هذا العبء لينتهي عن صدري عدنا الى الغرفه لاضع رأسي على صدره قلت بهمس
أيلاف : علاء .. هم تندمت بيوم عالي صار بينه ..!
صمت قليلاً .. ليعم الهدوء المكان ثمَ قال
علاء : لا .. صح بدايتنه جانت غلط بس مع هالشي انتي شي حلو بحياتي ، مجنت راح اعرف شنو صلاة .. ولا جنت راح افكر بيوم اتوب واعرف شنو راحة يم رب العالمين .. بالعكس انتي اكثر شي احمد ربي صارلي بهالحياة ..
رفع رأسي ليكمل : أحبــج .. انتي والي ببطنج سواء بنتي او ابني ، وراح اسوي كل شي علمود نبقة بسعادة
لامستُ وجنته بيدي لاهمس
_ انت احلى شي صار الي بحياتي
علاء : بالمنـاسبة حنروح رحله بالسفينة باجر بس اني و انتي .. نغير جو كم يوم ونرجع
ايلاف : وخطوبة روان ومهدي .. ؟
قرص انفي ليقول
_ نرجع قبل لا تصير خطوبتهم
اومأت بالايجاب .. ربما احتاج لشيء كهذا فالتعب يُرهقني هذه الايام .. اصبحت اخلد للنوم اوقاتاً طويلة كنت متمسكه به ، لا اود تركه في هذه الفتره ابداً
في المساء اتت روان لتتحدث معي .. لكنها لم تبقى طويلاً كان يجب ان تذهب بعد اتصال مهدي .. دلف علاء بينما كان يُجري اتصالاً سحبت احدى الكتب التي اشتريتها حديثاً لابدأ بقراءتها
كانت تتحدث عن كيفيه الاهتمام والرعاية بالطفل ، فلا اعلم شيء بخصوص هذا الموضوع رغم حديث جدتي عنهُ لكنني احتاج لمعرفه المزيد ..سمعنا صوتاً قادم من الاسفل غاضب جداً استغرب كلانا لنتجه نحو الاسفل جدي ، محمود ساره و عائلتها اي غضب الذي نشبَ الان
علاء : شصاير ...!
الجد : محموود انت مصدك الحجي الي حجيته .. تشكك بتربيتي لعلاء بكل هاي العشر سنوات
قبل رأسه ليقول
محمود : اني احجيلك الي سمعته .. لو بيدي ما اصـدك
صاح بِهم وسط اندهاشنا
علاء : احجووولي شصاير ...!!
والد سـارة : اني احجيلك قبل سنتين من هسه جان عندي بنت ثالثة اصغر وحده ، ربيتها وكبرتها وجانت الاقرب لكلبي لانها اصغر وحده .. اخر فرحه بحياتي جان يجي واحد ويخدعها يجذب عليها وهي كل عمرها 18 سنة ويكوللها احبج .. لحد ما خدعها واخذ الي يريده استغلها و شمرها
نظرت له ولدهشتة وكأنه استوعب الحكايه بينما قلبي يقرع طبولاً اتمنى ما افكر به خاطئ .. قال بعدم تصديق
علاء : ميييس ..؟؟
ابتسم والد سارة بسخريه ، لتُغشي الدموع عينيَ بقلة حيلة .. الماضي لن يتركنا سيبقى يُلاحقنـا دائماً ..
ــ اي ميس الي جذبت عليها وخدعتها ، الي دمرت حياة عائلة بكبرها بسبب طيشك و الله اعلم اذا هالبنية المسكينة ممدمر حياتها او مجذب عليها
ليته دمر حياتي وانتهى منها جذوره باقية وان حاولتُ نسـيانهُ .. ترك يدي التي كانَ يُمسكها بقوه ليتجه نحوه ، جلسَ أمامه على الارضيـة ليقول بصوت هادئ ..
علاء : اني مو زين ادري .. يمكن جدي ميدري بهالشي بس بعمري مجذبت على وحده ولا بعمري حاولت استغل وحـده علمود مصلحتي ، اريد اتونس أكو هواي بـارات مايحتاج العب بمشاعر بنات النـاس .. ميس حتى ماعندي معرفـة بيها يشهد الله بس مو اني الي خدعتهـا .. الي خدعهـا شاب تعرفت علي أنـي قبل سنين أسمـة اريان بس استخدم اسمي في سبيل يخدعها ما اكدر احجي عليه لان ميجوز نحجي بظهر الميـت .. قبل أسبوع مـات
صمت قليلاً بينما عقلي يحاول استعياب تلك الكلمات القاسيـة ..
