|| 12 ||

196 9 1
                                    

12

419

|| محمود .. ||

انتهت العمليه بنجاح لاتنهد براحه ، اخبرتُ عائلة المريض فشاهدتُ فرحتهم ، تلك هي اقصى غاياتي حين مارستُ هذه المهنة .. سمعتُ صوت صُراخ قادم من الاسعاف لاتجه الى هناك ، دهُشت حين رأيت احدهم يمسك سكـينه ، بينما الاخر يصرخ بهستيريه ، الفوضى عمت المكـان اقتربتُ ، كنت اود الاصلاح بينهُما ، لكنني علمتُ انه من كانَ سبباً في الانفجار..
ولكي يهـرب طعنني في كتفي ، سقطتُ بآلم ، تلون القميص خاصتي من الابيض الى الاحمر .. والمئزر كذلكَ ، اخر شيء فكرتُ بهِ هي


420

.. كانت في مُخيلتي كـ ظل لا اود تركهُ .. اغمضتُ عينيَ تاركاً الالم يحتل جسدي ، مرت مـدة لاستيقظ البياض حولي ، ايمن بجانبي أينَ هي !! ابتسم ابتسامه هادئة ليقـول
أيمن : الحب ماكو احد ينجبر بي ، هالشي اكتشفته اليوم تدري ليش ، لان بنفس اللحظة الي فقدت وعيك هي همين فقدت وعيها .. اليوم عرفت شكد تحبها وتحبـك
لم استطع التحدث بسبب الالم كان كالسكاكين التي ، تغرس في كتفي دون رحمـه ، وكأنني احـاربُ دونَ جدوى لتخفيف هذا الالم ، همستُ
محمود : وينها !!

421

ايمن : ترتاح .. بالغرفه الي يمك هسه بس تكعد ، تلكاها اول الناس يمك لهسه تحت تأثير ابره المهدأ ..
اومأت بالايجـاب ، لاعاود اغلاق عيناي بوجع ، اعانَ الله المرضى الذينَ يأتون يومياً كم هذا الالم لل يوصف .. ولا يُطاق .. شعرتُ بشيء دافء فوق جبهتي . يمسح عليها بهدوء ،




422

فتحتُ عينيَ بهدوء لأجدها بجـواري .. ابتسامتها الباهتة .. لا قدره لها على الحديث امسكت
يدها التي كانت فوق جبهتي بيدي السليمه لأقربها ناحيتي ، قبلتُ باطنها ببطء .. بشرتها التي سُحب لونها بسببي لتصبح صفراء ، هتفت بهمس

423

_ خفت عليـك ، كلش حسيت شي بداخلي يأذيني .. قطعة مني تأذت مو ايدك
محمود : كتلج ما أعوفج ..
ابتسمت بخفـة طلبتُ منها الاتصال بعلاء ، من هاتفي وكم كانَ طلبي صعباً ، لكنها تحملت ذلك من اجلي و اتصلت .. تذكرتُ خلافها معهُ رُبما يجب حل هذا الخلاف سريعاً .. لا اتحمل رؤية ذاك الحُزن يعانق عيناها السَوداء .. عادت لتجلس بجواري اخبرتني انهُ سيأتي ، امدت يدي لابعاد خصلاتها المتلصقه حول وجنتها ..
شعرها البُني و عيناها الواسعة يُناسب بشرتها البيضاء
قلت بهدوء : اسـف مجان لازم اخليج تتصلين ، نسيت من التعب

424

سارة : عادي .. هو الماضي ماضي لازم انساه
تلك اصدق العبارات التي سمعتها ونسمعها دوماً ، لكن تطبيقها ليسَ سهلاً بسهولة قولها وسماعها .. احياناً نحتاج الى وقت كثير لنطبق اقوالنا ، و قد تحتاجُ عمراً باكمله
مرَ الوقت ، بينما كنا نجلس بهدوء جاء علاء ونظره الخوف داخل عيناه ، القلق مُرتسم على ملامحه لا شعورياً ابتسمتُ بهدوء قال
_ منو سبب هالشي ! وليش مشتكيت بلا صار بيك شي
استرسلتُ مقاطعاً اياه
محمود : واحـد من مرضى اليوم جان سبب بأنفجار ، مشتكيت لان ماريـد اصلا هرب الشرطة تدور علي .. بس انت لازم تدبرلك حجه تكولها لامي و أبـوي


البحث عن السعادةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن