|| أيلاف .. ||استيقظتُ صبـاحاً بعد تلك الليلة الطويله ، ولأنه افرغ داخله تماماً ليبقى علاء فقط أمامي ، يجب علي ايضاً فعل المثـل ، يجب ان يعرف هويتي الحقيقية .. لمستُ وجنـته لتسري قشعريره في داخلي بفعل خشـونه ذقنه .. ماذا سيحدث لو بقيت الايام جميله بيننـا .. استيقظ فعلاً فنظرتُ لداخل عينيهِ البـنية ..
همستُ : صباح الخيـر
لم يتكلم بفعل النُعاس و التعب الذي يغلبهُ .. غداً هو موعد خطبة سارة و محمود .. انهمك كثيراً بين التجهيزات و الشركـة .. استرسلت بجدية
_ لازم نحجي ..
اعتدل في جلسته سحبني ناحيته ليُعانقني .. عبثت بأصابعي بتوتر ، كانت تلك الكلمات الاثقـل لقلبي .. حينَ قررتُ نسيان الماضي كان يجب عليَ مواجهته ..
لأن افضل طريقة للعيش بسلام هي مواجـهة مخاوفنا ، و مشاكلنا .. وتلك الامور التي تعرقلنا
أيلاف : شسمه ، أني و أريان اخـوان .. ما ادري السبب الي خلاني هناك بهذاك اليوم .. و ما ادري ليش جانت دائماً علاقتي بي مو مثل اي اخوان بهالعالم ، بالوكت الي جان لازم يكون سندي ، صار ضـدي كسرني بوكـتها ، مسألت لان اريان الي اعرفه ميحجي شي .. و بنفس الوكت مكدرت اظل ويا اكثر ، تخبلت بهذاك اليوم وحركت مكـانه اي تأذيت برغم كل شي يظل اخويه طلعنه من نفس البطن
رفعت رأسي لأرى دهشته .. فأكملتُ حديثي
_ كتلك ماعندي أحد ، لان صدك ماعندي .. ما أكدر اعتبره بيوم انسان ممكن اعتمد علي بعد كل شي .. كـلها عدهـا احد تستند علي الا أني معندي بس أنت
تحشرج صوتي في النهايـة لادفن راسي في صدره .. كان كالحمل الثقيل وددت التخلص منهُ .. صمته كان يُرهبني ، وكأنه ينبأ بحدوث عاصفة جديدة .. مسح على شعري لأرتاح ولو قليلاً ، رفع رأسي جعلني انظر الى عينيه مجدداً ليقول بهدوء
علاء : خلي العالم كل واحد وناسـه ، اني الج اخ وزوج وصديق وشتردين ..!
عانقتـه بقوه ، كنت احتاج لتلك الكلمات وان كانت زيفاً .. احببتُ اهتمامه منذ اليوم الاول ، نهض ليذهب الى الحمام .. لامستُ بطني التي ستبرز قريباً .. سأحصل على عائلة لطيفه بعيداً عن الحُزن .. تنهدتُ براحه ، هرولتُ للحمام بعد خروجه استحممتُ لارتدي ثيابي ، كان مايزال امام المرآة .. جففتُ شعري لننزل سوياً ، الروتين اليومي لكن براحة اكثر من ذي قبل
ذهب الى العمل لابقى مع روان .. اتجهنا الى الحديقة فجدتي لا تفارق محمود هذه الايام ..
جلستُ على الارجوحـه بينما جلست على الارض
، نظرت للسماء الصـافيه لتقول ..
روان : ليش احس روحي مرتاحـة كلش ..
_ الله يديمها .. اني احس بشي حلو ، من تنسد دفاتر الماضي حتى الواحد يمشي ليكدام .. اكيد يحس بشي حلو ..
روان : الله يديم هالشعور يـارب ...
بقيتُ العب بتلك الارجوحه لوقت متأخر ، حتى ظهرت الشمس بشكل خفيف ، وجاءَ وقت الصلاة وذهبَ ، عدت الى غرفتي توضأتُ لاقوم بفرش سجادتي .. بتُ لا افوت فرضاً من الصلاة ، احببتُ التقرب الى الله اكثر ، لان الحياة بدونه كالقبر الموحش .. سمعتُ صوت تحرك مقبض الباب ليُفتح ، كنتُ اقرأ ايات من القُرآن شارفتُ على الانتهاء بعدها أغلقتُ الكتاب و اعدته الى مكانه ..