استرسل : اكو هواي هيج ياخذون غير أسمـاء علمود يخدعون بنات العالم اني ما احتاج اخدع احد ولا اجذب على احد لو جنت صدك بعـلاقة وياها بهذاك الوكت برغم جـانت حتى اصغر من روان جان من زمان بنتكـم زوجتي كدام الكل .. فكرت بيوم ممكن ينعكس بأختي ، صح اني مو زين .. اني واحد ممكن يكون انانـي ، أيلاف وحده من البنات الي تونـست وياهم اعترف وجرحتهـا هواي بس رب العـالمين حطها بطريقي عقاب و هـمين هدية عقاب وجزاء لاغلاطي .. وهديـة لانها هدتني للطريق الصحيح ، أحنا الاثنين غلطنـه بس واحد يسنـد الثـاني واحد يحـاول يصحح غلط الثاني
صمت وهدوء عمَ المكـان .. كان مُريباً لقلبي وثقيـل حاولتُ كتـم تلك الشهقة التي ودت الخروج بكل جـدية وآلم وضعتُ يدي على فمي مانعه تِلك الشهقـة من الخروج .. تلك كانت كالخنجر يغرس في حنجرتي فيؤلمني ببطء شديد وكأنني أحاول التمسك بأمل او بالحيـاة دون جـدوى ..
والد سـارة : مـادام تكول هيج حصدك بسبب هاللمعة الي بعيونك والثقة ما اكدر اجذبك ، ولا اكدر اعاتب شخص ميـت خلص الله يرحمه ويـغفرله .. مابيدي اسوي شي لا العتاب يرجعه ولا يرجع بنتي الي ماتت .. لازم نطوي الماضي ونبدي صفحة جديدة بأمل وحياة أحسن ان شاء الله ..
انسحبتُ لغرفتي بعد عدم ملاحـظة احد لي .. دسستُ جسدي النـحيل أسفل الفراش الازرق ، شددتُ قبضتي على الوسادة لافرغ بهـا دموعي بصمت .. شهقت بصوت منخـفض أقرب للهمس بيني و بين ذاتي دونَ معرفه أحد كم من الوقت امضيتهُ بالبكاء أقليل أم كثير لا أعلم .. فقط انتشلني من زوبعـة البُكاء والحسـرة يداه التي التفت حول جسدي و تلك القبلة الهادئة التي طبعت فـوق فروة رأسي
همس بخفوت : حبيبتي عافتني جوه وصـعدت ، كلت ترتاحين مو تبجين
قلتُ بصوت مُتقطع ..
أيلاف : ما اكدر .. اكو بعد واحد ممأذي أريـان ..! استحي اكول اني ويا من نفس الام و كلبي ماينطيني ما اتذكره حتى لو ذكرياتنه الحلوه قليله ، أحـاول اخلي صوره حلوه شسوي ..
علاء : كافي تبجين لخـاطر الله .. اذا مو لخاطري ولا لخاطر هالطفـل الي دتعذبي ، خافي علي شويه الله يخليج ، تخيلي بس لا سامح الله يصير بي شي بعدين بسبب كل هالضغط والحزن الي حابسه نفسج بي بس فكري شوية ..؟
التفتتُ له بخـوف .. هل يُمكن حدوث شيء كهذا بسبب حُزني العميق قلت بصوت مرتجف
أيلاف : صدك ممكن يصير شي ..؟
علاء : هو روح حبيبتي يتأثر بيج وبكل حركة تسويهـا اذا انتي بس تبجين شلون متردين يتأذه ..؟
مسحتُ دموعي بسرعـة لاغمض عيناي بهدوء .. مـحاولة النوم بعد تلك الليلة الطـويلة وفعلاً خلدت للنوم ربما براحة بعد أنكشاف جميع الاوراق ..
أنت تقرأ
البحث عن السعادة
Romansaنغرق في المعـاصي و الرغبـات ، نحاول جاهدين خلق اسباب لسعادتنا لكننا نجد انفسنا نبتعد عنها أكثر من ذي قبـل .. كانت السعادة كفقاعه فور امساكنا بها تتبخر دون عـودة لكن هي تكمن في أبسط الاشيـاء .. ? )