لاحظت نظراته الهادئة لابتسم بهدوء جلستُ بجواره
لاضع رأسي على كتفهِ همس ..
_ تقبل الله
أيلاف : منا و منكم ..
لم يتحدث ، كان المكان اكثر هدوء بادرتُ في الموضوع لاقـول ..
ايلاف : ليش متصلي !!.. متقترب من الله وان جنت بعيد ، كـافي تكون التوبه مالتك صادقـة ..
حتى تنقبل ليش تظل بهالدنيا تايه واحنه نهايتنا كلنه .. لرب واحد لخالقنه
صمت دون كلمات لمده من الزمن . وكأنه يصارع افكاره اللامنتهية ، وضعت يدي في كف يده لأشدها بقوة .. وكأن قوتي ستنتقل اليهِ وان لم يتحدث ، عيناه تخبرني الكثيـر .. عن التردد والقلق الذي لا يتركهُ اردفَ اخيراً
علاء : انتي مسويتي شي اصلاً ، اني مذنب اكثر منج .. الواحد مرات من كد الاخطاء يستحي يقابل ربه
ايلاف : مهما يكون رحمة رب العالمين تتجاوز كل شي .. حتى أسوء معاصينا كلها تنمحي من يكون الانسان صادق برجوعه لـ الله .. لان رب العالمين من يفرض علينا اشياء ويحرم .. كلها النا لمصلحتنا اكيـد
فـ باب التوبه مفتوح ماينسد مادام النيـة صادقة
اكملتُ برجاء : جرب متخسر شي ..
اومأ بالايجـاب ليهتف ..
علاء : بس مع ذلك اني صفـر ..
ابتسمتُ لاسترسل : محد ينولد ويعرف كل شي .. شوي شوي تتعلم
قبل جبيني بهدوء لاشد في قبضتي على سترته ..
جاء اليوم التالي ، فبدأت تحضيرات الخطبة الرسمية .. لم اراه كثيراً خلال اليـوم حتى جاء الوقت لنذهب الى منزلهم ، ركبتُ معه لنذهـب .. فور وصولنا كان هناك عدد كبير من المدعوينَ .. عانقتُ ذراعه بقوه ليشد على يدي .. راقبتُ قدوم أحداهنَ .. تلك النظرات الحاقدة تجعل قلبي في أنذار ، نظرتُ له بأستفسار ليقول
علاء : هـاي بنت شـريكنـا أسيل ، اسيل اعرفج زوجتي أيلاف ..
صُدمت كثيراً شعرتُ بشعور بين الغيره و الآلم .. آلمنا التي نكتمها طويلاً تجعل منـا اقوياء ربما و ضعفاء .. ذلكَ شيء يعتمد على الارادة
ترى هل ستبقى ارادتي في البقاء معه قالت بفضاضه .. بتلك النبرة التي جعلتني ارغب بتحطيم رأسـها ..
أسيل : شعجب يعني توقعت حتسوي أكبر عرس ، تبقة الناس تحجي بي شهـور .. من الحجي الي جنت تحجي قبل ، بس هسـة داشوف العكس .. حتى محد يدري بزوجتـك
اردفتُ بهدوء بينما أقبض على يدي بقوة ..
أيلاف : ليش كل الي يسوون عرس جبير .. وفخامة و الناس تعرف ويحجون بي يعني مرتاحين ، احنه هيج مرتاحين منحب احد يتدخل بخصوصياتنا ..
اردفت : موجهـت كلامي الج ميصير تردين
سحقاً لاسلوبها المستفز .. و سحقاً لأن جميع الحسناوات خلفه .. كدت اتكلم ليقربني ناحيته قبل رأسي بهدوء ، قالَ ..
علاء : اني وياها واحد ، تحجين وياي يعني وياها والعكس .. ما اعتقد الج حق تدخلين بين زوج و زوجته
ذهبت وهي تجر أذيال خيبتها .. ابتسمتُ ليرتاح داخلي .. فـ علاء الي بتُ اعرفه لن يسمح لاحد ان يتدخل بيننـا ..
همستُ : رضيت مارضيـت .. اني احب هالعلاء
ابتسم بهدوء .. لننضم للجميع
أنت تقرأ
البحث عن السعادة
Romanceنغرق في المعـاصي و الرغبـات ، نحاول جاهدين خلق اسباب لسعادتنا لكننا نجد انفسنا نبتعد عنها أكثر من ذي قبـل .. كانت السعادة كفقاعه فور امساكنا بها تتبخر دون عـودة لكن هي تكمن في أبسط الاشيـاء .. ? )